رام الله – المغرب اليوم
تعد الشخصية الفلسطينية قوية للغاية فهى تعاصر الأحداث وتختزلها جيدا في الذاكرة، وطوال الوقت تطرح هذه الأحداث في أي مناسبة لتبقى شخصية حاضرة ويقظة ترفض الاستسلام وتنظر إلى الأمام مع احترام الماضي وما قدم من تضحيات، كما تتضح قوة هذه الشخصية في تأثيرها على محيطها الجغرافي.
وهذه الشخصية أثرت بلا شك في تكوين سمات مدينة رام الله، المدينة الشاهدة على بسالتها أنها المدينة التي حولها أهلها رغم التحديات والمداهمات والمستوطنات من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي، إلى طبيعة ساحرة تخطف عين الزائر، ولما لا وهي تحتضن روعة التضاريس الطبيعية، وكذلك رقي المزج بين المعمار القديم والحديث في تناغم يلفت الانتباه.
وفي محاولة للبحث عن أصل كلمة رام الله، يقال إن كلمة رام "كنعانية" تعنى المنطقة المرتفعة ثم أضاف إليها العرب كلمة الله، وأصبحت مدينة رام الله، كما يتردد أن أصل الكلمة يرجع لقبيلة عربية سكنت هذه المنطقة في أواخر القرن السادس عشر وأطلقت القبيلة عليها اسم رام الله، وهى مدينة جبلية تتوسط موقع فلسطين التاريخية تقريبا، القدس حيث تبعد عن نابلس 36 كم إلى الجنوب ، وجنين 63 كم إلى الجنوب، والخليل 82 كم إلى الشمال، وغزة 82 كم إلى الشمال الشرقي، ويافا 45 كم إلى الشرق، وحيفا 105 كم إلى الجنوب الشرقي.
ومدينة رام الله هادئة للغاية، باستثناء ميدان المنارة أو كما يطلق عليها "دوار المنارة"، والتى تضم في وسطها نصب حجرى وتماثيل الأسود الخمسة.. ويتفرع من هذا الميدان شوارع فرعية ممتلئة بالمحال التجارية والكافيهات والمطاعم وشركات الصرافة والبنوك وحركة لا تهدأ فهو الميدان الشهير جدا في رام الله، يليه ميدان الساعة ويبعد عن ميدان المنارة خطوات بسيطة ويضم العديد من المحال المختلفة، ومدينة رام الله بها ملامح حضارية من تقسيم الشوارع واحترام إشارات المرور والسلوكيات العامة.
وتعد رام الله من أهم المدن الفلسطينية، فهى العاصمة الإدارية المؤقتة للسلطة الوطنية الفلسطينية، وبها مقر القصر الرئاسي، والمجلس التشريعي الفلسطيني ومعظم وزرات السلطة .
وتنقسم المدينة إلى عدة أحياء مثل الشقرة والحساسنة والمنطقة الصناعية والمنارة والسرية والقسطل، ونجح أهل رام الله في جعل المدينة بأحيائها تسير بنظام يلفت الانتباه، رغم المشاكل والأزمات المحيطة ووجود المستوطنين على بعد كيلومترات والمداهمات وأصوات الرصاص الحي والمطاطي بين الحين والآخر من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي إلا أن شعب رام الله يصر ويمارس حياته بطبيعية رغم الجرح العميق الذى يعانيه من الاحتلال.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر