عمّان - أ ف ب
يبدأ وزير الخارجية الامريكي جون كيري اليوم الخميس محادثات مكثفة تستمر يومين مع القادة الإسرائيليين والفلسطينيين معولا على رغبتهم في السلام ومشددا على ضرورة ان يحققوا تقدما في وقت قريب.
ويتناول كيري خلال زيارته الخامسة في غضون أشهر الغداء مع العاهل الاردني الملك عبد الله الثاني في عمان حيث وصل الاربعاء، ثم العشاء في القدس مع رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو.
ويعود كيري إلى عمان لتناول الغداء الجمعة مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس.
وحذر مسؤولون أميركيون من الافراط في الحديث عن احراز اختراقات فورية. لكن كيري وعد بالتحلي بالصبر محذرا في الوقت نفسه من ان الجمود الطويل في احد اعقد النزاعات في العالم لا يمكن ان يستمر.
وقال كيري الاربعاء في الكويت قبل أن تقلع طائرته إلى الأردن "الوقت يقترب من مرحلة نحتاج فيها للتقييم"، داعيا الى العمل "بأسرع ما يمكن".
ويدرك كيري الذي يرفض تحديد موعد نهائي، تماما المخاطر التي تترتب على عدم احراز اي تقدم بحلول ايلول/سبتمبر وخصوصا امكانية قيام الرئيس عباس بحشد الرأي العام الدولي ضد اسرائيل في الاجتماع السنوي للجمعية العامة للامم المتحدة.
وقال كيري " نحن بحاجة، قبل حلول ايلول/سبتمبر وبوقت طويل، الى اظهار نوع من التقدم بطريقة ما لأنني لا أعتقد أن لدينا متسعا من الوقت".
واضاف ان "الامر ملح لان الوقت عدو لعملية السلام ومرور الوقت قد يسمح لاناس لا يرغبون في تحقيق شئ بملىء الفراغ".
وتواجه مهمة كيري تحديات واضحة كان آخرها منح لجنة تخطيط اسرائيلية تابعة لبلدية القدس الاربعاء موافقة نهائية على بناء 69 وحدة سكنية استيطانية جديدة في مستوطنة هار حوما (جبل ابو غنيم) في القدس الشرقية المحتلة.
وقالت عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية حنان عشراوي الاربعاء لوكالة فرانس برس ان "اسرائيل تبعث برسالة وراء رسالة وراء رسالة لكيري مفادها ان الاستيطان هو ردها على كل مبادرة (سلام)".
واضافت "بعد ذلك يتم القاء اللوم على الفلسطينيين لعدم عودتهم للمفاوضات".
وانتقدت عشراوي غض الولايات المتحدة الطرف عن التصريحات والاجراءات الاسرائيلية.
ولم يكن رد فعل الولايات المتحدة تجاه اعلان اسرائيل بناء وحدات استيطانية جديدة قبيل زيارة كيري واضحا، مع عدم وجود رفض علني لهذه الخطوة.
وقال مسؤول بارز يرافق كيري، فضل عدم الكشف عن اسمه انه "من الواضح ان مثل هذه الخطوات لا تفيد عملية السلام ،لكننا لا نزال نأمل ان جميع الاطراف ستدرك الفرصة وضرورة العودة إلى طاولة المفاوضات".
وتعود اخر مفاوضات مباشرة بين الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي الى ايلول/سبتمبر 2010.
وتطالب السلطة الفلسطينية بوقف الاستيطان بشكل تام والاشارة الى حدود ما قبل الاحتلال الاسرائيلي للاراضي الفلسطينية في حزيران/يونيو 1967، كشرط للعودة الى المفاوضات.
في المقابل، يدعو نتانياهو الى مفاوضات على الفور لكن بدون "شروط مسبقة" في اشارة الى المطالب الفلسطينية التي يرفضها.
ويقول نتانياهو ان هدفه ليس فقط العودة الى المفاوضات بل المثابرة في المحادثات "للتعامل مع القضايا والتوصل الى اتفاق لحل القضايا الجوهرية للصراع".
واكد كيري ان كلا من نتانياهو وعباس ملتزم السلام لكنه اعترف بأن السياسيين المخضرمان يواجهان تحديات شاقة في اسرائيل والاراضي الفلسطينية.
ونتانياهو الذي توترت علاقته مع الرئيس باراك اوباما بسبب موقف الرئيس الاميركي من عملية السلام في فترة ولايته الأولى، شكل حكومة جديدة اثر انتخابات يناير/كانون الثاني مع تحالف يتخذ موقفا أكثر تشددا.
ويستعد نائب وزير الدفاع المتشدد داني دانون الذي قال في وقت سابق هذا الشهر ان التحالف سيعارض التحركات نحو دولة فلسطينية، لتولي مناصب رئيسية في حزب نتانياهو الليكود.
وتعهد كيري بالضغط وكلف مستشاريه بوضع خطة تنمية اقتصادية يأمل الجميع ان تغري الإسرائيليين والفلسطينيين للتوصل الى تسوية سلمية.
ويقول آرون ديفيد ميلر، الذي قضى 25 عاما كمستشار لوزراء خارجية واشنطن في المفاوضات العربية الإسرائيلية انه "لم يسبق ان رأيت احدا يتمتع بالثقة مثل كيري" حول عملية السلام.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر