واشنطن ـ وكالات
أكدت وزارة الخارجية الأميركية إلغاء مؤتمر دولي كان مقررا عقده بداية ديسمبر /كانون أول المقبل في هلسنكي هدفه جعل منطقة الشرق الأوسط خالية من السلاح النووي. واشنطن قالت إن خلافات "عميقة" في المنطقة وراء قرار إلغاء المؤتمر.
أعلنت وزارة الخارجية الأميركية مساء أمس الجمعة أن المؤتمر الذي كان مقررا عقده في هلسنكي في بداية كانون الأول/ديسمبر المقبل حول جعل منطقة الشرق الأوسط خالية من السلاح النووي تم إلغاؤه بسبب الوضع الراهن في المنطقة وعدم وجود اتفاق بين الدول المعنية. وقالت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية فيكتوريا نولاند في بيان إن دول المنطقة لم تتمكن من الاتفاق "على شروط مقبولة لعقد هذا المؤتمر"، وأشارت خصوصا إلى "الوضع الراهن في الشرق الأوسط". وأضافت أن "الولايات المتحدة تعتقد أن في المنطقة هوة عميقة تباعد بين مختلف الأفكار حول أمن المنطقة وترتيبات مراقبة الأسلحة".
ونقلت وكالة فرنس برس عن نولاند تأكيدها أن "هذه الاختلافات في وجهات النظر لا يمكن أن يعالجها إلا التزام مشترك واتفاق بين مختلف دول المنطقة. لا يمكن لدول خارجية أن تفرض على المنطقة عملية ولا أن تملي نتائجها." وأضافت"لا يمكننا أن ندعم مؤتمرا يشعر فيه بلد من بلدان المنطقة بأنه تحت ضغط أو معزول"، في إشارة واضحة إلى إسرائيل.
مفاعل نووي ايراني قرب مدينة اصفهان
وكان تقرر في 2010 عقد هذا المؤتمر الشهر المقبل في فنلندا لمراجعة معاهدة الحد من انتشار الأسلحة النووي. لكن قرار تأجيله أو إلغائه قد يغضب على الأرجح الدول العربية التي ضغطت من أجل عقد المؤتمر. بينما قد يكون مصدر ارتياح لإسرائيل التي يفترض أنها الدولة الوحيدة المسلحة نوويا في الشرق الأوسط والتي لم تعلن ما إذا كانت ستشارك في المحادثات. وتخشى إسرائيل والولايات المتحدة أن يتحول المؤتمر إلى منتدى للهجوم على إسرائيل. ومن جهته قال شاؤول هوريف رئيس لجنة الطاقة الذرية في إسرائيل قال في أيلول/سبتمبر إن الوضع "المتفجر والعدواني الحالي" في المنطقة ليس "مفيدا" لخلق مثل هذه المنطقة. وأضاف أن "مثل هذه العملية لا يمكن إطلاقها إلا في حال وجود علاقات سلمية لفترة معقولة من الوقت في المنطقة".ومؤخرا قررت إيران المشاركة في مؤتمر هلسنكي، كما أفاد سفيرها في الوكالة الدولية للطاقة الذرية. وأعلن علي اصغر سلطانية لوكالة فرانس برس عبر الهاتف من بروكسل مؤخرا "أن جمهورية إيران الإسلامية قررت المشاركة في المؤتمر في هلسنكي في كانون الأول/ديسمبر". وأضاف "نحن جادون حول هذه المسالة وقررنا أننا سنشارك في هذا المؤتمر بشكل نشط".
وقاطعت إيران التي يشتبه العديد من دول العالم بسعيها لامتلاك أسلحة نووية رغم نفيها المتكرر، اجتماعا سابقا جرى العام الماضي في فيينا حول خلق منطقة خالية من الأسلحة النووية في الشرق الأوسط. وكانت طهران رأت أن مثل هذا المؤتمر "غير مفيد" طالما أن إسرائيل الدولة الوحيدة التي تملك أسلحة نووية في الشرق الأوسط رغم عدم إعلانها ذلك، ترفض توقيع معاهدة الحد من الانتشار النووي التي وقعت عليها طهران قبل عقود.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر