تونس ـ حياة الغانمي
أوضح الناطق الرسمي باسم الإدارة العامة للسجون والإصلاح قيس السلطاني أن برنامج الشراكة مع الاتحاد الأوروبي الخاص بورشات التكوين تم تنفيذه في ثلاث سجون نموذجية وهي برج العامري والمرناقية وسجن النساء في منوبة، وأكد أنه تم تدعيم الورشات القديمة بتجهيزات جديدة مع خلق ورشات جديدة على غرار "الطولة ودهينة" في سجن منوبة والخياطة في منوبة مع اختصاصات عدة أخرى، وأنه تم تجهيز قاعات الإعلامية بحواسيب وتجهيز ورشات الحلاقة وورشات الخياطة بالالات اللازمة، كما تم تجهيز المكاتب وتقديم برامج لتكوين الأعوان للإشراف على هذه الورشات وتكوين المساجين للتمكن من المساهمة في الحلقة الإنتاجية.
وأضاف قيس السلطاني لـ"المغرب اليوم" أنه يتم خلال هذه الفترة تقييم ما وصلوا اليه من نتائج للوقوف على مدى فائدة الورشات ومدى مساهمتها في تحقيق الأهداف المنشودة، وأنه من المنتظر أن يتم تعميم تجربة الورشات الجديدة التي تخص برنامج الشراكة مع الاتحاد الاوروبي في ثلاث سجون أخرى خلال العام المقبل وتحديدًا خلال الثلاثية الأولى من عام 2017 وهي سجن القصرين وقفصة وسليانة، على أن يتم العمل على تعميمها في كل الوحدات السجنية البالغ عددها 27 سجنًا.
وسيبلغ عدد المساجين المشاركين في هذه الورشات إلى 60 في المائة، وبالنسبة إلى عدد المساجين المشاركين حاليًا في الورشات أوضح أنه في سجن المرناقية مثلاً فإن العدد الجملي للمشاركين في جميع الورشات سواء القديمة التي تشرف عليها من قبل الإدارة العامة للسجون والإصلاح أو الورشات الجديدة بلغ 911 من جملة 1100 سجين ممن تتوفر فيهم شروط المشاركة.
وشددّ على أن عمل المساجين يكون بمقابل مادي يحدد بنسبة مائوية من ثمن المنتوج الذي يباع، موضحًا أن هناك نقطة بيع في سجن المرناقية خاصة بالأعوان والموظفين ونقطة بيع أخرى للحلويات في المرناقية، ويتم التفكير في إعادة بعث المعارض التي بفضلها يتم التعريف بمنتجات المساجين وتسويقها، وتجدر الإشارة إلى أنه انتظمت منذ أيام في المدرسة الوطنية للسجون والإصلاح في العاصمة تظاهرة فنية تضمنت معرضًا لمنتجات وابتكارات المساجين إلى جانب تقديم حفلة موسيقية بإمضاء عدد من مساجين سجن برج الرومي في بنزرت وسجينات سجن النساء في منوبة.
وتعدّ هذه التظاهرة التي نظمتها المنظمة العالمية لمناهضة التعذيب بالتنسيق مع الإدارة العامة للسجون الأولى من نوعها التي تقام في تونس قبل وبعد 14 يناير/كانون ثان 2011، فبعد تجربة دخول الفن السابع والفن الرابع إلى السجون، خرج المساجين اليوم من أسوار السجون ليبرزوا مواهبهم وقدراتهم الفنية وما يختزلونه من طاقات إبداعية تعبد لهم الطريق السليمة للاندماج في المحيط المجتمعي الذي سيلتحقون به بعد قضاء فترة عقوبتهم.
وفي هذا السياق، بيّن مدير سجن برج الرومي في بنزرت العميد مكرم عمار، أن البرامج التكوينية والتأهيلية بالسجون كانت قائمة منذ العهد السابق إلا أنها لا تلاقي رواجًا ونقلاً إعلاميًا نظرًا لسياسة الانغلاق التي كانت سائدة قبل 14 يناير/ كانون ثان 2011، مشيرًا إلى أن إدارة السجون والإصلاح تحرص على دعم العمل الإبداعي والثقافي في إطار توجهها الإصلاحي والتأهيلي للمساجين وبالتعاون مع الوزارات المعنية ومنظمات دولية بهدف تيسير إعادة إدماج المساجين في المجتمع كمواطنين أسوياء وكاملي الحقوق.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر