الناظور-المغرب اليوم
دخلت الجمعية المغربية لحقوق الإنسان، فرع الناظور، على خط الجدل الذي رافق ما أثير حول اتهامات وجهت لمهاجرين ينحدرون من دول جنوب الصحراء الكبرى، بالاعتداء على مواطنين في أحد أحياء المدينة، فيما روايات أخرى تتهم السكان بالاعتداء على هؤلاء المهاجرين.
وأوردت الجمعية، في تقرير لها، أن نقاط تجمع المهاجرين من أفريقيا جنوب الصحراء الكائنة بالقرب من تاويمة في الناظور، شهدت أيام 14، 15 و16 تشرين الثاني/نوفمبر الجاري أحداثا، وصفتها بالمؤسفة، بين بعض المواطنين من سكان الدواوير المجاورة وبعض المهاجرين، كان من نتائجها بعض الإصابات.
وأضافت الجمعية أنه صباح السبت 14 تشرين الثاني/نوفمبر، تعرض المهاجر مامادو محمادو لمحاولة سرقة في دوار تشومبيرا، قيادة بني بويفرور، من طرف بعض العصابات التي دأبت على اعتراض سبيل الأفارقة، وسلبهم أمتعتهم، وأثناء هذه المشاجرة، تعرض هذا الأخير لضربة سكين، بينما تعرض يافع من سكان تشومبيرا لجروح على مستوى الشفتين.
وأورد حقوقيّو التنظيم الحقوقي ذاته أن "سكان الدوار احتجزوا المهاجر الذي تعرض، حسب التقرير، للضرب والتعنيف، كما قاموا بإبلاغ الدرك الملكي الذي حضرت عناصره إلى المكان بعد حوالي ساعتين من وقوع الحادثة، حيث تم نقل الجريحين إلى المستشفى لتلقي العلاجات".
وزاد فرع "AMDH" أنه "قبل الحضور المتأخر للدرك الملكي، نزل العشرات من المهاجرين الأفارقة جنوب الصحراء إلى دوار تشومبيرا للاطمئنان على صحة زميلهم المصاب والمطالبة بإطلاق سراحه، وفي هذا الجو المشحون، قام بعض سكان الدوار بقطع الطريق الوحيدة التي يسلكها المهاجرون للنزول إلى الطريق الساحلي من أجل التبضع".
وواصل المصدر سرد الوقائع، موردة أن دوار "رجا فالله" شهد الاثنين 16 تشرين الثاني/نوفمبر الجاري حدثا آخر تمثل في الاعتداء على أحد سكان الحي، على مستوى الرأس، بعد الاشتباه فيه من طرف مهاجرين تعرضوا لعمليات متكررة للسرقة"، مضيفا أنه "بعد هذا الاعتداء، تجمع سكان الدوار مدججين بالهراوات والأسلحة البيضاء، وطالبوا بترحيل المهاجرين عن الدواوير المجاورة".
وأكدت الجمعية المغربية لحقوق الإنسان في التقرير ذاته، أن مهاجرين غير نظاميين لا زالوا، لحدود الساعة، يتعرضون لعدة مضايقات من طرف بعض الأشخاص عند محاولتهم اقتناء حاجياتهم الضرورية من ماء وأكل، مسجلة "خطورة هذه الأحداث المراد منها تعكير صفو العلاقة المتميزة التي جمعت بين سكان الدواوير والمهاجرين الأفارقة جنوب الصحراء".
وشدد التنظيم الحقوقي على وجوب ضمان أمن وسلامة المهاجرين الأفارقة جنوب الصحراء، واحترام حقهم في التنقل بكل أمان، كما تكْفُل ذلك المواثيق الدولية، وفتح تحقيق نزيه في جميع الاعتداءات المتكررة التي تعرض لها المهاجرون وسكان الدواوير، ومتابعة المسؤولين عن تلك الاعتداءات وكهربة الأجواء.
وختم فرع الجمعية المغربية لحقوق الإنسان بدعوة سكان الدواوير ومجموعات المهاجرين الأفارقة إلى ضبط النفس، وعدم السقوط في فخ هذه المواجهات التي تهدف إلى ضرب حالة التعايش السلمي التي ميزت علاقة سكان الناظور بالمهاجرين الأفارقة جنوب الصحراء منذ عدة أعوام، وعدم الانجرار وراء بعض الدعوات العنصرية.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر