تونس تبحث مع باريس تأثيرات قانون الهجرة الفرنسي على مواطنيها
آخر تحديث GMT 00:50:08
المغرب اليوم -

تونس تبحث مع باريس تأثيرات قانون الهجرة الفرنسي على مواطنيها

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - تونس تبحث مع باريس تأثيرات قانون الهجرة الفرنسي على مواطنيها

وزارة الخارجية التونسية
تونس ـ كمال السليمي

قالت وزارة الخارجية التونسية إنها بحثت التداعيات المحتملة لقانون الهجرة الفرنسي الجديد على أفراد جاليتها الموجودين بفرنسا، الذين يفوق عددهم مليون مهاجر. وأوضحت «الخارجية» أن الوزير نبيل عمار أثار خلال لقائه السفيرة الفرنسية لدى تونس آن جيجوان، الجمعة، موضوع القانون الجديد الذي اعتمده البرلمان الفرنسي، مضيفة أن الوزير شدد على «أهمية الحفاظ على مصالح مواطنينا». كما أكد «أهمية ضمان سهولة وسرعة عملية إصدار التأشيرات من قبل مصالح سفارة فرنسا بتونس».ويقيم أكثر من مليون و800 ألف مهاجر تونسي خارج البلاد، أغلبهم في دول الاتحاد الأوروبي، وفي مقدمتهم فرنسا، حيث يقيم هناك الآلاف في وضعيات غير قانونية. وتجري بالفعل عمليات ترحيل منظمة لتونسيين من فرنسا ودول أوروبية أخرى، من بينها أساساً إيطاليا وألمانيا، وهو ما أثار مخاوف عدد من السياسيين التونسيين، الذين قالوا إن ترحيل آلاف التونسيين إلى بلدهم الأم سيسبب للحكومة مشاكل هي في غنى عنها، خاصة أنها تجد نفسها اليوم عاجزة عن إيجاد وظائف لآلاف العاطلين عن العمل.

وتأتي مخاوف السلطات التونسية من قانون الهجرة الفرنسي الجديد، بعد أن تعهد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون قبل أيام باتباع «مسار جديد» لعام 2024، على أمل بثّ الحياة في فترة ولايته الثانية، التي تمتد لخمس سنوات، خصوصاً عبر طي صفحة قانون الهجرة الذي أثار أزمة سياسية داخل حزبه.وحاول ماكرون، الذي أضعفته العام الماضي المظاهرات التي رافقت تعديل نظام التقاعد، استعادة المبادرة غداة اعتماد قانون الهجرة الذي أدى إلى تشديد شروط استقبال الأجانب في فرنسا، ورحّب به اليمين واليمين المتطرّف. وتحدّث الرئيس الفرنسي في لقاء مع قناة «فرانس 5» عن مشروع قانون «شجاع»، واصفاً إياه بـ«الدرع» ضدّ الهجرة غير الشرعية. لكنه نفى أن يكون القانون، الذي تمّ تشديد بنوده بشكل كبير مقارنة بالمسودة الأولية، مستوحى من أفكار اليمين المتطرّف، خصوصاً فيما يتعلّق بالقيود المفروضة على الحصول على الخدمات الاجتماعية بالنسبة لبعض الأجانب. غير أن كثيرين رأوا في النص تكريساً لأفكار معيّنة تتوافق مع اليمين المتطرّف، وفي مقدّمته «التجمّع الوطني» بزعامة مارين لوبن، التي عدّت تبنّي القانون «انتصاراً آيديولوجياً».وأدى هذا القانون إلى إحداث شرخ في المعسكر الرئاسي، حيث صوّت 59 نائباً ضدّه، أو امتنعوا عن التصويت، ودفع وزير الصحة أوريليا روسو إلى الاستقالة. كما أثار احتجاجات داخل المنظمات غير الحكومية، وفي بعض الإدارات التي يتولّى اليسار إدارتها. بينما أعلن نحو 30 من هذه الهيئات أنّها لن تطبّق بعض أحكام القانون. ورداً على هذا القانون الجديد، قال المنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية، أبرز المنظمات التونسية التي تهتم بقضايا الهجرة، إن الإصلاحات الفرنسية والأوروبية لقانون الهجرة واللجوء «تمثل خطوة إلى الوراء وتعزز كراهية المهاجرين». وصدّقت الجمعية الوطنية في فرنسا على قانون يشدد شروط تسوية وضعية المهاجرين غير النظاميين، ويفرض أيضاً قواعد صارمة أمام المهاجرين المقيمين للم شمل عائلاتهم، وفي الحصول على المزايا الاجتماعية. كما أنهى المنح الآلي لجنسية البلد لأبناء المقيمين بطريقة قانونية، وربط ذلك بشروط. والأخطر من ذلك أنه يتيح إمكانية سحب الجنسية بتهمة «مخالفة مبادئ الجمهورية». وأضاف المنتدى، في بيان، أن هذا القانون «يعزز كراهية المهاجرين ويعاملهم بشكل تمييزي، ويهدد وضعية كل المهاجرين التونسيين في فرنسا، وليس فقط غير النظاميين».

وأشار إلى أن «فرنسا ومن خلال هذا القانون تحيد مجدداً عن الاتفاقيات الدولية، المتعلقة بحقوق الإنسان، التي تمثل فيها طرفاً فاعلاً، وعن الاتفاقيات الثنائية، التي تدعي تسهيل التنقل، وتنتهك مفهوم وقيم الحماية والمساواة والكرامة لجميع الأشخاص، بغض النظر عن جنسيتهم، أو أصلهم أو لون بشرتهم أو دينهم». وتابع المنتدى قائلاً: «ننظر بقلق جديد لوضع المهاجرين التونسيين في فرنسا، وندعو السلطات لبذل أقصى الجهود لحماية حقوقهم وكرامتهم».وتأتي الإصلاحات الفرنسية لقانون الهجرة بموازاة مع اتفاق أوروبي لمراجعة نظام الهجرة واللجوء، يسمح بإنشاء مراكز احتجاز على الحدود، وتسريع عمليات الترحيل لطالبي اللجوء المرفوضين. وفي هذا السياق، أشار المنتدى إلى أن هذا المقترح «يشجع مرة أخرى على تبني سياسة قمعية، ومقاربة أمنية ضد البشر المتنقلين، ويمثل خطوة أخرى إلى الوراء فيما يتعلق باحترام حقوق الإنسان وحقوق المهاجرين». وقال بنبرة متهكمة: «لطالما تشدق الاتحاد الأوروبي ودوله بتسهيل الهجرة المنظمة بديلاً للهجرة غير النظامية، ومقابل تعاون تونس في منع وصول المهاجرين إلى فضاء شنغن، لكن الواقع طالما كذب ذلك».

قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :

الخارجية التونسية عن تصريحات ممثل الشؤون الخارجية الأوروبية غير متناسبة

أحزاب تونسية تدعو السلطات إلى تحديد تحركات السفراء الأجانب

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تونس تبحث مع باريس تأثيرات قانون الهجرة الفرنسي على مواطنيها تونس تبحث مع باريس تأثيرات قانون الهجرة الفرنسي على مواطنيها



ياسمين صبري بإطلالات أنيقة كررت فيها لمساتها الجمالية

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 19:26 2024 الجمعة ,20 أيلول / سبتمبر

الفنان عمرو دياب يتألّق عند سفح أهرامات الجيزة
المغرب اليوم - الفنان عمرو دياب يتألّق عند سفح أهرامات الجيزة

GMT 10:36 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

أسرع طريقة للتخلص من كل مشاكل شعرك بمكوّن واحد

GMT 17:44 2017 الأربعاء ,27 كانون الأول / ديسمبر

المدرب دييغو سيميوني يحصد جائزة "غلوب سوكر ماستر كوتش"

GMT 03:05 2017 الثلاثاء ,04 تموز / يوليو

"سوق كوم" تندمج في "أمازون"

GMT 16:13 2017 الخميس ,07 كانون الأول / ديسمبر

الإعلان عن موعد قرعة دور الـ16 في دوري أبطال أوروبا

GMT 11:48 2016 السبت ,22 تشرين الأول / أكتوبر

مقتل شخصين وإصابة آخرين إثر حادث سير مروّع في الجديدة

GMT 21:38 2016 الإثنين ,17 تشرين الأول / أكتوبر

وفاة أقدم باندا عملاقة في العالم عن عمر 38 عامًا

GMT 13:04 2017 الجمعة ,06 تشرين الأول / أكتوبر

ليلى الطوسي تقدم الزي المغربي التقليدي بشكل عصري أنيق
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib