عمان - ايمان يوسف
أكّد مستشار الطب النفسي، الدكتور وليد سرحان، أن عملية تقدّم السن في الشيخوخة يمكن اعتبارها عملية تحويل الإنسان السليم إلى الشيخ الضعيف المعرّض إلى الأمراض والإصابات ثم الموت، ويبدو أن هناك دور للعوامل الوراثية ولو جزئياً في هذه العملية، ولكن أن يعيش الإنسان بطريقة وأسلوب صحيح وبعادات ملائمة يعدّ أكثر تحكماً في عملية الشيخوخة، ويلعب الدماغ دوراً أساسيًا في عملية الشيخوخة وخصوصاً جذع الدماغ الذي يتحكّم في الكثير من العمليات البيولوجية.
وأوضح وليد سرحان في مقابلة خاصّة مع "المغرب اليوم"، أن تقدّم الإنسان بالعمر أمر محتوم ، إلا أنّ الوصول إلى الشيخوخة له خصوصيته البيولوجية والنفسية والاجتماعية والمرضية، مشيرًا إلى أنه لا بد للإنسان أن يبدأ بالاهتمام بجسمه أكثر وبصورة شاملة فالقلب قد يتضخم والشرايين تصبح أقل مرونة وقد يرتفع الضغط ولا شك أن النشاط الجسدي والمشي يخفّف من هذه الآثار، ولابد من تناول الطعام المتوازن الصحي وتجنّب التدخين والتعامل الجيد مع الضغوط النفسية والنوم لساعات كافية، وأما بالنسبة للعضلات والمفاصل فإن العظام قد تصغر بالحجم وتقل كثافتها وهذا يجعل العظام أكثر عرضة للكسور ويكون التأثر الحركي أقل مما يعني ضرورة التخفيف من بعض الأعمال التي فيها تسلق سلم أو عمل صيانة في المنزل، ولابد من الانتباه إلى فيتامين D والكالسيوم ومصادرها من مشتقات الألبان وبعض الخضروات واللوز. ولا شك أن النشاط البدني مهم في الحفاظ على لياقة الجسم لأطول فترة ممكنة.
وشدّد سرحان على أهمّية الانتباه إلى الطعام وعدم إغفال الخضار والفواكه التي يجب أن تشكل ثلث الطعام على الأقل، إضافة إلى ضرورة الحفاظ على الذاكرة ولأطول فترة ممكنة من خلال الاستمرار بالنشاطات الرياضية والطعام المتوازن والنشاط العقلي المستمر مثل القراءة ومتابعة الإنترنت والتلفزيون، إضافة إلى الاستمرار بتطوير العلاقات الاجتماعية التي تعتبر من ضروريات حماية الصحة النفسية مع تقدم العمر، ولابد من التأكيد أن العادات العربية مفيدة إلى حد كبير، والحفاظ على الصحة والتعامل مع أي من الأمراض النفسية أو الجسدية بالشكل اللازم حتى لا يؤثر على الذاكرة.
واعتبر سرحان ان الشيخوخة تغير في الواقع الاجتماعي والنفسي، وهناك من ينكر الشيخوخة ويريد الاستمرار بحياته كما هي مهما تقدم به العمر، وهناك من يعتبر نفسه مسن وغير قادر على فعل أي شيء وهو بالخمسينات من العمر، فهل من الضروري أن يتعلم الانسان في عمر السبعين كيفية استعمال الهواتف الذكية والانترنت، ما المانع، قد لا يكون قادر على اتقان هذه التكنولوجيا إلا أنه يستفيد من هذه المعرفة بلا شك، والوصول إلى سن التقاعد يمكن أن يكون بداية لمرحلة جديدة من الحياة فيها الكثير من الجوانب المفيدة وأوقات الفراغ التي لم تكن متاحة في سنوات العمل، ومن التغيرات الاجتماعية أن الأبناء والبنات يغادروا المنزل بعد زواجهم وقد يصبح البيت الكبير فيه الزوجين فقط، وهذا يشير إلى ضرورة التواصل مع الأصدقاء والجيران والأسرة الممتدة، لأن وقت الفراغ كبير والميل للوحدة والتشاؤم قد يزداد، وعندما يتوفى أحد الزوجين يكون الأثر كبير على الزوج أن يكمل حياته في البيت لوحده أو أن يعيش لدى أحد الأبناء، مع تقدم عمر الأنسان في بلادنا ووصوله إلى أكثر من 70 عامًا فإن عدد أكبر من كبار السن يعانون الوحدة والاكتئاب والفراغ، ولابد من التفكير في حلول اجتماعية مناسبة
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر