بيروت ـ المغرب اليوم
سيطرت قوات النظام السوري يدعمها مقاتلو حزب الله اللبناني الاحد على مدينة يبرود الاستراتيجية في ريف دمشق، محرزة تقدما ميدانيا مهما في الحرب مع مقاتلي المعارضة.
ودخل مراسل فرانس برس المدينة التي شكلت احدى آخر معاقل مقاتلي المعارضة في جبال القلمون عند الحدود مع لبنان، وذلك بعيد اعلان الجيش السوري استعادة السيطرة عليها بعد معركة استمرت 48 ساعة.
وشاهد المراسل العديد من الجنود السوريين يستلقون على الارصفة طلبا للراحة وسط ابنية حملت اثار المواجهات العنيفة.
وقال ضابط لفرانس برس "لقد سيطرنا تماما على المدينة هذا الصباح"، لافتا الى ان المعركة كانت صعبة.
وستتيح السيطرة على يبرود منع اي تسلل لمقاتلي المعارضة الى لبنان وخصوصا الى بلدة عرسال (شرق) ذات الغالبية السنية التي تدعم المعارضة السورية.
كذلك، فان السيطرة على يبرود امر حيوي بالنسبة الى حزب الله الذي يقول ان السيارات المفخخة التي استخدمت في الهجمات الدامية التي طاولت مناطق نفوذه في الاشهر الاخيرة في لبنان كان مصدرها هذه المدينة.
وقال الجيش السوري في بيان الاحد تلي عبر التلفزيون ان "هذا الانجاز الجديد... يشكل حلقة هامة في تأمين المناطق الحدودية مع لبنان وقطع طرق الامداد وتضييق الخناق على البؤر الارهابية المتبقية في ريف دمشق".
واوضح مصدر امني في دمشق ان الجنود الذين يطاردون مقاتلي المعارضة الذين فروا الى عرسال سيعملون على اغلاق كامل لطرق ايصال التعزيزات والامدادات الى مقاتلي المعارضة عبر لبنان.
واورد التلفزيون السوري انه مع السيطرة على يبرود عادت حركة السير طبيعية على طريق دمشق-حمص.
وافاد المرصد السوري لحقوق الانسان الاحد ان "قوات حزب الله اللبناني سيطرت بدعم من القوات النظامية السورية وقوات الدفاع الوطني على اجزاء واسعة من مدينة يبرود"، لافتا الى ان قوات النظام واصلت هجماتها على المنطقة الواقعة بين يبرود وعرسال ما اسفر عن مقتل ستة اشخاص بينهم طفلان.
وكانت القوات النظامية السورية سيطرت في الاسابيع الاخيرة بدعم من مقاتلي حزب الله اللبناني على المرتفعات المحيطة بيبرود، وشنت عليها غارات جوية مستخدمة البراميل المتفجرة الامر الذي نددت به الامم المتحدة.
واضافة الى الاهمية الرمزية لهذه المدينة التي سيطرت عليها المعارضة المسلحة منذ اندلاع النزاع السوري في اذار/مارس 2011، فان وقوعها في جوار الحدود اللبنانية وطريق دمشق-حمص جعل منها معبرا لمقاتلي المعارضة واسلحتهم.
وقال تشارلز ليستر الباحث في معهد بروكينغز بالدوحة ان "هذا الامر يظهر مجددا انه في ما يتعلق بالمناطق الاستراتيجية، فان الافضلية حاليا هي في معسكر النظام" الذي يصر على عدم التوصل الى حل سياسي تشارك فيه المعارضة.
وفي هذا السياق، أقر مجلس الشعب السوري الجمعة مشروع قانون يمهد الطريق امام اعادة انتخاب الرئيس بشار الاسد لولاية جديدة ويقصي عمليا معارضيه في الخارج من حق الترشح
وتظاهر نحو ثلاثمئة شاب سوري الاحد في دمشق لمطالبة الأسد بالترشح لولاية رئاسية ثالثة، ولتأكيد دعمهم للجيش في حربه ضد مقاتلي المعارضة.
ورفع الشبان لافتات كتب عليها "مع الاسد يدا بيد" و"الله وبشار وجيشنا المغوار" و"رح ننتخبك يا بشار".
وكان المبعوث الدولي الى سوريا الاخضر الابراهيمي حذر الخميس من اجراء انتخابات رئاسية في سوريا، مؤكدا ان حصولها سينسف مفاوضات السلام الرامية لوضع حد للنزاع في هذا البلد.
ووصل الابراهيمي الاحد الى ايران، ابرز حليف اقليمي لنظام الاسد، حيث سيلتقي الرئيس حسن روحاني.
"أ.ف.ب"
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر