مازال فيروس كورونا يقلق المواطنين والمنظومة الصحية يوما بعد يوم، سواء من خلال ظهور متحورات جديدة أكثر خطورة من اللتي سبقتها، أو الإصابة بأعراض جانبية بعد الشفاء من الفيروس، أخطرها "التهاب عضلة القلب"، فما هي أعراض هذا المرض القاتل؟، وهل بالفعل هناك علاقة بينه وبين كورونا؟ وكيف يمكن تجنب عواقبه؟.
وأثار ظهور عدد من حالات الإصابة بالتهاب عضلة القلب عند المتعافين من فيروس كورونا، وبعض الرياضيين، تخوف المواطنين، متساءلين عن أعراض وطرق علاج هذا المرض. هذا ما سيوضحه لنا الدكتور عدنان خالد أخصائي في أمراض القلب.
علاقة الفيروس بالتهاب عضلة القلب
وفي هذا السياق، أكد الدكتور عدنان خالد أخصائي في أمراض القلب في تصريح ل Le360, بأن الفيروس يمكن أن يؤثر على عضلة القلب أو التامور الذي يحيط بالقلب (غشاء القلب)، مشيرا إلى أن هذا الأخير يمكن أن يؤدي إلى قصور في القلب بسبب اعتلال عضلة القلب التوسعي.
وأوضح الدكتور، أن هذا المرض يمكن أن يتراجع ولكن يمكن أن يصبح مزمنا أيضا، مشيرا إلى أنه قد يتسبب في اضطرابات ضربات القلب، سواء في الأذينين ويؤدي إلى الرجفان الأذيني الذي يمكن أن يسبب السكتات الدماغية، أو عدم انتظام ضربات القلب البطيني الذي يمكن أن يؤدي إلى الوفاة بسبب الرجفان البطيني والموت المفاجئ.
وقال الأخصائي في أمراض القلب، إن إصابة القلب يمكن أن تكون مباشرة بسبب الإصابة بفيروس كوفيد-19 المسؤول عن التهاب عضلة القلب الفيروسي، وإما ثانوية نتيجة حالة التهابية عامة في الجسم مع نقص الأكسجة المسؤولة عن إصابة عضلة القلب.
أعراض جانبية خطرة لفيروس كورونا
وإلى جانب التهاب عضلة القلب، يضيف المتحدث، يمكن أن يسبب كوفيد-19 مضاعفات خطيرة، مثل الانسداد الرئوي أو تلف وضعف القلب، ينتج عنه إرهاق شديدا يمكن أن يستمر لأسابيع أو حتى شهور، كما يمكن أن يسبب اضطرابات عصبية مع انخفاض التوازن.
خطورة التهاب عضلة القلب عند الرياضيين
قال الدكتور عدنان: "إن التهاب عضلة القلب، الذي يحدث نتيجة الإصابة بالفيروس، يمكن أن يؤثر على وتيرة خفقان القلب وقدرته على الضخ، وغالبا ما تؤدي هذه الحالة إلى تلف دائم على شكل ندب في عضلة القلب، وبالتالي، فإن التهاب عضلة القلب يكون سببا فيما لا يقل عن 20 ٪ من الوفيات المفاجئة لدى الرياضيين".
وحسب ما كشف الدكتور، يعتبر التهاب القلب هذا مرتفعا إلى حد ما عند الرياضيين، نظرا لنشاطهم البدني "المبكر في بعض الأحيان" بعد الإصابة بالفيروس، خاصة وأن هذا النشاط يكون أكثر كثافة من بقية المواطنين.
وأشار الأخصائي إلى أن التهاب عضلة القلب، يعد من المضاعفات الخطيرة التي لا يمكن ملاحظتها إلا عن طريق التصوير بالرنين المغناطيسي لقلب المرضى الذين لا يعانون من أعراض، ويمكن اكتشافه عن طريق تتبع تخطيط القلب الكهربائي، وتخطيط صدى القلب، مشددا على أن استخدام التصوير بالرنين المغناطيسي للقلب لدى هؤلاء الرياضيين الشباب يهدف إلى القضاء على خطر الموت المفاجئ المرتبط بالتهاب عضلة القلب.
وأضاف: "في مسابقة كأس إفريقيا للأمم، تم إقصاء لاعبين اثنين من المنافسة بسبب التهاب عضلة القلب الذي اكتشفه التصوير بالرنين المغناطيسي، بيير إيمريك أوباميانج، وماريو ليمينا، اللذين يعانيان من تلف في القلب بعد أن ثبتت إصابتهما بفيروس كوفيد.وفي 12 يونيو الماضي، خلال مباراة الدنمارك وفنلندا، حبس العالم بأسره أنفاسه عندما انهار كريستيان إريكسن، بسبب سكتة قلبية وسط ملعب كوبنهاغن، نتيجة التهاب عضلة القلب الذي تلاه تسبب في عدم انتظام ضربات القلب البطيني، ولكن لحسن الحظ، تم إنقاذه بفضل التدخل السريع، وتم زرع مزيل الرجفان، لكن للأسف لن يلعب بعد الآن".
وتابع: "يمكن أن يتراوح المنع من المنافسة من ثلاثة إلى ستة أشهر للإصابات المستقرة والغير خطرة مع المراقبة السريرية الكهربائية والإشعاعية، ويتم تحديد حد أدنى وغير قابل للتقليص من الغياب لمدة 17 يوما للرياضيين الكبار، بين 10 أيام للعزلة الإجبارية و7 أيام لاستئناف التدريب مع التباعد".
وأشار إلى أنه يجب على كل لاعب ملقح أصيب بالفيروس، أن يعزل نفسه لمدة سبعة أيام كاملة، وهي مدة يمكن تقليصها إلى خمسة أيام في حالة الاختبار السلبي وعدم وجود أعراض، ولا يستأنف جميع اللاعبين الذين ثبتت إصابتهم اللعب في بطولة أفريقيا لكرة القدم إلا بعد إجراء التصوير بالرنين المغناطيسي للقلب.
خطورة ممارسة تمارين رياضية مكثفة بعد التعافي من كورونا
أكد الدكتور عدنان خليل، بأن استئناف النشاط البدني مبكرا قد يؤدي إلى تفاقم الإصابات والإرهاق، أو التسبب في مضاعفات على مستوى القلب والأوعية الدموية أو الرئة.
وأوصى الأخصائي في أمراض القلب بعدم ممارسة النشاط البدني المعتدل لمدة سبعة أيام على الأقل، بعد انتهاء الأعراض المعتادة -الحمى والسعال وصداع الرأس وآلام في الجسم، والاكتفاء فقط بالمشي قليلا، والقيام بشكل منتظم خلال اليوم والعمل على إحداث التوازن على سبيل المثال عن طريق المشي على أطراف أصابع القدم، أو من خلال البقاء على ساق واحدة لفترة من الوقت، مشيرا إلى أنه من الصعب تحديد الوقت اللازم بين ظهور الأعراض واستئناف الرياضة، لكن الراحة تعتبر عنصرا أساسيا في العلاج.
الأعراض وطرق العلاج
يقول الأخصائي في أمراض القلب: "في حالة معاناة المرضى من ألم في الصدر أو ضيق مستمر في التنفس أو حتى علامات قلبية مثل عدم انتظام دقات القلب أو خفقان القلب، فمن الضروري استشارة الطبيب، الذي سيقوم بإجراء فحوصات القلب، والرئة، من أجل استبعاد أي مضاعفات مثل التهاب عضلة القلب الذي سيتطلب بعد ذلك تقييد النشاط البدني لمدة 3 إلى 6 أشهر قبل إعادة التقييم".
ويعتمد علاج التهاب عضلة القلب الفيروسي يضيف الدكتور، على علاج الأعراض، من خلال الأدوية (المضادة للفيروسات على سبيل المثال)، مع القيام بالمراقبة الدقيقة للمريض والراحة، ثم علاج قصور القلب إذا كانت إصابة عضلة القلب مهمة، في هذه الحالة تشمل مدرات البول وحاصرات بيتا والنترات لتخفيف الأعراض، وبالموازاة مع ذلك، يوصى بتجنب الإجهاد الشديد والحد من استهلاك الكحول والتبغ.
أما لعلاج عدم انتظام ضربات القلب، فيتطلب استعمال مضادات عدم الانتظام، و زرع مزيل الرجفان الآلي لعلاج السكتة القلبية أو الموت المفاجئ.
قـــد يهمــــــــك أيضــــــاُ :
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر