الرباط ـ المغرب اليوم
طالبت عائلات وأقارب الشباب المغاربة المرشحين للهجرة المفقودين بالحدود والسواحل المغربية والجزائرية والتونسية والليبية، بالكشف عن مصير أبنائها، وبتدخل عاجل من الحكومة المغربية، وذلك في احتجاجات هي الأولى من نوعها منذ بداية جائحة كورونا، قوبلت بتدخل لقوات الأمن.
وحج العشرات من عائلات المغاربة المفقودين خلال محاولتهم الهجرة السرية إلى أوروبا انطلاقا من المغرب أو الجزائر أو تونس أو ليبيا أو تركيا إلى لعاصمة الرباط، منتظمين في تنسيقية تحيي مطلب تدخل الحكومة لإجلاء حقيقة مصير أبنائهم، إلا أن احتجاجهم ووجه بقرار منع تنظيمه من طرف سلطات العاصمة، وتدخل للأمن لفضه.
العائلات التي خرجت اليوم، كل واحدة منها تحمل صورة مختلفة بقصة مختلفة، بين من انقطعت أخبار فقيده منذ سنوات في ليبيا أو تونس أو الجزائر، ومن وصله خبر وفاته، في قصف أو وقع بين يدي ميليشيات مسلحة في ليبيا، ومن تأكد من وجود فقيده في أحد مراكز احتجاز المهاجرين في ليبيا، إلا أنه لم يتمكن من ترحيله إلى المغرب.
ودعت العائلات وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الافريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، والمجلس الوطني لحقوق الانسان، والهلال الأحمر المغربي، إلى التدخل العاجل والفوري لمساعدتها في معرفة مصير أبنائها المفقودين المرشحين للهجرة، كما وجهت الدعوة للجمعيات الحقوقية والمنظمات لتسليط الضوء على ملف أبنائها المفقودين، وإجلاء الحقيقة ودعم العائلات في مطلبها المتمثل في الكشف عن مصير أبنائها.
وتحمل العائلات المسؤولية المباشرة لهذه الوضعية لنظام الحدود ونظام التأشيرة والسياسات الخاصة بالهجرة، والتي تفرضها أوروبا على دول الجنوب، ضدا على حرية التنقل التي تنص عليها الاتفاقيات والمواثيق الدولية والعهود المرتبطة بحقوق الانسان، بحسب قولها.
العائلات التي تظاهرت اليوم، تدعو دول الاتحاد الأوروبي والدول المغاربية، للكشف عن مصير أبنائها المختفين، وتحملها مسؤولية نشر لوائحهم وأماكن احتجازهم وإطلاق سراحهم فورا، على اعتبار أنهم يرغبون في الهجرة لتحسين أوضاعهم وأن الهجرة حق وليس جريمة.
وكانت ليبيا، قد أعلنت شهر غشت الماضي عن توقيف ما يصل إلى 195 شابا مغربيا، من الحالمين بالهجرة غير الشرعية من السواحل الليبية نحو إيطاليا، وقالت إنها تستعد لترحيلهم، وهو ما كان قد أعلن عنه عبد الله حسين اللافي، نائب رئيس المجلس الرئاسي الليبي، في ندوة صحافية له إلى جانب وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، في الرباط، إلا أن ليبيا لم تنجح في ترحيل أي مغربي من أراضيها منذ بداية جائحة كورونا.
وخلال السنوات القليلة الماضية، وفي ظل التشديدات الأمنية التي تمنع المهاجرين من التوجه نحو أوربا عبر الأراضي المغربية، بات عدد من الشباب المغاربة يختارون ليبيا للهجرة نحو أوربا عبر بوابة إيطاليا، عن طريق الجزائر وتونس.
وأوقفت السلطات الليبية على مدى السنوات الثلاث الماضية، المئات من الشباب المغاربة، في مراكز مكافحة الهجرة غير الشرعية، وتم ترحيل عدد كبير منهم، عبر التراب الجزائري، بالتنسيق مع السلطات المغربية.
قد يهمك ايضا:
دخان محمل بغاز الكبريت “السام” سيجتاح سواحل أكادير اليوم الجمعة
الحرس المدني الإسباني يُطارد مهاجرًا سريًا على دراجة مائية
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر