الجزائر ـ وسيم بن رويسي
شدد الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، الأحد، على أن الجزائر لا تقبل أي وساطة مع المغرب ورفضنا إدراجها في المؤتمر الوزاري لجامعة الدول العربية.
وأكد تبون أن الجزائر لم تتلفظ يوما بما يهدد الوحدة الترابية المغربية.
وصرح الرئيس الجزائري بأن بلاده لم تعد بحاجة لتموين إسبانيا بالغاز عبر المغرب وستضمن تموينها عبر الخط الجزائري الجديد أو البواخر.
وأوضح تبون أن الجزائر لم تتخذ بعد قرارا بعدم تجديد العقد مع المغرب بخصوص تموين إسبانيا الذي ينتهي في 31 تشرين الاول/أكتوبر الجاري.
"عليه أن ينسى أن الجزائر كانت مستعمرة فرنسية"، بهذه العبارة رد الرئيس الجزائري على التصريحات الأخيرة لنظيره الفرنسي إمانويل ماكرون.
وفي مقابلة مع وسائل إعلام فرنسية، وجه الرئيس تبون رسائل مباشرة لباريس على خلفية الأزمة الأخيرة بين البلدين التي أعقبت تصريحات للرئيس الفرنسي اعتبرتها الجزائر "مساساً خطرا بتاريخها وشهدائها وشعبها وجيشها"، وأدت إلى سحب سفيرها من باريس.
ووجه الرئيس الجزائري كلامه لنظيره الفرنسي بالقول: "على فرنسا أن تنسى أن الجزائر كانت مستعمرة"، وشدد على أن بلاده "قوية بجيشها وشعبها الذي لا يرضخ إلا لله".
واعتبر تبون أن قضية العلاقات مع فرنسا هي "مسؤولية شعب وتاريخ"، ورفض ما سماه "تزييف التاريخ"، في إشارة إلى تصريحات ماكرون التي زعم فيها بأنه "الجزائر لم تكن أمة قبل فترة الاحتلال الفرنسي (1830).
ووضع الرئيس الجزائري شرطاً لعودة سفير بلاده إلى باريس، وربطه بـ"احترام فرنسا الكامل المشروط للدولة الجزائرية".
والأسبوع الماضي، استدعت الجزائر سفيرها لدى باريس احتجاجاً على تصريحات منسوبة للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون قالت الرئاسة الجزائرية "إنه لم يتم تكذيبها".
وأوضحت الرئاسة الجزائرية أسباب قرارها بـ"كن الضغينة لفرنسا"، فيما اتهمت الجزائر ماكرون بـ"التدخل في شؤونها الداخلية".
وبحسب البيان ، فقد أكد أن سبب استدعاء السفير من فرنسا للتشاور "جاء على خلفية ما تداولته وسائل إعلام فرنسية لتصريحات منسوبة للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ولم يجر تكذيبها، وجاء فيها التدخل بالشأن الداخلي للجزائر".
وشددت الرئاسة الجزائرية على رفضها "أي تدخل في شؤونها الداخلية"، ووصفت تصريحات ماكرون بـ"غير المسؤولة".
وقال الرئاسة، إن تصريحات الرئيس ماكرون تحمل مساسا "غير مقبول" بذكرى شهداء فترة الاستعمار، مشيرة إلى أن جرائم فرنسا الاستعمارية بالبلاد لا تعد ولا تحصى، وتعتبر إبادة للشعب الجزائري.
والسبت، نقلت صحيفة "لوموند" الفرنسية تصريحات منسوبة للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون خلال لقائه مع "أبناء الحركى" وهم خونة الثورة الجزائرية، الذين تعاملوا مع قوات الاحتلال الفرنسي من 1954 إلى 1962، وغادروا البلاد بعد نيل الجزائر استقلالها.
وبحسب الصحيفة الفرنسية، فقد اتهم ماكرون السلطات الجزائرية بما أسماه "الضغينة لفرنسا" على حد وصفه.
وعلى إثر ذلك، قررت الجزائر حظر الطائرات العسكرية الفرنسية التحليق فوق أراضيها، وفق ما أكده الناطق ناطق باسم هيئة الأركان العامة الفرنسية الأحد أن الحكومة الجزائرية حظرت على الطائرات العسكرية الفرنسية التحليق فوق أراضيها.
وقال الكولونيل باسكال إياني: "لدى تقديم مخططات لرحلتي طائرتين هذا الصباح، علمنا أن الجزائريين سيغلقون المجال الجوي فوق أراضيهم أمام الطائرات العسكرية الفرنسية".
لكنه أكد أن ذلك "لن يؤثر على العمليات أو المهام الاستخباراتية" التي تقوم بها فرنسا في منطقة الساحل.
وتستخدم فرنسا عادة مجال الجزائر الجوي لدخول ومغادرة منطقة الساحل حيث تنتشر قواتها في إطار عملية برخان.
قد يهمك ايضًا:
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر