تتخذ المواجهات بين «حزب الله» وإسرائيل طابعاً تصاعدياً حيث تكثّفت وتيرة القصف الإسرائيلي على جنوب لبنان، وكانت المنازل هدفاً أساسياً مع تضرّر أكثر من 35 بيتاً، بعد ساعات على إعلان إسرائيل عن مقتل مدني في الشمال.
وأتى ذلك في وقت عبّر فيه رئيس بعثة قوة «الأمم المتحدة» المؤقتة في لبنان (اليونيفيل)، وقائدها العام أرولدو لاثارو، عن قلقه من استمرار تبادل إطلاق النار المكثف بين الطرفين عبر الخط الأزرق، ما تسبب في «أضرار جسيمة» للمدنيين.
وقالت «اليونيفيل»، في بيان، الجمعة، إن لاثارو أكد خلال اجتماعه مع رؤساء البلديات والسلطات الدينية من 7 بلديات في جنوب شرقي لبنان على أن «اليونيفيل» ستواصل دعم هذه المجتمعات وغيرها في جنوب لبنان، من خلال تلبية حاجاتهم الفورية والعاجلة والعمل على إعادة الهدوء والاستقرار إلى المنطقة.
وأضاف: «ندرك أن تبادل إطلاق النار قد فاقم الوضع الاقتصادي والمالي الذي تواجهه البلاد. ولا يمكننا أن نحلّ محل الحكومة اللبنانية أو المنظمات الإنسانية والتنموية، لكننا سنواصل القيام بكل ما في وسعنا، بينما نعمل على تهدئه التصعيد وإعادة الاستقرار إلى الخط الأزرق».
وأشار البيان إلى أن الوضع الحالي أدى إلى تفاقم الصعوبات الاقتصادية والاجتماعية للسكان، وقال إن حياة عشرات الآلاف انقلبت رأساً على عقب عندما غادروا القرى القريبة من الخط الأزرق، وهو الخط الفاصل بين لبنان وإسرائيل الذي رسمته «الأمم المتحدة» عام 2000.
والجمعة، أعلن الجيش الإسرائيلي أن مدنياً إسرائيلياً قتل ليلاً قرب الحدود اللبنانية في قصف صاروخي انطلاقاً من جنوب لبنان، مشيراً في الوقت عينه إلى أنه دمر بنى تحتية لـ«حزب الله». وقال، في بيان له: «أطلق إرهابيون ليلاً صواريخ مضادة للدبابات على منطقة هار دوف في شمال إسرائيل، ما أدى إلى إصابة مدني إسرائيلي كان يقوم بأعمال بنية تحتية في المكان، وأعلنت وفاته لاحقاً». وهار دوف هي التسمية الإسرائيلية لمزارع شبعا، المنطقة الحدودية المتنازع عليها بين إسرائيل وسوريا ولبنان.
وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن القتيل هو سائق شاحنة من عرب إسرائيل. وأوضحت الشرطة الإسرائيلية لوكالة الصحافة الفرنسية أنه لم يتم التعرف على هوية الضحية بشكل رسمي، لكن الجثة هي للشخص الوحيد الذي كان في الشاحنة.
وعلى إثر ذلك، ردّت إسرائيل بإطلاق مئات القذائف على المنطقة، وقالت «الوكالة الوطنية للإعلام» إن أطراف بلدة شبعا وكفرشوبا وحلتا تعرضت خلال ساعات الفجر وصباح الجمعة لأكثر من 150 قذيفة إسرائيلية بعد سلسلة غارات للطيران الإسرائيلي أدت إلى تدمير منزل في شبعا ومنزلين في كفرشوبا وأضرار في أكثر من 35 منزلاً.
وأفاد الجيش الإسرائيلي أن طائراته «قصفت أهدافاً لـ(حزب الله) في منطقة شبعا بجنوب لبنان، وخصوصاً قاذفة» صواريخ، إضافة إلى «بنى تحتية وموقع عسكري»، مشيراً إلى أن جنوده «قاموا بإطلاق النار لتبديد أي خطر في المنطقة».
وأعلن «حزب الله» عن تنفيذه كميناً لقافلة عسكرية، وقال في بيان له إن «المقاومة الإسلامية أعدت كميناً مركباً من الصواريخ الموجهة والمدفعية والأسلحة الصاروخية لقافلة مؤللة قرب موقع رويسات العلم في تلال كفرشوبا. وعند وصولها إلى نقطة المكمن، ليل الخميس، تمّ استهدافها بالأسلحة الموجهة والمدفعية والصاروخية، ما أدى إلى تدمير آليتين، وقد عمل العدو على إيجاد ساتر دخاني لسحب الخسائر».
وفي بيان آخر، قال «حزب الله» إنه «بعد رصدٍ دقيقٍ ومتابعة لتحركات قوات العدو الإسرائيلي على الحدود وأثناء دخول قوة منها إلى أول موقع المالكية، ليل الخميس، تمّ استهدافها بنيران المدفعية، وقد أُصيبت بشكلٍ مباشر».
وكان الطيران الإسرائيلي شنّ بعد منتصف الليل غارتين على بلدة حولا، استهدفت إحداهما منزلاً دمر بالكامل، كما استهدفت غارتان منزلين في بلدتي طيرحرفا وعيتا الشعب حيث هرعت سيارات الإسعاف، وتم إجلاء جريح جراء الغارة على طيرحرفا.
كذلك، سُجّل قصف مدفعي على باب الثنية في الخيام، كما تعرض محيط تلة حمامص لقصف مدفعي فجراً حيث سقطت 6 قذائف، وأغار الطيران الإسرائيلي على سيارة على طريق بلدتي الضهيرة والزلوطية، وسُجّل قصف لبلدتي يارين والجبين.
قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر