باريس - المغرب اليوم
ارتفعت حدة الجدال والخلاف في فرنسا حول قانونية الضربات الجوية التي نفذتها المقاتلات الفرنسية ضد أحد مراكز تدريب ومعسكرات داعش في الرقة التي تضم فرنسيين ومتحدثين بها، حسب التسريبات التي نشرتها صحيفة لوجورنال دي ديمانش، الأحد الماضي، وذلك بعد ظهور تسريبات جديدة قالت إن الضربة الأخيرة استهدفت ما لا يقل عن 6 فرنسيين من القياديين البارزين في داعش، والمتخصصين في استقطاب وتدريب الفرنسيين على تنفيذ هجمات في فرنسا نفسها.
و رغم نفي الرئاسة الفرنسية ورئاسة الحكومة ووزارة الدفاع، إلا أن التقارير الصحافية المختلفة ترجح كفة صدور قرار سري بتصفية المتطرفين الفرنسين في سورية وخاصة القياديين منهم، في عمليات عسكرية دقيقة بعد تقارير المخابرات الداخلية والخارجية، ويأتي ذلك بعد تأكيد رئيس الحكومة الفرنسية مانويل فالس، أن فرنسا لا تفرق بين الإرهابيين على أساس الجنسية، ولكن الفرنسيين الذين انخرطوا في التنظيمات الإرهابية فقدوا الحصانة التي كانت توفرها لهم الجنسية الفرنسية.
وفي هذا السياق أكدت صحيفة لوفيغارو الفرنسية في عددها الصادر الثلاثاء، أن الفرنسيين أصبحوا يحتلون مناصب قيادية هامة في التنظيم، ما يُرشحهم للتعرض إلى ضربات جديدة أخرى، ويأتي تسريب الصحيفة بعد تصريحات لوزير الداخلية الفرنسي برنار كازنوف الإثنين، قال فيها إن عدد الفرنسيين أو المقيمين في فرنسا الذين انخرطوا في صفوف داعش تجاوز 520 شخصاً أكثرهم من المقاتلين.
ومن جهتها كشفت قناة "بي اف ام تي في "التلفزيونية في تقرير عل موقعها، أن الداعشي الفرنسي أحمد كوليبالي، الذي ارتكب مجزرة محل المواد الغذائية في باريس بعد اغتياله شرطية مرور في يناير(كانون الأول) تلقى التعليمات والإرشادات الضرورية لتنفيذ مخططه، قبل يومين تقريباً من الجريمة بواسطة بريد الكتروني صادر من سوريا.
وقالت "بي اف ام تي في"، إن المحققين الذين يعملون على هذه القضية نجحوا في استعادة عدد هام من الرسائل التي كانت على كمبيوتر كوليبالي قبل تنفيذه عملية المتجر، ما يسمح بتأكيد تورط كوليبالي في تنفيذ جريمته بناءً على أوامر صادرة من سوريا، عبر خوادم أمريكية.
وجاء في الرسالة الالكترونية، أن على كوليبالي اختيار مكان سهل وضرورة إلحاق أكبر قدر من الأذى، وتصوير العملية لنشرها على الانترنت، مع ضمان سلامة رفيقته وتأمين حياتها.
وأكدت القناة أن صاحب الرسالة ضمن لكوليبالي أن "د" في إشارة إلى الرمز السري لداعش ربما حسب الخبراء، سيتكفل بحياة ومستقبل رفيقته " زوجته" المادية والمعنوية إذا أصابه مكروه أثناء تنفيذ العملية باسم "د".
يُذكر أن حياة بومدين رفيقة كوليبالي، اختفت عن الأنظار قبل 24 ساعة من تنفيذ العملية، وغادرت فرنسا في اتجاه تركيا عن طريق إسبانيا، لتظهر بعد أسابيع قليلة على صفحات مجلة التنظيم الصادرة باللغة الفرنسية، متحدثة عن بطولة كوليبالي.
ويأتي تقرير "بي اف ام تي في" الذي يتزامن مع الغارة التي ضربت فيها فرنسا معسكراً لداعش في الرقة تخصص في التدريب على العمليات الإرهابية في الأراضي الفرنسية، حسب الرواية الرسمية، في الوقت الذي يتزايد عدد القائلين بصدور قرارات على أعلى مستوى باعتماد خطة وضعتها المخابرات العسكرية الفرنسية مثل نظيرتها البريطانية بتصفية القيادات ومراكز القوى المؤثرة في داعش قبل عودتها إلى فرنسا أو بريطانيا، وقبل نجاحها في تسريب العناصر إلى داخلها لتنفيذ عملياتها.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر