يستعرض مدير ميناء الحسيمة عادل الباردي، في حوار أجرته معه وكالة المغرب العربي للأنباء، عرض الخدمات المينائية بالحسيمة، والمشاريع المنجزة بالميناء خلال السنوات الماضية، وكذا المشاريع المزمع إنجازها بهذه المنشأة لتعزيز جاذبيتها وتحسين مختلف الخدمات التي تقدمها.في البداية، قدم لنا نبذة عن تجليات العرض المينائي الذي يقدمه ميناء الحسيمة
ينقسم العرض المينائي الذي تضعه الوكالة الوطنية للموانئ رهن إشارة مستعملي ميناء الحسيمة ومهنييه والفاعلين الاقتصاديين بمدينة الحسيمة ونواحيها إلى ثلاث مناطق رئيسية تصنف حسب نوع النشاط المزاول داخل كل منطقة.المنطقة الأولى هي منطقة المسافرين أو المحطة البحرية التي تضم رصيفين يمتدان على طول 320 متر، وحوضا مائيا يمتد على مساحة 5 هكتارات مع عمق حوض يتجاوز 5ر6 أمتار. هذه المحطة البحرية تم بناؤها وفق أحدث المعايير الدولية، ويقتصر النشاط المينائي داخلها على المسافرين، في ظل وجود خط بحري وحيد يربط ميناء الحسيمة بميناء موتريل الإسباني، والذي تم تعليقه في إطار التدابير الوقائية لاحتواء جائحة كوفيد 19.
المنطقة الثانية هي منطقة الصيد البحري التي تنقسم إلى نوعين من الصيد، هما منطقة الصيد البحري التقليدي ومنطقة الصيد البحري الساحلي. فمنطقة الصيد التقليدي تحتوي على 380 متر طولي من الأرصفة المخصصة لاستقبال قوارب الصيد التقليدي، بينما تحتوي منطقة الصيد الساحلي على 780 متر طولي من الأرصفة يتراوح عمقها بين 2 و6 أمتار مع مساحة حوض تصل إلى 5ر3 هكتار مخصصة لاستقبال قوارب الصيد الساحلي التي تنقسم بدورها إلى ثلاثة أصناف هي قوارب الصيد بالجر وقوارب الصيد بالخيط وقوارب صيد سمك السردين.بالنسبة للنشاط المينائي في ما يخص الصيد البحري عرف منذ 2017 إلى 2020 نوعا من الانكماش بسبب ظاهرة الدلفين الأسود (النيك رو) حيث سجلت كمية مصايد الأسماك خلال هذه الفترة انخفاضا بنسبة النصف.
المنطقة الثالثة هي منطقة الترفيه، هذه المنطقة تعرف رواجا متزايدا من حيث عدد المراكب التي استقبلتها بين سنتي 2016 بداية اشتغالها وسنة 2019 . الميناء الترفيهي ينقسم إلى جزئين، الأول بحري يندرج في إطار برنامج التنمية المجالية الحسيمة منارة المتوسط ، وتم إنجازه بغلاف مالي يقدر ب 186 مليون درهم ، وبالنسبة للعرض المينائي من حيث البنيات التحتية في هذه المنطقة يحتوي على 525 متر من الأرصفة العائمة تمكن من استقبال بواخر ووحدات ترفيهية من مختلف الأحجام.هذا الجزء البحري من المرفأ الترفيهي أنجز سنة 2016، وبعد هذا التاريخ أدرجت الوكالة الوطنية للموانئ تهيئة الجزء الخلفي من المرفأ الترفيهي الذي يعتبر منطقة للتنشيط ويمتد على مساحة 2500 متر مربع تتكون من محلين تجارين سيستغلان من أجل تجارة القرب والتجارة المتعلقة بالنشاط الترفيهي، و 4 مقاهي مطاعم، وناد بحري وبناية تضم مختلف الإدارات المينائية. وقد خصص لمشروع منطقة الترفيه مبلغ إجمالي يناهز 70 مليون درهم وتبلغ نسبة تقدم أشغاله حتى الآن 90 في المائة.
ماهي الإجراءات والتدابير المتخذة للحد من انتشار جائحة كوفيد -19 وضمان سيرورة النشاط المينائي؟
اتخذت الوكالة الوطنية للموانئ ومنذ الإعلان عن أول حالة إصابة بالمغرب في مارس 2020 مجموعة من التدابير الوقائية والاحترازية لتجنب تفشي الجائحة في صفوف العاملين بالميناء ومرتاديه وكذلك من أجل ضمان سيرورة النشاط المينائي.هذه التدابير همت مجموعة من الجوانب من بينها تجهيز الميناء والمرافق المينائية بمختلف المعدات والمعقمات والأجهزة اليدوية وأجهزة قياس درجة الحرارة وكاميرات حرارية تم وضعها في المحطة البحرية، بالإضافة إلى عملية التعقيم المكثفة والمستمرة لمجمل مرافق الميناء ومنشآته.
في السياق ذاته، قامت الوكالة الوطنية للموانئ في إطار جهود التوعوية والتحسيس بخطورة الفيروس بحملات تحسيسية وتوعوية عن طريق وضع وتوزيع ملصقات للتذكير بالخطوات اللازم اتباعها لمنع الإصابة بهذا الفيروس.وبفضل المواظبة والتأكيد على إلزامية احترام التدابير الوقائية والتزام جميع المتدخلين والسلطات بالميناء لم يسجل ميناء الحسيمة سوى حالة إصابة واحدة بفيروس كورونا تمت معالجتها في إطار البروتوكول الصحي الذي أقرته السلطات المختصة.
كيف تسعون إلى الرفع من جاذبية هذه المنشآت المينائية بإقليم الحسيمة ؟
منذ سنة 2010، عرف الجزء المتعلق بالاستثمارات التي تنجزها الوكالة الوطنية للموانئ في قطاع البنيات التحتية بميناء الحسيمة قفزة نوعية، وقد خصصت الوكالة استثمارات مهمة لتهيئة الميناء وتجهيزه وتطوير منشآته وكذلك لخلق واحتضان أنشطة مينائية جديدة.وخلال الفترة ما بين 2015 و 2021 خصصت الوكالة الوطنية للموانئ حوالي 700 مليون درهم لإنجاز مشاريع مهمة بالميناء ، منها مشروع تهيئة المنطقة السياحية لميناء الحسيمة (الجزء البحري) الذي يندرج في إطار برنامج التنمية المجالية "الحسيمة منارة المتوسط"، والذي ساهم في تنمية القطاع السياحي بالمدينة بشكل ملحوظ وأعطاه دفعة قوية، وتزايد النشاط المينائي بهذا المرفأ بشكل مهم سنة بعد أخرى.
وبهدف تعزيز سلامة المنشآت المينائية ومستعملي الميناء قامت الوكالة الوطنية للموانئ بإنجاز أشغال تدعيم الحاجز الرئيسي (70 مليون درهم) بهدف الحفاظ على ممتلكات الوكالة وتقوية توازن الحاجز الرئيسي، كما أنجزت الوكالة مشاريع همت تعزيز المنحدرات المجاورة لمينائي الترفيه والصيد البحري (220 مليون درهم)، وتقوية أرصفة الصيد البحري عبر ثلاث مراحل بمبلغ 60 مليون درهم.ومن أجل الوقاية من الحرائق، قامت الوكالة باقتناء معدات السلامة أهمها شاحنة لإطفاء الحرائق مجهزة بأحدث الوسائل، وكذلك سيارة إسعاف مجهزة.
وفي ما يخص المشاريع المستقبلية، يتعلق الأمر بمشاريع تهم هيكلة البنيات التحتية والرفع من جودتها وأخرى تتعلق بتنمية الأنشطة المزاولة داخل الميناء وخلق أنشطة جديدة.
بالنسبة للمشاريع المخصصة لتنمية البنيات التحتية البحرية، ستواصل الوكالة الوطنية للموانئ برنامج تدعيم المنحدرات المجاورة للميناء الشطر الثالث (حوالي 20 مليون درهم) لتعزيز سلامة مستعلمي الميناء ومنشآته، وإعادة تجديد بوابات الميناء الثلاث.
أما المشاريع المبرمجة في مجال النهوض بالأنشطة المزاولة بالميناء، تجدر الإشارة إلى أن الوكالة الوطنية للموانئ بمعية المركز الجهوي للاستثمار والسلطات المحلية وباقي المتدخلين تشتغل حاليا على مشروع يهم استئناف نشاط النقل التجاري للمسافرين (Fret commercial passager) ، هو الآن في طور الدراسة، والميناء مستعد لوجيستيا لاستقبال هذا النشاط الجديد.
في السياق ذاته، سيتم تعزيز الميناء بماسح ضوئي جديد متطور من أجل مراقبة المركبات والبضائع التي تعبر الميناء، تم إطلاق طلب العروض الخاص به.والموازاة مع ذلك، هناك مشاريع أخرى تهم صيانة الواجهة الخارجية للميناء ومرافقه ومنشآته وتهيئة الشبكات والطرق والتشوير الطرقي داخل الميناء والماء والكهرباء والتطهير السائل.من جهة أخرى، وفي إطار المشاريع الجاري إنجازها بمنطقة كلايريس ومن أهمها الطريق الرابطة بين الطريق الساحلي والميناء وكذا إعادة تهيئة كورنيش كلايريس ، ستعمل الوكالة الوطنية للموانئ بمعية باقي المتدخلين، على تحيين تصميم التهيئة لهذا الميناء في إطار رؤية تنموية مندمجة ومنسجمة مع المشاريع الضخمة التي توجد في طور الإنجاز بالمنطقة.
وقد مكنت المشاريع المنجزة من قبل الوكالة الوطنية للميناء أو التي في طور الإنجاز من الرفع من جاذبية هذه المنشأة وتجويد الخدمات المقدمة لمستعمليها وروادها، كما ساهمت بشكل كبير في إنعاش قطاع السياحة داخل إقليم الحسيمة عبر استقطاب عدد أكبر من الزوار، وخلق العديد من الفرص الاستثمارية في الأنشطة الموازية لاسيما ما يخص جانب الترفيه.
قد يهمك ايضا:
العثور على جثة رجل سبعيني في حوض ميناء الحسيمة
مهنيو ميناء الحسيمة في حداد بعد مقتل فكري
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر