طالب وزير الخارجية الصينى وانج يى الولايات المتحدة باحترام المصالح الأساسية للصين بالامتناع عن بيع أسلحة لتايوان والتوقف عن إرسال دوريات عسكرية جوية وبحرية بالقرب من المناطق التابعة للسيادة الصينية التى من ضمنها جزر نانشا والمنطقة المحيطة بها فى بحر الصين الجنوبى.
ووفقا لبيان صادر عن وزارة الخارجية الصينية اليوم الاثنين دعا وانج - خلال اتصال تليفونى اجراه مع نظيره الأمريكي جون كيرى - الولايات المتحدة الى التوقف عن استعراض قواها فى بحر الصين الجنوبى ، وان تدرك انه اذا ما كانت حقا تسعى الى التعاون مع الصين فإن عليها أن تحترم المصالح والاهتمامات والمخاوف الصينية ، كما تناول الحديث بين الوزيرين التحديات الدولية الراهنة والأزمة السورية والملف النووى الايرانى.
كانت وزارة الخارجية الصينية أعلنت اول أمس السبت أنها تقدمت بإحتجاج رسمى الى الولايات المتحدة بعدما قامت قاذفتين أمريكيتين من طراز بى-52 بالتحليق بالقرب من جزر نانشا التابعة للسيادة الصينية.
وقال المتحدث بإسم وزارة الخارجية هونج لى فى تصريح رسمى إن الصين تأخذ هذه الحادثة على محمل الجد ، مطالبا الولايات المتحدة بوقف مثل هذه الأفعال الاستفزازية ، وحث الولايات المتحدة بأن تمعن فى دراسة اخطائها وتعمل على تصحيحها وتتوقف عن القيام بأى فعل يحمل تهديدا لسيادة الصين ومصالحها الأمنية ويؤثر على سلام واستقرار بحر الصين الجنوبى.
وكانت وزارة الدفاع الصينية استنكرت ما حدث هى الاخرى ووصفته ب"الاستفزاز العسكرى الخطير" الذى يجب ان يوضع له حد فى الحال ، وطالبت فى بيان رسمى الجانب الأمريكي بأن يقوم فورا بإتخاذ التدابير اللازمة لمنع تكرار مثل هذا الفعل حتى يتلافى الأضرار بالعلاقات العسكرية بين الدولتين.
وطبقا لبيان وزارة الدفاع فإن الطائرتين العسكريتين الأمريكيتين حلقتا فوق احدي جزر نانشا والشعاب المحيطة بها فى وقت مبكر من يوم 10 ديسمبر الماضى مما دعا بالقوات العسكرية الصينية المتمركزة فى المنطقة الى إعلان حالة التأهب القصوى وإرسال تحذيرات الى الطائرتين للمغادرة فورا.
واتهمت الوزارة الولايات المتحدة بأنها دأبت على ارسال سفن وطائرات عسكرية للمنطقة لاستعراض قوتها واثارة التوترات، واصفة هذه الأفعال بأنها تمثل تهديدا شديدا لسلامة رجال القوات المسلحة الصينية المتواجدة بالمكان وكذا لسلامة المنشآت هناك وللسلام والاستقرار الإقليمي ، وحذرت من أن هذه الأفعال الاستفزازية الخطيرة من جانب الولايات المتحدة تخلق ظروفا معقدة فى بحر الصين الجنوبى وتقوم ب"عسكرة" المنطقة ، وتعهدت بأن تقوم القوات المسلحة الصينية بإتخاذ كل ما تراه لازما لحماية السيادة الوطنية والأمن القومى وللحفاظ على السلام والاستقرار الإقليمي.
وكانت وزارة الخارجية الصينية استدعت مساء الأربعاء الماضى القائم بالأعمال الأمريكي في بكين كاى لى للاحتجاج رسميا على صفقة لبيع الأسلحة لتايوان التى تعتبرها جزء لا يتجزأ منها.
ويوم الخميس الماضى اعلنت الصين انها ستحظر التعامل مع شركتى "رايثيون" و"لوكهيد مارتن" الأمريكيتين ضمن عدد اخر من الشركات التى لها علاقة بصفقة مبيعات الأسلحة لتايوان وقالت ان هذه الصفقة تعد تهديدا سافرا لسيادتها ومصالحها الأمنية.
وجدد المتحدث بإسم وزارة الخارجية الصينية فى تصريح صحفى اعتراض الصين الشديد على قيام الولايات المتحدة ببيع أسلحتها الى تايوان ، قائلا انه لا أحد يستطيع ان يزعزع الحكومة والشعب الصينى عن أى موقف يتخذونه لحماية سيادة الوطن ووحدة وسلامة أراضيه والوقوف ضد اى محاولة للتدخل فى شأنه الداخلى.
كما كانت وزارة الدفاع الصينية قد أعربت ايضا عن اعتراضها الشديد على القرار الأمريكي بإصدار تفويض ببيع أسلحة لتايوان بما قيمته 1.83 مليار دولار ، مطالبة الولايات المتحدة بالتراجع عن تلك الخطوة وإيقاف الصفقة برمتها .
وحذر المتحدث بإسم وزارة الدفاع الصينية يانغ يوى جيون فى بيان رسمى من أن التصرف الخاطئ الذى تقوم به الولايات المتحدة سيضر حتما بالعلاقات العسكرية الصينية - الأمريكية ، وأوضح أن كل ما يتعلق بتايوان هو شأن يخص سيادة وسلامة الأراضي الصينية ومصالحها الأساسية ، مؤكدا على موقف الصين المعارض لقيام اى حكومة أجنبية بمبيعات سلاح لتلك الجزيرة المنفصلة عنها والتى تعتبرها جزء لا يتجزأ من اراضيها.
واتهم المتحدث العسكرى الصينى الولايات المتحدة بأنها انتهكت البيانات المشتركة الثلاثة التى تحدد شكل العلاقات الأمريكية - الصينية وخاصة بيان عام 1982 الذى تعهد فيه الجانب الأمريكي بخفض مبيعات السلاح الى تايوان تدريجيا وحتى وقفها تماما فى نهاية المطاف ، وقال إن ما قامت به الولايات المتحدة يعد "تدخلا سافرا فى الشئون الداخلية للصين وتخريبا لمصالح الصين السيادية والأمنية وأضرارا للنمو السلمى للعلاقات عبر المضيق".
وأكد على موقف القوات المسلحة الصينية القوى والواضح نحو الحفاظ على السيادة الوطنية ووحدة الأراضي الصينية ، ناصحا الولايات المتحدة بالالتزام بنصوص البيانات المشتركة الثلاثة والوفاء بتعهداتها للصين فيما يخص قضية تايوان والغاء اى صفقة لبيع السلاح لتايوان وقطع العلاقات العسكرية معها لمنع المزيد من الضرر للعلاقات بين البلدين وخصوصا على المستوى العسكرى.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر