لاجئون عالقون في قبرص منذ 17 عامًا
آخر تحديث GMT 01:31:21
المغرب اليوم -

لاجئون عالقون في قبرص منذ 17 عامًا

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - لاجئون عالقون في قبرص منذ 17 عامًا

تاج بشير مع افراد عائلته
نيقوسيا ـ المغرب اليوم

عندما ابصر تاج بشير في البعيد ارضا صخرية بعد عدة ايام على متن زورق صيد متهالك ظن ان رحلته الخطيرة هربا من الاضطهاد في السودان سعيا الى اللجوء في اوروبا انتهت اخيرا.

لكنه ما زال بعد 17 عاما عالقا الى جانب عشرات المهاجرين الاخرين في قاعدة عسكرية بريطانية على جزيرة قبرص المتوسطية.

فمصير هؤلاء ما زال غامضا من الناحية القانونية. فقد حصلوا على وضع لاجئين في القاعدة لكنهم يريدون الاستقرار في بريطانيا.

وقال بشير البالغ 43 عاما "اعتدنا الانتظار" واقفا امام كوخ من الصفيح بات منزله العائلي في قاعدة ديكيليا العسكرية البريطانية في جنوب قبرص. واضاف "نحن محرومون من معظم حقوقنا لاننا في قاعدة عسكرية".

على غرار 74 طالب لجوء آخر اغلبهم من السوريين والاكراد العراقيين، غادر بشير لبنان في 1998 لكن زورقهم انجرف الى القاعدة البريطانية الاخرى في اكروتيري (جنوب غرب).

فبعد استقلال قبرص احتفظت المملكة المتحدة بقاعدتين عسكريتين في منطقتين مختلفتين على ساحل الجزيرة المتوسطية.

نقل اللاجئون الى قاعدة ديكيليا حيث ما زال اكثر من نصفهم يقيم حتى الان، ومنحوا وضع لاجئين ووحدات سكنية جاهزة الصنع منذ الستينيات اقاموا فيها على تلة تشرف على حقل رماية.

وكان يفترض ان تكون هذه المساكن مؤقتة، لكنهم ما زالوا فيها.

قال الكردي السوري مصطفى شيرموس البالغ 41 عاما "نحن مثل الفتات التي ترمى للكلاب"، وهو كان على الزورق نفسه الذي استقله بشير.

في المبدأ يحق لهؤلاء اللاجئين طلب اللجوء في قبرص، لكن عددا منهم يعتقد ان الفرص ضئيلة للحصول على وضع لاجىء والعثور على عمل.

وتزوج الكثير من اللاجئين ورزقوا اطفالا ويمضون حياتهم كلها على القاعدة التي تبلغ مساحتها حوالى 7 كلم مربعة.

 

- "المساهمة في المجتمع" -

اليوم بعد 17 عاما من الغموض القانوني، طلبت ست عائلات مراجعة قانونية تطعن في موقف الحكومة البريطانية.

واوضحت المحامية تيسا غريغوري العاملة في مكتب ليه داي للمحاماة المكلف الدفاع عن العائلات ان "موكلينا يريدون الاقامة والعمل في المملكة المتحدة. يريدون ان يعملوا ويساهموا ايجابيا في المجتمع".

بالرغم من ابرام المملكة المتحدة اتفاقا مع قبرص في 2005 حول وضع اللاجئين اعتبرت غريغوري ان موقف لندن الذي يجيز للاجئين البقاء على ارض بريطانية لكنه يحظر انتقالهم للاقامة في بريطانيا يشكل مخالفة للقانون الانساني الدولي.

ومن الالزامي ان ترد الحكومة على الطعون في كانون الثاني/يناير وسيجري الاستماع الى القضية في لندن في مطلع العام المقبل.

في ديكيليا يتهم اللاجئون المملكة المتحدة بتعطيل الخدمات تدريجيا لاجبارهم على المغادرة، بعد سحب مساعدات طبية والتخلي عن مساحة كانت مخصصة لالعاب الاطفال.

واوضح كوفان المرز البالغ 20 عاما والقادم من الموصل في العراق ان "القبارصة يقولون ان لا علاقة لنا بهم واننا من مسؤولية القاعدة البريطانية...لكن مسؤوليها يقولون العكس. كل يرمينا على الطرف الاخر".

 

- "لا مستقبل" -

كان كوفان طفلا عندما وصلت عائلته الى قبرص. في العام الماضي انهى دراسته الثانوية ولم يعد لديه ما يفعله. وقال "نعلم ان الغد سيكون تماما كاليوم".

في صالون كوخهم حيث يزين علم كردي الحائط المصفر، جلست شقيقته ايمان التي تحلم بالالتحاق بالجامعة.

فهي الان تبلغ 14 عاما، وقد ولدت الى جانب الكثير غيرها، في قاعدة ديكيليا. لكنها باتت اليوم تدرك ان وضعها يضاعف صعوبة تحقيق اي مشروع مستقبلي. وقالت "لا اريد البقاء هنا. لا شيء لدي، لا حقوق ولا مستقبل".

واعلنت المنظمة الدولية للهجرة ان حوالى 990671 مهاجرا وصلوا الى اوروبا منذ مطلع العام. واكدت المملكة المتحدة انها تملك ما يكفي من الموارد لاستقبال 20 الفا منهم على خمس سنوات.

في تشرين الاول/اكتوبر وصل 115 مهاجرا جديدا الى اكروتيري. واحتج عدد منهم على طريقة التعامل معهم. وعلق بشير "هذا يعطي فكرة عن صعوبة اوضاعنا".

اما ابنه ايمانويل البالغ 15 عاما فيامل الدراسة في اليابان، لكنه يدرك ان وضع عائلته قد ينسف مشاريعه. وقال الشاب "لماذا لا يمكنني ان اعيش حياة عادية؟ ماذا فعلت لاستحق هذا؟ الاستمرار صعب جدا".

نقلًا عن "أ.ف.ب" 

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لاجئون عالقون في قبرص منذ 17 عامًا لاجئون عالقون في قبرص منذ 17 عامًا



GMT 00:48 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب يعلن اختياره بروك رولينز لتولى منصب وزيرة الزراعة

GMT 00:40 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

إصابة 16 شخصا جراء حريق في مأوى للاجئين في ألمانيا

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ المغرب اليوم

GMT 18:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

حماس تعلن مقتل رهينة بقصف إسرائيلي شمالي غزة
المغرب اليوم - حماس تعلن مقتل رهينة بقصف إسرائيلي شمالي غزة

GMT 18:36 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
المغرب اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 13:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 01:49 2019 الثلاثاء ,10 كانون الأول / ديسمبر

المغربية عزيزة جلال تعود للغناء بعد توقف دام 30 عامًا
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib