عقب ذلك ألقى معالي رئيس مجلس الشورى الشيخ عبدالله بن محمد آل الشيخ كلمة نيابة عن ضيوف المؤتمر قال فيها : إن هذه البلاد المباركة بلاد الحرمين ومهبط الوحي قد هيأ الله لها حكومة تحفظ هذا الدين , وتقدمه إلى العالم بوسائل عصرية حديثة, وبأسلوب متميز, ولعل من أبرز الأمثلة على ذلك إنشاء هذه الجامعة المباركة , ونحمد الله تعالى أن هيأ لهذه البلاد المباركة في هذه المرحلة الصعبة التي تعيشها المنطقة بل وجميع بلدان العالم حاكماً حازماً يدرس الرأي , ثم يتوكل على الله ويحزم أمره , وهو خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود - حفظه الله - .
وأثنى آل الشيخ , على ما يحمله المؤتمر من موضوعات مهمة, وخصوصاً في هذه المرحلة الصعبة التي تعيشها الأمة الإسلامية بعمومها, وعلى المنطقة العربية بوجه خاص, مبيناً أن المؤتمر يبحث في ظروف مهمة تحفظ الضرورات الخمس, وتبيّن أثر التحزب, والوقوف عند المسميات الحزبية البسيطة, والانشغال بها عن المعنى العام الذي دعت له هذه الشريعة المباركة، من خلال بحوث مؤصلة من باحثين جادين مما يحفظ وحدة المسلمين.
وأردف معاليه قائلاً : إن المؤتمر يبرز جانب الشريعة الإسلامية والثوابت التي تحافظ عليها، كما يبين خطورة الافتئات على ولي الأمر سواء بجانب الفتوى أو في الجوانب الأخرى التي هي من اختصاصه ونصت عليها الشريعة .
كما بدأ مفتي عام المملكة الأردنية الهاشمية الشيخ عبدالكريم سليم الخصاونة كلمته بالنيابة عن المشاركين, مقدماً الشكر والتقدير إلى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود, حفظه الله،على جهوده الكبيرة وأعماله الجليلة وما يقوم به من مساعدة للأمة العربية والإسلامية.
وقال الخصاونة : كلنا يعلم ما تتعرض له الأمة الإسلامية من تحديات تُهدد هويّتها، وتفرّق كلمتها، وتعمل على تشويه دينها، والنيل من مقدساتها .. فعَقْدُ هذا المؤتمر العلمي المبارك في هذه البلد الطيب "طيبة الحبيبة" بعنوان "تحقيق الاجتماع وترك التحزب والافتراق... واجب شرعي ومطلب ديني" لم تكن أمتنا في يوم من الأيام أحوج إلى تحقق الاجتماع وترك التحزب والافتراق من أيامنا هذه ، فقد استحكمت حلقات الفرقة واحدة تلو الأخرى، وانفرط عقد الوحدة.
وشدّد سماحة مفتي المملكة الأردنية على أن التحزّب لا يبدأ من الانحياز الطائفي أو العنصري فحسب, وإنما يبدأ من حزازات النفوس والقلوب التي تجتمع على المرء فتهلكه، ويبدأ أيضاً من الغلو والتطرف في التشبث بالرأي، حتى ولو كان حقاً لأن الاجتماع يعني النزول عن الرأي إيثاراً لجمع الكلمة ودرءاً لشق الصف.
وأوضح أن أول طريق الاجتماع أن نؤمن إيماناً راسخاً أن سعينا في الاجتماع والاعتصام جميعاً هو كسعينا إلى الصلاة والصيام والصدقة، ووضع اليد على محل المرض الحقيقي بعيداً عن الأوهام التي تغطي على قلوب الكثيرين فتدفعهم إلى التحزب والتفرق باسم الدين أو السنة أو العقيدة أو التوحيد وقد غفلوا عن أن كل هذه المسميات العظيمة إنما جاءت لتحقيق الاجتماع وترك الافتراق.
تلا ذلك, تكريم المشاركين وضيوف المؤتمر, الذي شهد كذلك, حضور طلاب ذوي الاحتياجات الخاصة من الصمّ حيث تمت ترجمة فقرات الحفل إلى لغة الإشارة.
بعد ذلك بدأت أولى جلسات المؤتمر التي تعقد بقاعة الملك سعود بالجامعة الإسلامية, وقاعة كلية الدعوة وأصول الدين, فيما خصّصت قاعة دار الحديث المدنية لحضور المشاركات في المؤتمر الذي يستمر يومين.
نقلاً عن واس
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر