القاهرة - شيماء مكاوي
كشف الدكتور سمير عبدالغفار، عن علاج دوالي الحوض باستخدام القسطرة والأشعة التداخلية، معتبره الأفضل من بين الوسائل العلاجية المتاحة.
وأكد استشاري الأشعة التداخلية في المملكة المتحدة وجامعة عين شمس وعضو الجمعية الأوروبية للأشعة التداخلية وأشعة القلب والأوعية الدموية، خلال حديث خاص لـ"المغرب اليوم": "نحو 33% من السيدات لديهنّ ألم مزمن في منطقة الحوض أو عانينّ لفترة من هذه الآلام في وقت ما، والكثير منهنّ يمضي فترة طويلة بين الأطباء لمحاولة تشخيص السبب دون فائدة، وهناك العديد من الأسباب المتسببة في آلام منطقة الحوض المزمنة وأحد أهم أسبابها هو دوالي الحوض، و15% من السيدات في السن ما بين ٢٠ و ٤٥ عامًا لديهنّ هذا النوع من الدوالي الذي يتكون حول المبيض والرحم، ولكن ليست كل السيدات أو الفتيات لديهنّ أعراض مرضية".
وأضاف عبدالغفار: "دوالي الحوض مشابهة تمامًا لدوالي الساقين؛ ففي كلا الحالتين يوجد صمامات ضعيفة أو لا تعمل بكفاءة، وبالتالي فقدت وظيفتها الرئيسية وهي الحفاظ على مسار الدم من العضو أو الساق إلى القلب، وبالتالي عند فقد هذه الوظيفة يحدث ارتجاع للدم إلى أسفل وتراكمه، وبالتالي حدوث احتقان وارتفاع للضغط وانتفاخ للأوردة في المنطقة المصابة، وفي هذه الحالة يحدث هذا الاحتقان في الشبكة الوريدية المتشابكة الموجودة في منطقة الحوض، مما يسبب العديد من الأعراض المرضية، وهذه الأعراض عادة تختفي عندما تستلقي المرأة على ظهرها وهو ما يفسر صعوبة التشخيص؛ لأن الطبيب عادة يبدأ الفحص للمريضة وهي مستلقية على ظهرها والاحتقان يظهر عند الوقوف".
وأكد الاستشاري أنَّ دوالي الحوض والآلام المزمنة تؤثر بالفعل على حياة المرأة بالسلب وعلى علاقتها بأسرتها وزوجها وأيضًا أصدقائها؛ حيث تؤثر على نفسيتها وتصيبها بالضيق والعصبية في بعض الأحيان والاكتئاب في أحيان أخرى، بسبب الفشل في تشخيص سبب الألم، وبالتالي عدم القدرة على علاجه.
وذكر عبدالغفار: "علاج هذه المشكلة أصبح سهل ويمكن للمرأة العودة لممارسة حياتها بشكل طبيعي، وألم الحوض المزمن هو ألم مستمر "غير متقطع" لدى المرأة لمدة ٦ أشهر متواصلة، أما عن أسباب دوالي الحوض "متلازمة احتقان الحوض" فهي متعددة ومتداخلة ولم يتم التعرف على كل أسبابها بعد، ولكن هناك بعض العوامل تأكد أنها تساعد على حدوث هذا المرض، منها: أسباب ميكانيكية حيث إنَّ منطقة الحوض لدى السيدات منطقة ضيقة لكن تحتوي العديد من الأعضاء المهمة, ولازدحام هذه المنطقة يوجد الكثير من الأسباب التي قد تؤدي إلى وجود ضغط مباشر على أوردة الحوض مسببة متلازمة احتقان الحوض؛ حيث تضغط فروع الشريان الأورطي على أوردة الحوض "Nut-craker syndrome" مسببة تمدُّدها أو في بعض الحالات يكون وضع الرحم داخل الحوض مائلاً باتجاه مخالف "Malrotated uterus" مما يسبب احتباس الدم داخل أوردة الحوض".
وأكمل: "وهناك أيضًا أسباب هرمونية؛ فمن المعروف أنَّ هرمون الاستروجين يؤثر سلبًا على صلابة جدران الأوردة، مما يؤدي إلى ارتخائها وتمددها وبالتالي الاستروجين الطبيعي في جسم المرأة أو أي علاج دوائي يحتوى عليه مثل بعض أقراص منع الحمل والعلاجات الهرمونية يساهم بقوة في متلازمة احتقان الحوض.
وأثناء متلازمة احتقان الحوض والحمل ترتفع نسبة الاستروجين بالدم مع الحمل والذي يصاحبه تضخُّم في الرحم يؤدي في النهاية إلى ظهور متلازمة احتقان الحوض أثناء الحمل، وبعد الولادة كثيرًا ما تفقد الأوردة قدرتها على العودة إلى الحجم الطبيعي بل تستمرالمشكلة وقد تتزايد الأعراض مما يستوجب علاجها، وهناك بعض أمراض أخرى تؤدي إلى نشوء متلازمة احتقان الحوض، مثل: ارتفاع ضغط الوريد البابي أو أمراض الأجوف السفلي IVC أو أورام الكلى".
وبالنسبة لعلاج دوالي الحوض، يذكر عبدالغفار: "هناك العلاج الدوائي "الأدوية الهرمونية"؛ حيث يمكن السيطرة على متلازمة احتقان الحوض بسبب الدوالي باستخدام هرمون البروجيستيرون، وهو يعكس تأثير هرمون الاستروجين على الأوردة، وهذا العلاج يحقق نتائج جيدة مع بعض السيدات لكن للأسف فور توقف العلاج تعود الحالة إلى ما كانت قبل بدءه, مما يستلزم استخدام الهرمون لفترات طويلة، وهو الأمر الذي يزيد فرص أعراض الهرمونات الجانبية بجانب عدم القدرة على الحمل طوال فترة تلقي العلاج، والآن أصبح ينصح باستخدام هذا العلاج بصفة مؤقتة وعدم استعماله لفترات طويلة تلافيًا لمضاره، وهناك طرق العلاج الجراحية فعندما اكتشفت متلازمة احتقان الحوض للمرة الأولى أجريت عدة محاولات جراحية وعن طريق المنظار لربط الأوردة المتمدِّدة، لكن هذا العلاج تم الاستغناء عنه بسبب نجاحه المحدود وخطورته على المريضة".
ويضيف: "أما العلاج باستخدام القسطرة العلاجية فهو المقياس الذهبي والعلاج المفضل لمتلازمة احتقان الحوض نظرًا إلى نجاحها وقلة وانعدام أعراضها الجانبية، ويعتمد هذا العلاج على إدخال قسطرة من فتحة بالجلد لا تتعدى 2 مليمتر في أعلى وريد الفخذ، ثم يقوم طبيب الأشعة التداخلية بتوجيهها بمساعدة أجهزة متقدمة لتصل إلى الأوردة المصابة، ومن هناك يسدّ الطبيب الأوردة المريضة باستخدام مواد خاصة تؤدي إلى غلقها وتمنع تمدُّدها بصفة نهائية، ومن مزايا هذا العلاج سرعة تعافي المريضة؛ حيث تخرج المريضة من المستشفى في اليوم ذاته وتعود لمزاولة نشاطها الطبيعي فورًا وإلى العمل في غضون يومين على الأكثر، كذلك عدم الحاجة إلى الهرمونات بآثارها الجانبية وعدم الحاجة إلى التخدير مما يجعله علاج آمن و فعّال و غير مؤلم، دون الحاجة لفتحات جراحية كبيرة كالعلاج الجراحي ولا ينطوي على المخاطر التقليدية للجراحة و التخدير، وهو علاج نهائي للمرض وليس مؤقتًا مثل العلاج الدوائي الهرموني، كما أنه لا يؤثر على الحمل والإنجاب".
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر