القاهرة - وكالات
صرح البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية إن المسيحيين في مصر يشعرون بالتهميش والتجاهل والإهمال من جانب السلطات التي تقودها جماعة الإخوان المسلمين والتي تقدم تطمينات، لكن لم تتخذ أية إجراءات لحمايتهم من العنف. وقال البابا في أول مقابلة إعلامية له أمس 26 ابريل/نيسان منذ انتهاء اعتكافه بعد مقتل ثمانية اشخاص في عنف طائفي بين المسلمين والمسيحيين هذا الشهر، قال أن الروايات الرسمية عن الاشتباكات التي وقعت عند الكاتدرائية المرقسية بالقاهرة في السابع من أبريل هي "محض افتراء". ولدى حديثه عن مشاعر الأقباط، قال البابا تواضروس: "إنها مشاعر طبيعية، وهناك شكل من أشكال التهميش والاستبعاد، لكننا نحاول حل مشاكلنا في إطار الأسرة المصرية الواحدة، لأنه يهمنا كثيرا السلام الاجتماعي". وأشار البابا الى أن المسيحيين يشكلون 15 في المائة على الأقل من سكان مصر البالغ عددهم 84 مليون نسمة. وفي معرض رده على سؤال حول رد فعل الحكومة على أحداث العنف التي وقعت هذا الشهر قال باللهجة المصرية: "وصفناها بأنها سوء تقدير، وأيضا فيه تقصير. لما يبقى فيه مشاعر ملتهبة وقتلى وموتى بهذه الصورة من منطقة قليلة الخدمات (منطقة الخصوص) لازم اتوقع إن هيحصل حاجة. فيأخذ تأمين المكان وتأمين الجنازة صورة تانية". وقال البابا البالغ من العمر 60 عاما: "إن المشاعر أحيانا تكون طيبة من المسؤولين، لكن المشاعر لا تكفي، وإنما الأفعال. والأفعال بطيئة وربما قليلة وأحيانا غائبة". واضاف البابا إنه يشعر بالقلق لوجود مؤشرات على اتجاه بعض الأقباط الى الهجرة لأنهم يخشون النظام الجديد، موضحا أن آخرين يسافرون للخارج للدراسة أو البحث عن عمل او الانضمام لأسرهم. كما أكد البابا إنه على الصعيد العملي لم يحدث شيء لتحسين أوضاع الأقباط، وإن الأمر لم يتجاوز الوعود بالتحقيق في الوقائع وتقديم مرتكبيها للعدالة. وقال: "فيه وعود بإجراء تحقيقات كاملة وكشف المتورطين والمشاركين فيها والقبض عليهم وتقديمهم للعدالة. فيه وعود جيدة في هذا الأمر، وأعتقد ان فيه بعض الخطوات ابتدت يعني... أتمنى يكون فيه لغة جديدة في التعامل مع الأحداث أتمنى ذلك... الأيام بيننا". كما وجه البابا نقدا شديد لرواية نشرت على صفحة الفيسبوك الخاصة بعصام الحداد مستشار الرئيس مرسي للسياسية الخارجية عن اعمال العنف التي وقعت عند الكاتدرائية وقال إن هذا الكلام "مرفوض مية في المية". وأضاف: "السيد رئيس الجمهورية تحدث إلي في بداية الأحداث يطمئن فقط، وانا كنت في اسكندرية، لكن البيان الذي خرج من مكتبه وهم انكروه في الرئاسة، هذا البيان صدر بالإنجليزي(موجه) لوزارة الخارجية الأمريكية لتبرير موقفهم، لكن هذا البيان كله اكاذيب ولم يذكر الحقيقة". وكان بيان صدر عن مكتب الحداد(مستشار الرئيس) أفاد بأن المسيحيين هم من بدأوا الاشتباكات حين هاجموا سيارات امام الكاتدرائية اثناء تشييع جنازة قتلى أحداث الخصوص، وإنه تم استخدام اسلحة نارية وقنابل حارقة من داخل مجمع الكنيسة مما استفز قوات الأمن. وتابع البابا: "هم(المسيحيون) مش جايين يعملوا عنف.. هم جايين يعملوا واجب العزاء وخرجوا من الكنيسة فعلا. ابتدوا يتعرضوا لعنف وبالتالي الاقباط عملوا رد فعل. فيه فرق بين الفعل ورد الفعل". وقال البابا إنه لم يتم توجيه طلب للكنيسة لتقديم روايتها عن الأحداث للمسؤولين الحكوميين. ومن جهة ثانية عبر البابا عن استيائه من محاولات الحلفاء الإسلاميين للرئيس محمد مرسي إقالة آلاف القضاة الذين تم تعيينهم في عهد الرئيس المخلوع حسني مبارك، قائلا إن القضاء أحد أعمدة المجتمع المصري ويجب عدم المساس به.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر