موسكو ـ المغرب اليوم
أشار بيان صادر صباح اليوم، عن وزارة الدفاع الروسية إلى عودة أول مجموعة من الطائرات الروسية إلى روسيا وعلى متنها العاملون بالقاعدة الجوية "حميميم " برفقة المعدات والأجهزة التقنية وغيرها كما أشار البيان إلى أن الطائرات الروسية التي ستتولى نقل الجنود والمعدات هي من نوع (توبوليف 154 ) و(إيل-76) سترافقها مقاتلات حربية حتى وصولها إلى الأراضي الروسية.
الولايات المتحدة الأمريكية من جانبها تعاملت (بحذر) مع إعلان الرئيس الروسي واعتبر المتحدث باسم البيت الأبيض أنه من السابق لأوانه التكهن بالتداعيات المحتملة لقرار من هذا النوع على المفاوضات الجارية في جنيف.وقال جوش ايرنست، المتحدث باسم البيت الأبيض ، "لا بد لنا من أن نعرف بدقة ما هي النوايا الروسية" ،، وذكر أن الولايات المتحدة كانت على الدوام تشدد على أن التدخل العسكري الروسي يجعل جهود التوصل إلى مرحلة انتقالية سياسية في سوريا "أكثر صعوبة".أما المعارضة السورية فرحبت بتحفظ بالإعلان الروسي عن الانسحاب الجزئي لقواتها من سوريا، وشددت على أنها تريد من روسيا أفعالا على الأرض وليس أقوالا، وقال المتحدث باسم الهيئة العليا للمفاوضات سالم المسلط إنه إذا كانت هناك "جدية" في تنفيذ الانسحاب فإن ذلك سيعطي دفعة إيجابية للمحادثات.وأكد المسلط، أن الإعلان الروسي بالانسحاب سيشكل عنصرا أساسيا للضغط على النظام، وستتغير الأمور كثيرا نتيجة لذلك، كما أشار إلى أن المعارضة تريد التحقق من تنفيذ قرار الانسحاب الروسي على الأرض.ألمانيا من جانبها لم تخف تشككها من صدق القرار الروسي المفاجئ وقال وزير الخارجية فرانك فالتر شتاينماير مساء الإثنين إنه إذا تحقق إعلان سحب القوات الروسية فسيزيد ذلك الضغط على نظام الأسد للتفاوض بجدية في نهاية المطاف على انتقال سياسي سلمي في جنيف.حتى إيران الحليف الروسي في الحرب داخل سوريا استخدمت ذات اللهجة المتحفظة وقال وزير الخارجية محمد جواد ظريف "ماعلينا إلا ننتظر ونرى" في إشارة إلى قرار سحب القوات الروسية ..
مضيفاً في الوقت ذاته أن بدء روسيا بالانسحاب هو مؤشر على أن موسكو لا ترى حاجة للقوة للحفاظ على وقف إطلاق النار، وهو في حد ذاته ينبغي أن يكون إشارة إيجابية.بدوره قال وزير الخارجية النرويجي بورجي بريندي أن أوسلو ستراقب عن كثب خطوات روسيا التي تبدأ اليوم الثلاثاء بسحب قواتها الأساسية من سوريا، مشدداً بقوله " يجب عليها أن تقرن أقوالها بالأفعال".وأعرب بريندي عن أمله في أن يؤثر القرار الروسي إيجابيا على سير مفاوضات السلام السورية في جنيف، باعتبار أن هذا التطور قد يدفع بوفد الحكومة السورية إلى البحث عن حلول بنشاط أكبر وإطلاق حوار سلمي متكامل حول سوريا.
واعتبر مكتب المبعوث الأممي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا أنه من السابق لأوانه الحديث عن التأثير المحتمل لقرار روسيا بسحب قواتها من سوريا، على مفاوضات السلام السورية الجارية بجنيف.والخطوة الروسية وفق ما شهدته الساعات القليلة الماضية أعقبها تنسيق ثنائي روسي - أمريكي، فعقب اللقاء الذي جمع الرئيس بوتين ووزير الدفاع سيرجي شويجو ووزير الخارجية سيرجي لافروف مساء الإثنين في الكرملين وصدور القرار الرئاسي بسحب القوات من سوريا، قال الكرملين في بيان له إن الرئيس الروسي أبلغ في اتصال هاتفي نظيره الأمريكي باراك أوباما بسحب القسم الأكبر من مجموعة من القوات الروسية في سوريا بهدف تهيئة الظروف لبدء عملية السلام على أرض الواقع.وأضاف البيان أن الرئيسين دعيا إلى تنشيط العملية السياسية لحل النزاع السوري، وعبرا عن تأييدهما لمحادثات جنيف برعاية الأمم المتحدة بين الحكومة السورية والمعارضة.
بدوره قدم وزير الدفاع الروسي للرئيس بوتين "ملخصا لكشف حساب" العمليات الروسية في سوريا طيلة نحو 160 يوماً وقال إن القوات السورية مدعومة بسلاح الجو الروسي تمكنت منذ بدء العملية الروسية في البلاد من تحرير 400 مدينة وقرية سورية، واستعادة السيطرة على أكثر من 10 آلاف كيلومتر مربع من أراضي البلاد وتدمير 209 منشآت نفطية فضلا عن أكثر من 2000 شاحنة لنقل المنتجات النفطية، وقتل أكثر من 2000 مسلح، بمن فيهم 17 قائدا للمجموعات الإرهابية، تسللوا إلى البلاد .وعلى الرغم من ادعاء النظام السوري وجود تنسيق مع روسيا بهذا الشأن وفق ما ذكرته اليوم وكالة الأنباء السورية إلا أن تصريحات المتحدث الرسمي باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف كشفت أن الأمر برمته في يد وزارة الدفاع الروسية دونما تدخل من قبل الرئاسة أو الجيش السوري.وقال بيسكوف، إن الجدول الزمني لسحب القوات الجوية الروسية من سوريا، سيتم تحديده من قبل وزارة الدفاع الروسية وأن قوام القاعدة الجوية في "حميميم" والقاعدة العسكرية البحرية في "طرطوس" سوف يبقى كما هو وسيتم توفير الأمن لهذه الأماكن من الجو والبر والبحر بأمر من القائد الأعلى الروسي لمراقبة تنفيذ الالتزام بشروط وقف إطلاق النار- على حد قوله .
يذكر أن الحملة العسكرية الروسية في سوريا بدأت في 30 سبتمبر 2015، بموافقة من مجلس الاتحاد الروسي على استخدام القوات المسلحة خارج البلاد، فيما أعلن الكرملين أن الرئيس السوري بشار الأسد توجه إلى روسيا بطلب تقديم مساعدة عسكرية. وتعمدت روسيا استعراض كامل قواتها العسكرية فوق المناطق المدنية السورية.
ففي اليوم ذاته، بدأت الطائرات الحربية الروسية غاراتها ضد مواقع المعارضة في سوريا، بينما جرى إنشاء مركز في بغداد بمشاركة روسيا وسوريا وإيران والعراق، مكلف بجمع وتحليل المعلومات عن تطور الأوضاع في المنطقة.
وأرسلت روسيا إلى سوريا أكثر من 50 طائرة ومروحية، من بينها قاذفات من أنواع مختلفة ومقاتلات وطائرات هجومية، ورابطت في قاعدة حميميم الجوية بالقرب من مدينة اللاذقية شمال غرب سوريا. كما أرسلت روسيا إلى شواطئ سوريا مجموعة من السفن الحربية لضمان الدفاع عن قاعدة حميميم وتأمين وصول الشحنات المطلوبة إليها.
وخلال الشهر الأول من الحملة، نفذت الطائرات الروسية 1391 طلعة أسفرت عن تدمير 1623 موقعا تابعا للمعارضة السورية، من بينها 249 مركز قيادة و51 مركز تدريب و35 مصنعا، و131 مستودعا للذخائر والوقود.وفي 7 نوفمبر، شاركت السفن الحربية الروسية للمرة الأولى ، حيث قامت 4 سفن حاملة للصواريخ بإطلاق 26 صاروخا مجنحا من حوض بحر قزوين على 11 هدفا في سوريا، في يوم 17 نوفمبر دخلت طائرات "تو-160" و"تو-95 إم إس" و"تو-22 أم3" بعيدة المدى الخدمة وقصفت المدن والبلدات السورية ليبلغ عدد الطائرات الحربية المشاركة في العملية 69 طائرة ..
أما المجموعة البحرية فكانت تضم وقتذاك 10 سفن، منها 4 في البحر المتوسطوبعد حادث إسقاط الطائرة الروسية من قبل الجيش التركي في نهاية نوفمبر 2015 ، أمر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بتزويد القاعدة الروسية في سوريا بمنظومات "إس-400" المضادة للجو، إضافة إلى إرسال طراد "موسكفا" المزود بمنظومة صاروخية مماثلة لـ"إس-300" لتعزيز الدفاع الجوي في محيط اللاذقية.وفي 8 ديسمبر، استخدمت روسيا للمرة الأولى صواريخ مجنحة بعيدة المدى من طراز "كاليبر" التي تم إطلاقها من تحت سطح الماء من غواصة "روستوف على الدون".
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر