دمشق - جورج الشامي
توجه عدد من نشطاء الداخل السوري سواء في المناطق الخاضعة لسيطرة الجيش الحر أو الخاضعة لسيطرة دمشق، بدعوة الأحرار والنشطاء على المستوى الدولي للاعتصام ليومين متتاليين أمام مباني الأمم المتحدة في الدول كافة، بهدف وقف آلة القتل التي تمارسها حكومة دمشق ضد الشعب، ولفك الحصار عن المناطق التي تتعرض لتدمير ممنهج وخاصة حمص وريف دمشق.
ويقول النشطاء في بيانهم "بعد أكثر من عامين وثلاثة أشهر، والشعب السوري يتعرض لأبشع مآساة في تاريخ البشرية في ظل صمت عالمي مريب، سواء من قبل المنظمات الإنسانية أو الأممية". ويضيفون "عامان وثلاثة أشهر والشعب السوري يقتل ويذبح بأنواع الأسلحة كافة بما فيها السلاح الكيميائي من قبل حاكم ديكتاتوري". ويردفون، وفقاً للبيان "عامان وثلاثة أشهر من القتل والدمار، والسبب تخاذل حكومات العالم باتخاذ قرار حاسم بالوقوف إلى جانب الشعب السوري المطالب بالحرية والكرامة".
ويوجه بيان النشطاء في الداخل رسالة إلى أحرار العالم، بالقول "إلى أحرار العالم.. إلى شرفاء العالم في الدول كلها، ندعوكم نحن نشطاء الشعب السوري في الداخل للوقوف إلى جانبنا بهدف إيقاف آلة القتل الوحشية التي يمارسها نظام بشار الأسد ضد الأطفال والنساء والمسنين".. ندعوكم للاعتصام يومي 20- 21 تموز /يوليو أمام مباني الأمم المتحدة، مطالبين إياها باتخاذ موقف موحد يدعو لوقف القتل في بلادنا.
ولا يستثني بيان النشطاء في الداخل أبرز حكومات الدول الداعمة لنظام الأسد، ودعوة الشرفاء في كل من موسكو وبكين وطهران للتضامن مع أبناء الشعب السوري، يقول نشطاء الداخل، وفقاً لبيانهم، "إلى الشرفاء في كل من روسيا وإيران والصين ندعوكم للاستجابة لدعوتنا لأن حكوماتكم تدعم القاتل، وتتسبب في مأساة لأكثر من 20 مليون سوري يناصر الثورة". ويتوجه البيان للأحرار في دول العالم كلها بالقول "في الوقت الذي تبتسم فيه تذكر أن هناك من يبكي في سورية، وفي الوقت الذي تنظر به إلى طفلك تذكر أن هناك أكثر من 3500 طفل شهيد في سورية، وفي الوقت الذي تكونون فيه مع عائلاتكم تذكروا أن هناك أكثر من مليوني سوري مشرد وأكثر من 100 ألف شهيد، وفي الوقت الذي تذهب فيه للحديقة للنزهة تذكر أن هناك أكثر من 250 ألف معتقل في سجون بشار الأسد، وفي الوقت الذي تجلس فيه على مائدة الطعام تذكر أن هناك مدن محاصرة لا تدخلها ذرة قمح واحدة، عندما ترسل طفلك إلى المدرسة تذكر أن أطفالنا بلا مدارس، وعندما تخرج من عملك إلى المنزل تذكر أن هناك أناس كثر اعتقلوا على حواجز الموت التي ينشرها نظام الأسد في المدن السورية كافة".
وينهي النشطاء بيانهم بالقول "وقوفكم إلى جانبنا يدعم ثورتنا العادلة ويحد من إجرام نظام بشار الأسد، ساعدونا في إيقاف آلة القتل ضدنا".
ويقول مسؤول الحملة في منظمة "وفاق" أيمن محمد "نتمنى أن يصل صوتنا للشرفاء في العالم كلهم، ونتمنى منهم المشاركة في هذا الاعتصام بهدف الضغط السياسي على الدول الخمسة دائمة العضوية في مجلس الأمن ودفعهم للضغط على النظام لرحيله".
ويضيف "ترجمنا بياننا للغات كلها بهدف إيصال صوتنا للعالم، ونطلب من السوريين الأحرار الموجودين في أي دولة بنشر البيان على صفحات موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، كما نطالب إخواننا الأكراد بمساعدتنا في تنظيم هذه الوقفة الاعتصامية أمام مباني الأمم المتحدة لما لهم من تأثير ووجود في الدول جميعها وبخاصة أوروبا".
ويقول الناشط باسم الموسى "نحن في أمس الحاجة لمثل هذا الاعتصام؛ فالنظام يضرب حمص بأنواع الأسلحة كافة في ظل صمت عالمي وغطاء روسي، دعوتنا هذه انطلقت من الداخل الذي تزداد معاناته في كل لحظة يغفل فيها نشطاء العالم ومسؤولي منظمات حقوق الإنسان والمنظمات الأممية من النظر إلينا"، ويضيف "كما تأتي هذه الدعوة للاعتصام لكي يعلم العالم أن ثورتنا سلمية والنظام من دفع نحو السلاح عبر استهدافنا وقتلنا وتشريدنا بكافة أنواع الأسلحة، نادينا وهتفنا كما أي شعب يطالب بالحرية والكرامة فجوبهنا بالرصاص والمدافع والصواريخ والسبب عجز حكوماتكم عن إيقاف آلة القتل ضدنا".
فيما يتمنى أحد مؤسسي منظمة أحرار جرابلس اسماعيل عبد الحسين أن يساهم الإعلام العربي والعالمي بتغطية إعلامية مكثفة لهذه الحملة والتعريف بها كونها سلمية وهدفها سامي ألا وهو وقف آلة القتل ضد أبناء الشعب السوري، يقول عبد الحسين "نعول خيراً على الوسائل الإعلامية في تغطية الحملة سواء بالدعوة لها أو تغطيتها يومي حدوثها". وينهي بالقول "الشعب يعاني على طول سورية وعرضها، دعوتنا لهذا الاعتصام تنطلق من إيماننا بمدى تأثيره على الأحرار في دول العالم كلها، وإيماننا أكبر بمشاركتهم إلى جانبنا والمساهمة في إنهاء معاناة شعبنا الذي عانى الأمرين خلال أكثر من عامين من القتل العشوائي والدمار والخراب والتشرد الذي حل في المناطق الثائرة على النظام".
وتأتي دعوة النشطاء للاعتصام بعد أن شعروا بفشل الائتلاف بتحقيق أهداف ثورتهم، والضغط عليه للعودة إلى الداخل والانطلاق من الداخل، والشعور بمعاناة الناس وليس من فنادق وإملاءات لا تمثل أهداف الثورة التي خرج الشعب السوري ودفع ثمنها موتاً ودماراً وتشريداً.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر