اتفقت الحكومتان الفلسطينية والبريطانية وبشكل مبدئي، على إنشاء لجنة مشتركة بين الحكومتين برئاسة وزيري الخارجية، لتشمل التعاون في مجالات الصحة، والتعليم، والأمن، والاقتصاد، والتعاون الاقتصادي، أسوة بباقي الدول الأوروبية.
جاء ذلك خلال عقد الجلسة الثانية من الحوار الاستراتيجي الفلسطيني- البريطاني صباح اليوم الخميس، في العاصمة البريطانية لندن بين كبار المسؤولين في وزارتي الخارجية الفلسطينية والبريطانية، وترأس الحوار مساعد الوزير للشؤون الاوروبية في الخارجية الفلسطينية، السفيرة امل جادو، ومدير دائرة الشرق الاوسط وشمال افريقيا في الخارجية البريطانية السفير، نيل كرومبطون، وسفير دولة فلسطين لدى بريطانيا، السفير مانويل حساسيان، والقنصل العام البريطاني في القدس، الستر مكفيل.
وقام الوفد الفلسطيني بتقديم نبذة عن الوكالة الفلسطينية للتعاون الدولي (PICA) والتي تم انشاؤها بمرسوم رئاسي مطلع هذا العام، قدمها مدير عام الوكالة عماد الزهيري، الذي تحدث عن اهداف ونشاطات الوكالة، وناقش سبل تأسيس شراكة استراتيجية بين الوكالة ودائرة التنمية الدولية البريطانية (DFID) وتبادل الخبرات في مجال التنمية وادارة المشاريع.
وتمحور الحوار حول سبل تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين، وضرورة تفعيل دور بريطانيا في المنطقة، وأهمية قيام بريطانيا بإعادة النظر في بعض مواقفها وسياساتها الأخيرة المضادة لمقاطعة الاستيطان.
وشددت على ضرورة عدم جواز الاستمرار في تأجيل انهاء الاحتلال الاسرائيلي الذي طال امده، متسائلة عن الرسالة التي ترسلها بريطانيا ودول أخرى لشعبنا.
ووضعت السفير جادو مضيفيها في صورة آخر التطورات السياسية على الأرض، خاصة ما يتعلق بالانتهاكات في المسجد الأقصى والقدس الشريف والسياسات الاستيطانية التي تؤدي لتقويض حل الدولتين، إضافة إلى الانتهاكات المستمرة للمناطق الفلسطينية، وسياسات حجز جثث الشهداء، وسياسات الاعتقال، وتقييد حركة المواطنين التي تؤدي إلى تصعيد الضغط على شعبنا الفلسطيني.
واستنكرت السفيرة جادو بشدة عزم الحكومة البريطانية احياء الذكرى المئوية لوعد بلفور في تشرين أول/ نوفمبر من العام المقبل، خاصة أنه يمثل اكبر ظلم تاريخي وقع بحق شعب بأكمله ولا يزال يدفع ثمن هذا الظلم الى يومنا هذا.
وأكدت أن شعبنا لن يقبل ابدا بأن تقوم بريطانيا بالاحتفال بذلك الظلم بدلا من قيامها بتحمل مسؤوليتها التاريخية تجاه الفلسطينيين ودعم حقهم في تقرير المصير والاعتراف بدولتهم المستقلة.
وأشارت إلى ضرورة وجود تحرك دولي وسريع في ظل الركود السياسي التي تشهده القضية الفلسطينية، ودعم بريطانيا للمبادرة الفرنسية الفلسطينية، وضرورة دعم عقد مؤتمر دولي ودعم أي مبادرة فلسطينية-عربية لصياغة قرار لمجلس الأمن حول الاستيطان.
وتم التطرق إلى ضرورة لعب بريطانيا دور في تعزيز العلاقات الأوروبية الفلسطينية إن بقيت داخل الاتحاد الاوروبي، وضرورة توسيع تنفيذ قرار وسم البضائع من المستوطنات، مؤكدة أهمية مقاطعة تلك البضائع بشكل تام.
كما جرى نقاش وضع اللاجئين الفلسطينيين في سوريا وضرورة استمرار دعم بريطانيا للأونروا، إضافة الى مناقشة عامة حول التطورات السياسية في المنطقة وعلاقتها بملف المصالحة الفلسطينية.
كما شارك في جلسة الحوار الموسع مدير دائرة غرب اوروبا في الخارجية الفلسطينية المستشار ايهاب الطري، والمسؤول السياسي في البعثة الفلسطينية في لندن، سكرتير أول هيا الفرا، ومسؤول ملف بريطانيا في وزارة الخارجية سكرتير ثالث، سعاد صبح.
اما عن الجانب البريطاني، فشارك كل من: مدير دائرة الشرق في الخارجية البريطانية مايك هاولس، روزي دياس نائبة مدير دائرة الشرق، ومدير دائرة عملية السلام في الخارجية البريطانية كليم نايلور، ومسؤول ملف فلسطين في الخارجية البريطانية تيم سيلفستر، ونائبة مدير (DFID) هانا ماير، وليندزي دوراند، واجنيس ريف من فريق فلسطين فيDFID)).
وكانت الجلسة الاولى من الحوار الاستراتيجي بين الجانبين عقدت في مقر وزارة الخارجية الفلسطينية في رام الله. في 28 أيار 2014.
وكان الوفد الفلسطيني التقى بوزير خارجية حكومة الظل، هيلاري بن، كما التقت جادو بعدد كبير من اعضاء البرلمان البريطاني ومجموعة من المؤسسات البريطانية الشريكة والمناصرة لفلسطين وقدمت لهم شرحا وافيا عن الأوضاع السياسية في فلسطين المحتلة، كما سيقوم الوفد بلقاء وزير دائرة التنمية الدولية البريطانية (DFID)، ومدير المعهد الدبلوماسي البريطاني.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر