بروكسل ـ المغرب اليوم
بعد الهجمات الإرهابية التي ضربت باريس في نوفمبر(تشرين الثاني)الماضي، والتي استخدم فيها الإرهابيون أسلحة الكلاشينكوف والأحزمة الناسفة والمتفجرات المصنوعة يدوياً، تكرر الأمر في هجمات مترو ومطار العاصمة البلجيكية بروكسل في مارس(آذار)الماضي، وها هو السيناريو ذاته يتكرر في هجمات مطار أتاتورك الدولي في اسطنبول قبل ثلاثة أيام، كل هذه العوامل دفعت النائب البلجيكي العام، فريدريك فان ليوو، أمام البرلمان البلجيكي أمس الجمعة، للمطالبة بمزيد من التعزيزات التشريعية في مجال مكافحة الإرهاب.
وأشارت صحيفة "هت لاتسته نيوز" على موقعها الإلكتروني، اليوم السبت، إلى أن "البرلمان البلجيكي كان صوت على مشروع قانون جديد لمحاربة تهريب الأسلحة والاتجار بها في مايو(أيار) الماضي، وتضمن هذا القانون السماح لأجهزة مكافحة الإرهاب بالتنصت على المكالمات الهاتفية للمشتبه بهم، إلا أن النائب البلجيكي العام، فريدريك فان ليوو، لم يكتف بهذا القانون، وطالب بالمزيد من القوانين التي تحد من تهريب الأسلحة أو تداولها، ليس في بلجيكا وحدها، بل على المستوى الأوروبي بشكل عام".
ووفقاً لتصريحات النائب العام أمام البرلمان أمس الجمعة، فإن "التشريعات الراهنة لم تحقق النجاح المأمول منها، ولا تزال أسواق الأسلحة السوداء في أوروبا تشهد رواجاً كبيراً، حيث يمكن لأي شخص الحصول على سلاح كلاشينكوف بمبلغ 1500 يورو، فيما يمكن الحصول على خزان الطلقات الخاص به بمبلغ يتراوح بين 350 و500 يورو".
ومن جانبها أوضحت مفوضة الشرطة الاتحادية، فاليري زايميتز، في جلسة البرلمان أمس الجمعة، أنه "على مدى السنوات العشر الأخيرة، لم نتمكن من متابعة العديد من القضايا بسبب الثغرات الكبيرة في تشريعات مكافحة الأسلحة وأسواقها السوداء، وهذا يعني باختصار أننا لا نملك الوسائل القانونية الكافية لملاحقة تجار الأسلحة ومهربيها، وهو ما يسهل على أي شخص الحصول على السلاح، وارتكاب مجزرة أينما أراد ووقتما شاء".
دول البلقان وليبيا
كما لفتت الصحيفة في تقريرها إلى أن "سوق الأسلحة لا يقتصر فقط على بلجيكا، حيث ساهم الإنترنت في تسهيل الحصول على الأسلحة وتهريبها، حتى أصبحت تجارة الأسلحة واحدة من أسرع وسائل الثراء، وهو ما دفع المدعي العام، فريدريك فان ليوو، إلى المطالبة بتحسين مراقبة تراخيص تصدير واستيراد الأسلحة في بلجيكا، مشيراً إلى أن أكبر عدد من الأسلحة التي توجد بالسوق السوداء في بلجيكا تأتي من دول البلقان، كما أن كميات الأسلحة التي تأتي مهربة من ليبيا بدأت تزداد مؤخراً، بحسب ما أشار إليه النائب العام في كلمته أمام البرلمان أمس".
يذكر أن خالد البكراوي، الانتحاري الذي فجر نفسه في محطة مترو مالبيك في العاصمة البلجيكية بروكسل في 22 مارس(آذار) الماضي، وهو أيضاً أحد منظمي هجمات باريس، كان أرسل وسطاء مختلفين إلى بلجيكا، من أجل الحصول على 30 خزان من طلقات الكلاشينكوف قبيل الهجمات الدامية التي شهدها مطار ومترو بروكسل، كما عثرت الشرطة على سلاح كلاشينكوف في صالة المغادرة بمطار بروكسل عقب التفجيرين الانتحاريين اللذين قام بهما كل من نجيم العشراوي وإبراهيم البكراوي، فيما قام انتحاريو باريس بارتكاب مجزرة صالة باتاكلان باستخدام أسلحة الكلاشينكوف، كما كان الكلاشينكوف حاضراً كذلك في تفجيرات مطار أتاتورك الدولي، حيث استخدمه الانتحاريون الثلاثة قبل تفجير أنفسهم في المجزرة التي قادوها.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر