إيران تغرق في مزيد من الأزمات بعد حريق سجن «إيفين»
آخر تحديث GMT 06:43:46
المغرب اليوم -

إيران تغرق في مزيد من الأزمات بعد حريق سجن «إيفين»

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - إيران تغرق في مزيد من الأزمات بعد حريق سجن «إيفين»

حريق سجن إيفين
واشنطن - المغرب اليوم

أدّى الحريق الذي اندلع بسجن إيفين في طهران، مساء السبت، حتى صباح أمس (الأحد)، إلى مقتل 4 سجناء، وإصابة 61، وفق موقع «ميزان أونلاين» التابع للسلطات القضائية الإيرانية. لكن مصادر أخرى تحدثت عن أرقام أكثر من المعلنة، ما زاد في إشعال الأزمة التي تواجهها إيران منذ أكثر من شهر، حيث اشتعلت احتجاجات شعبية واسعة في عدد من المدن، بسبب وفاة الشابة الإيرانية مهسا أميني على أيدي «شرطة الأخلاق».

وقال موقع «ميزان أونلاين»، التابع للسلطات القضائية، إنّ «4 سجناء لقوا حتفهم بسبب استنشاق الدخان الناجم عن الحريق، وأصيب 61»، مضيفاً أن 4 من المصابين في «حالة خطرة»، فيما أعربت منظمات حقوقية عن مخاوف على حياة السجناء، بعد سماع طلقات نارية وانفجارات أثناء الحريق الذي اندلع داخل المجمع حيث شوهد الدخان والنيران يخرجان منه، حسبما أظهرت مقاطع فيديو نُشرت على مواقع التواصل الاجتماعي.

أميركا وفرنسا

من جانبها، حذّرت الخارجية الأميركية من أن إيران تتحمل مسؤولية سلامة المواطنين الأميركيين المحتجزين في سجن إيفين. وقال المتحدث باسم الخارجية الأميركية، نيد برايس، في تغريدة: «تتحمل إيران المسؤولية الكاملة عن سلامة مواطنينا المحتجزين من دون وجه حق، الذين يجب إطلاق سراحهم فوراً»، مضيفاً أن واشنطن تتابع بشكل عاجل التقارير عن الحادث.

كما أعلنت وزارة الخارجية الفرنسية أمس أن باريس تتابع «بأكبر قدر من الاهتمام» مصير الفرنسيين «المعتقلين قسراً» في سجن إيفين الذي يضم سجناء سياسيين وأجانب، بينهم الأكاديمية الفرنسية الإيرانية فاريبا عادلخاه. ويأتي الحريق، الذي أُلقي باللوم فيه على «أعمال شغب واشتباكات»، وتمّت السيطرة عليه لاحقاً وفقاً للسلطات، في وقت تشهد إيران احتجاجات واسعة، دخلت أسبوعها الخامس.

وأثارت وفاتها في 16 سبتمبر (أيلول) بعد 3 أيام على توقيفها أكبر موجة مظاهرات في إيران منذ احتجاجات عام 2019 ضد رفع أسعار الوقود. وسجن إيفين الواقع في شمال طهران، والمعروف بإساءة معاملة السجناء السياسيين، يضم سجناء أجانب وآلافاً ممن يواجهون تهماً جنائية. وأفادت تقارير بأنّ مئات ممن اعتُقلوا خلال المظاهرات أودعوا فيه.

وقالت مجموعة «حقوق الإنسان في إيران» التي مقرها في أوسلو: «لا نقبل التفسيرات الرسمية»، مضيفة أنها تلقت تقارير تفيد أن حراساً سعوا إلى «تحريض» السجناء.

وقال هادي قائمي، مدير مركز حقوق الإنسان في إيران، الذي يتخذ من نيويورك مقراً: «السجناء وبينهم السجناء السياسيون لا يملكون وسائل للدفاع عن أنفسهم داخل هذا السجن»، معبراً عن قلقه من تعرضهم للقتل. وقالت مجموعة «حرية التعبير - المادة 19» إنها سمعت بتقارير عن قطع اتصالات الهاتف والإنترنت في السجن، وإنها «قلقة جداً على سلامة سجناء إيفين».

سجينة سابقة

من جهتها، كتبت الناشطة الحقوقية الإيرانية، أتنا دائمي، التي كانت سجينة في إيفين لفترة طويلة، على «تويتر»، أنه في الساعات الأولى من الأحد شوهدت عدة حافلات وسيارات إسعاف تغادر السجن. وأفاد موقع «ميزان أونلاين»، في وقت متأخر من السبت، أنّه تم إخماد الحريق في السجن. ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية عن المدعي العام في طهران أن هذه الاضطرابات «ليست لها علاقة بأعمال الشغب الأخيرة في البلاد». وقال موقع «ميزان» إنّ السجناء الأربعة الذين ماتوا كانوا قد أدينوا بتهمة السرقة.

ويضم سجن إيفين سجناء أجانب، بينهم الأكاديمية الفرنسية الإيرانية فاريبا عادلخاه، والمواطن الأميركي سياماك نمازي، الذي قالت عائلته إنه أعيد إلى إيفين هذا الأسبوع، بعد فترة إفراج موقت، وفق ما ذكرت وكالة الصحافة الفرنسية.

وقال جاريد جنسير، محامي نمازي في الولايات المتحدة، إنّه تحدّث إلى عائلته، وإنه لم يصب بأذى. وقالت الأكاديمية الأسترالية، كايلي مور غيلبرت، التي احتجزت في إيفين لأكثر من 800 يوم، سجنت فيها في إيران، إن أقارب سجينات سياسيات معتقلات هناك أكدوا لها أن «كل النساء في جناح السجينات السياسيات في إيفين سالمات وبأمان». وأفاد داعمون للسجين الأسترالي مسعود مصاحب أنه يعاني تداعيات تنشقه الدخان والغاز المسيل للدموع. وكتبوا على حسابهم على «تويتر» أنه «بالكاد يستطيع الكلام».

وقال حسين صادقي، والد الناشط الحقوقي أراش صادقي، الذي اعتقل قبل بضعة أيام، إنه لم يتلقَ أي معلومات عن نجله، مضيفاً: «نحن قلقون بشدة على وضعه».

وأفادت تقارير أن المخرج الإيراني المعارض جعفر بناهي صاحب الجوائز السينمائية الدولية والسياسي الإصلاحي مصطفى تاج زاده محتجزان أيضاً في إيفين.

وأُطلق على السجن لقب «جامعة إيفين» بسبب العدد الهائل من المثقّفين المحتجزين فيه.

مظاهرات تضامن مع السجناء

وشددت الأمينة العامة لمنظمة العفو الدولية، أنييس كالامار، على أنه «من واجب السلطات الإيرانية القانوني أن تحترم حياة جميع السجناء، وتتولى حمايتها». وأفادت مجموعات حقوقية عن مظاهرات تضامناً مع سجناء إيفين في طهران ليلاً، بعدما نزل متظاهرون غاضبون إلى الشوارع السبت، رغم انقطاع الإنترنت. وتتقدم الشابات الإيرانيات الموجة الحالية من احتجاجات الشوارع، وهي الأضخم من نوعها التي تشهدها البلاد منذ سنوات.

وهتفت نساء غير محجبات «على الملالي الرحيل» في كلية «شريعتي التقنية والمهنية» في طهران، وفق ما أظهر مقطع فيديو، تم تداوله عبر الإنترنت على نطاق واسع. وغرب طهران، ألقى محتجون مقذوفات على قوات الأمن بالقرب من دوار رئيسي في مدينة همدان، وفق صور تحققت منها وكالة الصحافة الفرنسية. وقُتل ما لا يقل عن 108 أشخاص في الاحتجاجات على وفاة أميني، كما قتل ما لا يقل عن 93 آخرين في اشتباكات منفصلة في زاهدان في محافظة سيستان بلوشستان، وفقاً لمنظمة حقوق الإنسان في إيران.

ونقلت وكالة أنباء «إرنا» الرسمية عن قيادي في «الحرس الثوري» قوله إن 3 من أفراد الباسيج (قوات التعبئة في الحرس) قتلوا، وأصيب 850 بجروح في طهران منذ بدء «الفتنة».

وأثارت حملة القمع إدانات دولية وعقوبات على إيران من بريطانيا وكندا والولايات المتحدة. واتفقت دول الاتحاد الأوروبي هذا الأسبوع على فرض عقوبات جديدة، ومن المقرر أن تقرّ هذه الخطوة في اجتماع وزراء خارجية التكتل، الاثنين، في لوكسمبورغ. وأكدت إيران، يوم الأحد، على لسان المتحدث باسم وزارة الخارجية، أنها أقوى من أن تتأثر بتصريحات الرئيس الأميركي جو بايدن الداعمة للاحتجاجات التي أعقبت وفاة الشابة مهسا أميني. وقال ناصر كنعاني، عبر «إنستغرام»، إن «إيران أقوى بكثير من أن تزعزع إرادتها التدخّلات... من سياسي تعب من القيام بأعمال غير مثمرة في السنوات الماضية».


قد يهمك أيضاً :

تواصل المجهودات في العرائش لاحتواء حريق غابة آل سريف

اندلاع حريق مهول بغابة جبل "أغندرو" في دائرة كتامة ضواحي الحسيمة المغربية

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إيران تغرق في مزيد من الأزمات بعد حريق سجن «إيفين» إيران تغرق في مزيد من الأزمات بعد حريق سجن «إيفين»



الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

عمان - المغرب اليوم

GMT 15:56 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

الوجهات السياحية المفضلة للشباب خلال عام 2024
المغرب اليوم - الوجهات السياحية المفضلة للشباب خلال عام 2024

GMT 17:41 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

لا تتردّد في التعبير عن رأيك الصريح مهما يكن الثمن

GMT 08:33 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الحوت الجمعة 30 تشرين الثاني / أكتوبر 2020

GMT 16:23 2020 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

يحاول أحد الزملاء أن يوقعك في مؤامرة خطيرة

GMT 18:27 2017 الأربعاء ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

ميداليتان للجزائر في الدورة المفتوحة للجيدو في دكار

GMT 17:40 2019 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

نجم ليفربول يشعل مواقع التواصل بمبادرة "غريزية" غير مسبوقة

GMT 14:14 2018 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

متزوجة تعتدي على فتاة في مراكش بسبب سائح خليجي

GMT 10:41 2018 الجمعة ,26 كانون الثاني / يناير

عروض فرقة الفلامنكو الأندلسية على مسرح دونيم الفرنسي

GMT 16:22 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

جدول أعمال مجلس الحكومة المغربية في 25 كانون الثاني

GMT 16:46 2018 الجمعة ,05 كانون الثاني / يناير

سقوط بالون طائر يحمل عددًا من السائحين في الأقصر

GMT 00:22 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

نيرمين الفقي تكشف سبب مشاركتها في مسلسل "أبوالعروسة"

GMT 02:12 2017 الثلاثاء ,19 كانون الأول / ديسمبر

سعر الدرهم المغربي مقابل الدولار الأميركي الثلاثاء

GMT 21:04 2017 الجمعة ,08 كانون الأول / ديسمبر

أولمبيك خريبكة يستعيد نغمة الانتصارات ويؤزم وضعية تطوان

GMT 13:54 2015 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

بيتزا بيتي محشية الأطراف

GMT 19:50 2015 الأربعاء ,04 آذار/ مارس

10 أشياء غريبة يحبها الرجل في المرأة
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib