الرباط - المغرب اليوم
وجه الملك محمد السادس، يوم الجمعة، انتقادات كثيرة إلى النموذج التنموي المغربي الذي لطالما حظي بالإشادة في وقت سابق، قبل أن يبين عن فشله مع مضي السنين؛ وهو ما يتطلب النظر في أسباب هذا الفشل.
وقال الملك في خطاب افتتاح البرلمان: "النموذج التنموي للمملكة أصبح غير قادر على تلبية احتياجات المواطن المغربي"، وحث العاهل المغربي الحكومة التي يرأسها سعد الدين العثماني على إعادة النظر في هذا النموذج، معربا عن تطلعه إلى نموذج يعالج نقاط الضعف والاختلالات التي ظهرت خلال السنوات الماضية.
عمر الكتاني، خبير اقتصادي، قال إن "من أسباب فشل النموذج التنموي المغربي كونه نموذجا اقتصاديا، وليس نموذجا تنمويا اجتماعيا. وبالتالي، فهو يسمح لفئة قليلة من الناس بتحقيق أرباح وإنجاز مشاريع، لكن القاعدة الواسعة من المجتمع، وخاصة الشباب، لا تستفيد من هذا النموذج".
وأضاف الكتاني أن من أسباب فشل هذا النموذج أيضا، "كون من يخطط من الناحية الاقتصادية هو القطاع الخاص الذي ليست له صلاحية التخطيط من الناحية الاجتماعية"، معتبرا أن "التنمية الاجتماعية يلزمها تخطيط وتوجيه ومصادر تمويل واستراتيجية وأهداف؛ وهو ما يغيب بالمملكة".
ونبه الكتاني إلى أن "مؤشرات التنمية البشرية بالبلاد كلها ضعيفة، ما يضع المملكة في آخر الترتيبات الدولية"، مشيرا أيضا إلى أن "المستوى التعليمي لفئة واسعة من الناس يظل ضعيفا؛ وهو ما يبرز أنه حتى الاستثمار في الإنسان ضعيف"، بحد قوله.
وقدم المتحدث خمس خطوات متكاملة يجب إتباعها في قطاع التعليم، ويتعلق الأمر بمحو الأمية، وتعميم التعليم، وتنمية التعليم العالي، وإذكاء نظام معلوماتي على مستوى التعليم والإدارة، وتعميم التكوين المستمر على صعيد مختلف المستويات، وخاصة في الإدارة، مشددا كذلك على ضرورة الاستثمار الاجتماعي في الخدمات الصحية وغيرها من الميادين الاجتماعية.
وكان الملك قد قال في خطابه إن "المغاربة اليوم يحتاجون إلى التنمية المتوازنة والمنصفة التي تضمن الكرامة للجميع وتوفر الدخل وفرص الشغل، وخاصة للشباب، وتساهم في الاطمئنان والاستقرار والاندماج في الحياة المهنية والعائلية والاجتماعية التي يطمح إليها كل مواطن، كما يتطلعون إلى تعميم التغطية الصحية وتسهيل ولوج الجميع إلى الخدمات الاستشفائية الجيدة في إطار الكرامة الإنسانية".
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر