أعرب الفنان “حسن فولان”، عن جميل امتنانه وفخره الشديد بتجسيد شخصية “عمي لخضر”، في فيلم “لبنى وعمي الخضر”.وهو من بين الأعمال التي عرضت في موسم رمضان 2021، ليكون هذا العمل إحدى الأعمال التلفزية المغربية التي تطرقت لمواضيع اجتماعية كثيرة في ذات الوقت.إذ تدور أحداث العمل حول طالبة مغربية منحدرة من منطقة آسفي، في السنة الثانية بكلية الطب والصيدلة بالرباط .
وهي فتاة من الطبقة الكادحة في المجتمع، تعولها والدتها التي تعمل كعاملة نظافة في إسبانيا، ومع تدهور الأوضاع الاقتصادية الناجمة عن تفشي وباء كورونا في العالم لم تستطع الأم إرسال المال. ما نتج عليه طرد “لبنى”، من السكن بسبب تراكم الإيجار عليها لمدة 3 شهور.ومنه اقترحت الأم على ابنتها اللجوء إلى عمها المقيم بالرباط لمساعدتها. إلا أن زوجة هذا الأخير المتسلطة تجبره على رفض استضافة لبنى في منزلهما.
ثم اقترحت الأم اللجوء إلى عمي لخضر، المقيم بإحدى العمارات وسط العاصمة، وهو أحد الأصدقاء القدماء لجدها من الأم، لمساعدتها في هذه الظروف الصعبة. يستقبلها عمي لخضر في البداية ببرودة وحذر شديد، إلا أنه في الأخير يسمح لها بالإقامة مؤقتا (ليلة واحدة، ثم أسبوع) في الشقة التي يعيش فيها وحيداً بعد موت زوجته وزواج إبنته مريه وإبنه سمير، اللذان يعيشان بعيدا عنه.وفي الأخير عاش كل من لبنى وعمي لخضر جواً من الانسجام والتوافق والدفئ الأسري الذي كانا بأمس الحاجة إليه، لتصبح لبنى الإبنة والحفيدة التي نورت حياة عمي لخضر، ويكون هذا الأخير الملجأ والسند، الجد والعم والوالد.
من أبرز القضايا التي تطرق لها الفيلم نجد:
معاناة الطلبة عموماً، والطالبات المغتربات على وجه الخصوص.
الوحدة التي يعيشها كبار السن بعد اهمال أبنائهم لهم وانشغالهم بالحياة.
الأقارب الذين لا يمدون يد العون والمساعدة لأقاربهم وأرحامهم.
فكرة الغريب القريب والقريب البعيد والغريب.
معاناة الأجراء الذين تضرروا بسبب الوباء.
وفي حوار خاص للمصدر ميديا مع الفنان القدير “حسن فولان“، بخصوص الأشياء التي أضافها العمل أو شخصية “عمي لخضر” على وجه الخصوص لشخص “حسن فولان”، رد قائلاً:“أحببت العمل قبل أن أشتغل فيه، عشت معه قبل التصوير والوقوف أمام الكميرا. تعرفت على العمل منذ ما يقارب الأربع سنوات، في جلسة صداقة أخوية مع كاتبة السيناريو “بشرى ملاك”، التي حدثتني عن الشخصية والعمل، الذي عشقته فور سماع تفاصيله وطريقة حكيها عنه“.
وواصل حديثه قائلاً: “ومنه مضت الأيام والسنين، وبعد اختياري لتجسيد دور “عمي لخضر”، من قبل المخرج “إدريس المريني”، فرحت كثيراً وكأنني سأشارك في عمل أضخم مني ولأول مرة أجسد فيها شخصية معينة في عمل فني، لدرجة أنه غاب عن بالي مسيرتي الطويلة في التمثيل والتشخيص“.وأردف: “اشتغلت في هذا العمل بقلبي وروحي، وبكل ما أوتيت من قوة تعمقت في الشخصية“.
وعن حديثة عن الفنانة الشابة “هند بن جبارة“، التي شاركته بطولة العمل ولعبت دور “لبنى“، قال بنبرة اعتزاز وافتخار: “اعتبرها الإبنة والحفيدة، التي يسهل العمل معها لأننا تعاونا على انجاح العمل إلى جانب الحوار الجيد والإخراج المحترف الذي مكننا من استشعار الشخصيات والعيش داخل القصة وليس خارجها“.وأضاف: “تعاطفت مع “عمي لخضر”، لأنه رجل قضى حياته في العمل، وأفنى سنين عمره على أبناءه الذين لم يجد منهم الدعم عندما كبر فالسن واحتاج الرعاية والأنسه والحنان، حيث كان يبحث عن حضن يحتويه في وحدته ويدخل السرور عليه“
وقال بلهجة عامية: “با لخضر كان تيبقى فيا وأنا تنشخصه، لأنني كنت تنقول حرام هاد الراجل عطا صحته وماله لأولاده، وهوما كيسولوا فيه ماشي على صحته وإنما على ود الفلوس“.وختم حديثه عن عمي لخضر قائلاً: “وجد الحنان في الغريبة التي لا يربطها معها شيء غير أنها كانت حفيدة صديقه. التي استطاعت أن تنسيه الاحساس بأنه غير مرغوب فيه، حيث شعر بوجودها أنه كائن حي. إن ثنائي لبنى وعمي لخضر لعب دورا كبيرا جدا في العمل حيث استفزت بعض المشاهد بينهما مشاعر عديدة بدواخلنا أثناء التصوير“.
وقال الفنان في نهاية المحادثة أن: “عمي لخضر اكتشف الكثير من الأمور بداخل حسن فولان التي لم يسبق ل “فولان” أن اشتغل بها في أعمال أخرى من حيث التشخيص الذي كان هادئاً في العمل وفقاً لمتطلبات الشخصية، الشيء الذي تطلب مجوهداً مضاعاً لإيصال المشاعر الداخلية التي تشعر بها الشخصية للجمهور المتلقي“.
قد يهمك ايضا:
مهرجان فاس الوطني للفكاهة يكرِّم الفنان حسن فولان
مهرجان الفدان العربي للمسرح يكرّم ثلة من الفنانين تقديرًا لأعمالهم الرائعة
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر