وعدّ معاليه المؤتمر, دعماً لوحدة الصف الوطني, وتحقيقاً للوحدة والمواطنة, ونبذ الفرقة والخلاف والحزبيات التي نرى نتاجها في فئات ضالة ومضلة, سلخت البيعة, وخرجت على ولي الأمر, وأعلنت العصيان وعدم السمع والطاعة, فكفّرت المسلمين، واعتدت على الآمنين والمستأمنين، واستباحت الدماء، وقتلت النفس المعصومة، وسلبت الأموال.
وأردف " إن هذا ديدن كل من يدعو الناس إلى الفرقة، وإلى التحزب مرتكباً ما حرّم الله - عز وجل -, لأن الشريعة جاءت بحفظ الدماء والأعراض والأموال, ليُظهر جلياً الدور الكبير الذي تقوم به هذه المنابر العلمية في تعزيز مفهوم البيعة ومكانتها الشرعية, وخطورة الافتئات على ولي الأمر, وأهمية الجماعة والوحدة الوطنية, والتأكيد عليها, وإظهار حقيقة هذه الفئات والأحزاب المنتسبة للإسلام والإسلام منها براء, وتعرية حقيقتها, ودورها الفعال في التنشئة الإسلامية القائمة على الوسطية, ونبذ العنف والتطرف والفرقة, سائلاً الله جل وعلا أن يبارك في الجهود وينفع بها الإسلام والمسلمين.
من جانبه أثنى معالي رئيس ديوان المظالم رئيس مجلس القضاء الإداري الشيخ الدكتور خالد بن محمد اليوسف على إقامة هذا المؤتمر الذي يؤكد في عنوانه ومضامينه على أصل عظيم من أصول قيام الشريعة, يتحقق به البناء المتين للدول التي تنشد قيام شئونها كافة على منهج شرعي, بتأصيل علمي وقراءة تاريخية لما حققه اجتماع كلمة الأمة, وتركها للافتراق والتحزب العصبي المذموم, من رفعة في الدين والدنيا, في رعاية للإنسان وعمارة للأرض.
وأبان أن هذا ما قامت عليه هذه البلاد المباركة من بداية تأسيسها على يد مؤسسها - طيب الله ثراه - وتتابع عليه أبناؤه البررة, إذ كان انطلاق وحدتها وقيام توحيدها على اجتماع الكلمة على ولي الأمر, وترك التفرق والتحزب, هو المبدأ الأهم الذي ما زالت بحمد الله متمسكة به منافحة عنه ومضرب المثل فيه بين كل الدول.
وأكد معاليه أن المؤتمر من حيث الزمان ينعقد في ظل قيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود -حفظه الله- والذي شهد بداية عهده المبارك تحقيقاً حازماً وعملياً مثمراً لهذا المبدأ لم يكن محيطه هذه البلاد فحسب بل شمل العالم الإسلامي والعالم كله, ويكفي دلالة على ذلك انطلاق هذا المؤتمر عقب إعلان قيام التحالف الإسلامي ضد الإرهاب من أرض ومهد الرسالة, ليضرب بعلم وقوة كل جذور التطرف والإرهاب والتفرق والاختلاف.
واستطرد اليوسف, ومن حيث المكان فإن المدينة النبوية هي مهاجر النبي - صلى الله عليه وسلم -, والمأوى الذي قدم إليه ليكون من أوليات المهام التي حضّ عليها تحقيق الأنموذج الأول والفريد في اجتماع الكلمة, والبعد عن التحزّب والافتراق, عندما آخى بين المهاجرين والأنصار, فكان ذلك بداية تكوين دولة فتية مكّن الله لها مشارق الأرض ومغاربها, وهو ما سار عليه سلف هذه الأمة ومن اتبعهم بإحسان, وتمسكت به هذه البلاد - حرسها الله - ملوكاً وشعباً في تماسك لافت قائم على المحبة والإخاء, داعياً معاليه بالتوفيق والعون للقائمين على المؤتمر, وأن يكلّل الله جهودهم بالنجاح, ويحقق الآمال في تعزيز وحدتنا الوطنية وفق ما أمرنا به الله في قوله عز وجل (وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا).
نقلاً عن واس
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر