ماكرون في زيارة دولة للبرازيل لتعزيز العلاقات مع الدولة الأكبر في أميركا اللاتينية
آخر تحديث GMT 23:52:41
المغرب اليوم -

ماكرون في زيارة دولة للبرازيل لتعزيز العلاقات مع الدولة الأكبر في أميركا اللاتينية

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - ماكرون في زيارة دولة للبرازيل لتعزيز العلاقات مع الدولة الأكبر في أميركا اللاتينية

الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون
باريس - المغرب اليوم

يقوم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بزيارة دولة إلى البرازيل، بدءاً من الثلاثاء، هي الأولى من نوعها إلى هذا البلد الأكبر في أميركا اللاتينية والذي تراجعت علاقات بلاده معه خلال ولاية الرئيس السابق خايير بولسونار الآتي من صفوف اليمين المتطرف.

وجاء في بيان للرئاسة الفرنسية، أن الزيارة «ستوفر الفرصة للرئيسين، الفرنسي والبرازيلي، لإعطاء دفعة (جديدة) لدينامية تعزيز علاقات بلديهما بالنظر للأزمات الدولية التي تتطلب توثيق شراكتهما الاستراتيجية». وبحسب الإليزيه، فإن محادثات الرئيسين ستتناول الملفات الاستراتيجية والتعاون بين باريس وبرازيليا إزاء التحديات العالمية وعلى رأسها المناخ، وأخيراً تعزيز العلاقات الاقتصادية. ونوّه الإليزيه باستضافة البرازيل لقمة مجموعة العشرين الخريف المقبل وقمة المناخ في مدنية بيليم الواقعة في قلب الغابات الأمازونية في العام 2025. وقالت المصادر الرئاسية إن ماكرون والرئيس البرازيلي لويس إنياسيو دا سيلفا الملقب بـ«لولا» ستكون لهما الفرصة للقاءات عديدة في الأشهر المقبلة منها بمناسبة زيارتين لاحقتين لماكرون بمناسبة قمة العشرين والقمة المناخية. ومن المؤشرات التي تدل على اهتمام لولا بزيارة ماكرون، أنه قطع 1500 كلم لاستقبال ضيفه الفرنسي، وستتوفر الفرصة للرئيسين لعقد مجموعة لقاءات للتباحث التي ستشمل، إلى جانب العلاقات الثنائية الملفين الساخنين، وهما الحرب الأوكرانية وحرب غزة. ولا تخفي المصادر الفرنسية تباعد المقاربات بين باريس وبرازيليا إزاءهما، وتؤكد أن ماكرون سيسعى لتقريب المواقف، في حين ترى مصادر أخرى أن للرئيسين مصلحة سياسية داخلية في إبراز قرابتهما.

تشدد باريس على وجود «علاقات تاريخية» بين الطرفين، وعلى أن الهدف الأول من الزيارة الرسمية والطويلة زمنياً فتح «صفحة جديدة» من العلاقات الديبلوماسية والتعاون بعد الصفحة الأليمة التي عرفتها باريس وبرازيليا زمن بولسونارو الذي لم يتردد في توجيه الإهانات والشتائم للرئيس الفرنسي وعقيلته بسبب تعليقات فرنسية بخصوص الغابات الأمازونية. وترى باريس أنها اليوم سعيدة بوجود «شريك أساسي لمواجهة التحديات الشاملة»، وأن العمل مع لولا يندرج في مساعي ماكرون للتعامل مع كبريات الدول الناشئة ومنها البرازيل. من هنا، فإن زيارة الدولة تعد مهمة جداً لماكرون الذي دأب على السعي لإقامة علاقات وثيقة مع هذه الدول

تعد البرازيل الشريك التجاري والاقتصادي الأول لفرنسا في أميركا اللاتينية والتاسع على مستوى العالمي وتبلغ المبادلات التجارية 8 مليارات في العام. كذلك، فإن الاستثمارات الفرنسية المباشرة في الاقتصاد البرازيلي تصل إلى 40 مليار يورو، حيث إن 1150 شركة فرنسية تعمل في البرازيل، وهي توفر فرص عمل لـ500 ألف شخص. وتعمل الشركات الفرنسية بشكل خاص في قطاعات الطاقة النووية والنقلة البيئوية والطاقات المتجددة والاقتصاد عديم الكربون... وبسبب أهمية العلاقات الاقتصادية المتنوعة؛ فإن منتدى للأعمال سيلتئم بمناسبة الزيارة الذي سيلقي فيه ماكرون كلمة الختام. وترافق الرئيس الفرنسي بعثة اقتصادية كبيرة بينما يقتصر الحضور الوزاري على اثنين، هما وزير الخارجية ستيفان سيجورنيه ووزيرة الدولة المكلفة شؤون التنمية والشراكات. وسيتم التوقيع في القصر الرئاسي البرازيلي على مجموعة من الاتفاقات الاقتصادية بين الطرفين.

تعود آخر زيارة دولة فرنسية إلى البرازيل إلى عام 2013. ويرى مراقبون في العاصمة الفرنسية أن ماكرون، خلال السنوات السبع الأخيرة لم يعر أميركا اللاتينية الأهمية التي تستحقها، خصوصاً بالنسبة لبدان رئيسية مثل البرازيل أو المكسيك. إلا أن خلافاً مع بولسونارو دفعه إلى استقبال لولا في قصر الإليزيه في شهر أكتوبر (تشرين الأول) عام 2022 قبل الانتخابات التي أعادته إلى القصر الرئاسي. وعاد ماكرون واستقبله رئيساً صيف العام التالي بمناسبة المؤتمر الدولي حول التنمية والديون الذي استضافته باريس.

رغم تقارب مواقف البلدين، فإنهما يتبعان خطين متباعدين بشأن الحربين اللتين يعرفهما العالم في الوقت الحاضر. فالنسبة للحرب الأوكرانية، لا يتردد ماكرون في تأكيد الوقوف إلى جانب أوكرانيا والسعي لمنع روسيا من تحقيق الانتصار ميدانياً، لا، بل يدعو إلى «إلحاق الهزيمة» بها، ولا يستبعد إرسال قوات غربية إلى ألأراضي الأوكرانية. وبالمقابل، فإن مواقف لولا بعيدة لسنوات ضوئية عن مواقف ماكرون. فمن جهة، يحمّل الرئيس البرازيلي أوكرانيا جانباً من المسؤولية في الحرب الدائرة. والأهم، أنه يدعو إلى تشكيل «مجموعة دولية من أجل السلام» ويحض الطرفين على الجلوس إلى طاولة المفاوضات. كذلك، ثمة اختلاف في المقاربات بشأن الحرب في غزة. فمن جهة، يحاول ماكرون التزام «موقف وسطي» من الحرب بعد مواقف أولى كشفت عن انحيازه إلى جانب إسرائيل. أما لولا، فإنه على خلاف مفتوح مع السلطات الإسرائيلية فهو يرى أن ما تقوم به إسرائيل في القطاع «حرب إبادة»، وهي تشبه «المحرقة» اليهودية وليست حرباً بين جيشين، بل هي «حرب بين جيش (إسرائيلي) بالغ التدريب وبين نساء وأطفال». ومن جانبها، أعلنت إسرائيل أن لولا شخص «غير مرغوب فيه» واستدعت السفير البرازيل للاحتجاج على تصريحات رئيسه ورأت أن على لولا أن «يشعر بالخجل بسبب تصريحاته».

بدورها استدعت الخارجية البرازيلية السفير الإسرائيلي للاحتجاج على تصريحات بنيامين نتنياهو كما استدعت سفيرها في تل أبيب للتشاور.

ولعل ما يمكن أن يشكل نقطة تقارب بين ماكرون ولولا هي المواقف التي أخذ الأول الالتزام بها في الأسابيع الأخيرة ودعواته المتواصلة لوقف لإطلاق النار. ويشكل القرار الصادر الاثنين عن مجلس الأمن الخطوة الأولى في هذا السياق وما ينقصه هو العمل به.

 

قد يٌهمك ايضـــــاً :

ماكرون يٌحذر نتنياهو مٌصرحًا أن أي نقل قسري لسكان رفح سيشكل جريمة حرب

لافروف يؤكد أن إعلان ماكرون إرسال قوات إلى أوكرانيا يهدف لإرضاء واشنطن

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ماكرون في زيارة دولة للبرازيل لتعزيز العلاقات مع الدولة الأكبر في أميركا اللاتينية ماكرون في زيارة دولة للبرازيل لتعزيز العلاقات مع الدولة الأكبر في أميركا اللاتينية



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ المغرب اليوم

GMT 16:56 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

مفاوضات غامضة بين محمد صلاح وليفربول وسط تصريحات مثيرة للجدل
المغرب اليوم - مفاوضات غامضة بين محمد صلاح وليفربول وسط تصريحات مثيرة للجدل

GMT 15:24 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار لتوزيع قطع الأثاث حول المدفأة
المغرب اليوم - أفكار لتوزيع قطع الأثاث حول المدفأة

GMT 14:55 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

"واتساب" يُعلن عن ميزة تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص
المغرب اليوم -

GMT 02:13 2018 الأربعاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

تمثال لدبين قطبيين يُثير ذهول عملاء مركز تسوق

GMT 07:35 2016 الأحد ,18 كانون الأول / ديسمبر

أفضل مناطق لسياحة التزلج على الجليد في أوروبا

GMT 14:22 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

زلزال بقوة 3.2 درجة تضرب ولاية "مانيبور" الهندية

GMT 19:58 2020 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

أسماك القرش تنهش جثة لاعب كرة قدم في أستراليا

GMT 18:31 2019 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

تشابي ألونسو يؤكد جوارديولا سبب رحيلي عن ريال مدريد

GMT 21:58 2019 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

لطيفة رأفت تلهب مواقع التواصل الاجتماعي بمظهر جذاب

GMT 19:58 2019 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

دراسة تكشف عن قدرات النمل في علاج نفسه والنباتات

GMT 16:57 2019 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

تأجيل مباراة الرجاء البيضاوي ورجاء بني ملال

GMT 13:23 2019 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

لعبة SPIDER-MAN الأكثر مبيعا داخل اليابان في سبتمبر
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib