في اليوم الثاني من الهدنة الروسية المعلنة من جانب واحد في مدينة حلب في شمال سوريا، لم يسجل عبور مدنيين او مقاتلين أو جرحى من الاحياء الشرقية المحاصرة من قوات النظام السوري الى خارجها.
وحتى ظهر الجمعة، لم يُسجل خروج اي من المدنيين او المقاتلين من الاحياء الشرقية عبر الممرات الثمانية التي حددتها موسكو، بحسب ما ذكر المرصد السوري لحقوق الانسان والتلفزيون السوري الرسمي، فيما عبرت الامم المتحدة عن املها في اجلاء الجرحى اعتبارا من اليوم.
وأكد مصور لوكالة فرانس برس جال على معبري الكاستيلو (شمال) والهال (وسط) المخصصين للمقاتلين ومن يرغب من المدنيين من جهة النظام انه لم يشاهد اي حركة عبور.
وكان الجيش الروسي اعلن تنفيذ هدنة ليوم واحد لمدة 11 ساعة في حلب، قبل ان يعلن عصر الخميس تمديدها لمدة 24 ساعة اضافية بهدف افساح المجال امام خروج المدنيين ومن يرغب من المقاتلين عبر ممرات آمنة.
وأوقفت الطائرات الروسية والسورية قصف الاحياء الشرقية الواقعة تحت سيطرة فصائل المعارضة منذ صباح الثلاثاء.
وقال مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن الجمعة لوكالة فرانس برس "لا حركة على المعابر من الاحياء الشرقية ولم يسجل خروج اي من السكان او المقاتلين حتى الان".
واظهرت كاميرات وضعها الجيش الروسي وتبث مباشرة عبر الموقع الالكتروني لوزارة الدفاع، انعدام الحركة على معبر سوق الهال (بستان القصر - مشارقة)، في حين توقف عدد من سيارات الاسعاف عند معبر الكاستيلو وشاحنات فارغة قرب سواتر ترابية، بالاضافة الى عدد من الجنود.
وتخلل اليوم الاول من الهدنة الخميس اندلاع اشتباكات متقطعة وتبادل قصف المدفعي، وفق ما افاد مراسل فرانس برس في الاحياء الشرقية والاعلام الرسمي.
واتهم وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الخميس مقاتلي المعارضة بانهم "يخرقون وقف اطلاق النار ويعوقون اجلاء السكان".
واشار لافروف خلال محادثة هاتفية مع نظيره الاميركي جون كيري، وفق وزارة الخارجية، الى ان "المدنيين وكذلك عناصر الجماعات المسلحة غير الشرعية (فصائل المعارضة المسلحة) كانت لديهم إمكانية لمغادرة المدينة بأمان".
وشهدت الاحياء الشرقية منذ 22 ايلول/سبتمبر وحتى مطلع الاسبوع الحالي هجوما لقوات النظام تزامن مع غارات روسية وسورية كثيفة. ويعيش نحو 250 الف شخص في شرق حلب في ظروف انسانية صعبة في ظل تعذر ادخال المواد الغذائية والادوية والمساعدات منذ ثلاثة اشهر.
ومع تمديد الهدنة، تأمل الامم المتحدة ان تتمكن من اجلاء الدفعة الاولى من الجرحى من الاحياء الشرقية بدءا من اليوم، وفق ما اعلن رئيس مجموعة العمل حول المساعدة الانسانية في سوريا يان ايغلاند الخميس.
وقال ان الامم المتحدة حصلت على موافقة روسيا والنظام السوري و"مجموعات مسلحة في المعارضة" لتنفيذ ذلك، املا ان تستمر الهدنة لفترة اطول ليتم نقل المساعدات الانسانية الى شرق حلب.
انتقد الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية والفصائل المعارضة في حلب مبادرة الامم المتحدة التي "لم تتضمن دخول أي مساعدات إنسانية، وتقتصر على إخراج حالات حرجة مع مرافقين، وسط ضغوط أمنية وعسكرية وإعلامية" من روسيا والنظام السوري.
وقالت في بيان مشترك ان ذلك "يجعل المبادرة قاصرة، ويساهم في إخلاء المدينة بدلا من تثبيت أهلها في مناطقهم"، منتقدة تحول الامم المتحدة الى "أداة في يد روسيا".
ولم تدخل اي مساعدات انسانية الى الاحياء الشرقية منذ السابع من تموز/يوليو الماضي.
واقر الامين العام للامم المتحدة بان كي مون الخميس في جلسة غير رسمية للجمعية العامة للأمم المتحدة مخصصة لحلب، "الجوع استخدم كسلاح" منذ بدء الهجوم على الاحياء الشرقية، مشيرا الى ان "الحصص الغذائية (هناك) ستنفد في نهاية هذا الشهر".
وطالب بتأمين "وصول المساعدات الإنسانية بالكامل" إلى شرق حلب.
ودان بشدة النتائج "الرهيبة" للقصف الروسي والسوري على شرق حلب، مشيرا الى مقتل نحو 500 شخص ربعهم من الأطفال واصابة ألفين آخرين بجروح منذ بدء الهجوم.
وانتقد السفير الروسي فيتالي تشوركين كيف ان الامين العام "لم يقل كلمة واحدة حول المنظمات الإرهابية"، ما دفع السفيرة الأميركية سامانثا باور الى الرد قائلة ان "الإرهابيين ليسوا هم من يسقطون قنابل على المستشفيات ومنازل المدنيين في شرق حلب ، إنه نظام الأسد وروسيا".
وفي بروكسل، لوح الاتحاد الاوروبي بفرض عقوبات على موسكو من دون ان يذكرها بالاسم. وبحث المجتمعون، بحسب مسودة اتفاق حصلت عليها وكالة فرانس برس، "كل الخيارات بما يشمل عقوبات اضافية" تستهدف "الجهات الداعمة لنظام" الرئيس السوري بشار الاسد.
واعلن الامين العام لحلف شمال الاطلسي ينس ستولتنبرغ من جهته الخميس ان مجموعة السفن العسكرية الروسية وبينها حاملة طائرات والمتجهة الى شرق البحر المتوسط قد تشن هجمات على مدينة حلب المحاصرة.
من جهة اخرى، ندد الجيش السوري في بيان ليل الخميس بما وصفه بـ"العدوان السافر" للجيش التركي، الذي اعلن تنفيذ غارات استهدفت ليل الاربعاء الخميس بلدات عدة في ريف حلب الشمالي الشرقي.
وحذر من أن "أي محاولة لتكرار خرق الاجواء السورية من قبل الطيران الحربي التركي سيتم التعامل معه بجميع الوسائط المتاحة".
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر