استأنف التحالف العربي بقيادة السعودية للمرة الاولى منذ ثلاثة اشهر، استهداف محيط صنعاء التي يسيطر عليها المتمردون، بعد ايام من تعليق مشاورات السلام التي ترعاها الامم المتحدة بين طرفي النزاع.
وبدأ التحالف في آذار/مارس 2015 عملياته دعما للرئيس عبد ربه منصور هادي، ضد الحوثيين وحلفائهم الموالين للرئيس السابق علي عبدالله صالح الذين يسيطرون على صنعاء منذ ايلول/سبتمبر 2014.
وتراجعت حدة العمليات العسكرية منذ نيسان/ابريل تزامنا مع بدء مشاورات السلام في الكويت، والتي رافقها وقف هش لاطلاق النار. الا ان المشاورات علقت في السادس من آب/اغسطس مدة شهر، في ظل عدم توصل الجانبين لاختراق جدي على طريق الحل.
واكد المتحدث باسم التحالف اللواء الركن احمد عسيري استئناف التحالف غاراته على مواقع تابعة للمتمردين قرب العاصمة.
وقال الضابط السعودي لوكالة فرانس برس ان التحالف "يقدم اسنادا جويا للجيش اليمني الشرعي" في اشارة للقوات الموالية لهادي، عبر استهداف "مواقع وتجمعات للميليشيات (...) في محيط صنعاء".
وشدد عسيري على ان الطيران لم يستهدف داخل صنعاء.
الا ان سكانا ومتمردين قالوا ان بعضا من الغارات التي بدأت منتصف الليل واشتدت كثافتها صباح الثلاثاء، استهدف احياء في صنعاء.
واوردت وكالة "سبأ" التي يسيطر عليها المتمردون، ان التحالف "شن (...) صباح اليوم عدة غارات على احياء بالعاصمة صنعاء".
وقال المتحدث باسم جماعة "انصار الله" (التسمية الرسمية للحوثيين) محمد عبد السلام عبر صفحته على موقع "فيسبوك"، "دشن العدوان (...) الثلاثاء بارتكاب جرائم بشعة باستهداف مصنع للمواد الغذائية وسط العاصمة صنعاء مخلفا شهداء وجرحى بينهم نساء وأطفال".
وافاد سكان عن تضرر مصنع ل"التشيبس" قريب من مركز صيانة معدات عسكرية، مشيرين الى انتشال ست جثث من هذا المصنع.
وتوقفت الغارات في محيط صنعاء منذ ما بعد انطلاق المشاورات في 21 نيسان/ابريل، والتي ترافقت مع وقف اطلاق النار بين المتحاربين.
واكد عسيري انه خلال "الاشهر الثلاثة الماضية، كان ثمة هدنة مشوبة بالحذر من الجميع (...) احترمها التحالف لانجاح المشاورات في الكويت"، مضيفا انه في ظل "تزايد الخروقات" من المتمردين وبعد انتهاء المشاورات "طبيعي ان تعود +عملية اعادة الامل+ (الاسم الذي يطلق على عمليات التحالف في اليمن) لاستهداف" مواقعهم.
واعلن المبعوث الخاص للامين العام للامم المتحدة اسماعيل ولد الشيخ احمد السبت تعليق المشاورات، مؤكدا موافقة الطرفين على العودة الى طاولة المفاوضات بعد شهر.
وشهدت اشهر التشاور تباينات بين طرفي النزاع حول اولويات الحل. ففي حين تشدد الحكومة على ضرورة انسحاب المتمردين من المدن وتسليم الاسلحة الثقيلة قبل مباشرة مسار الحل السياسي، يصر هؤلاء على تشكيل حكومة وحدة وطنية تتولى الاشراف على الاجراءات.
وتقدم ولد الشيخ احمد قبيل تعليق المشاورات، باقتراح اتفاق يشمل انسحاب المتمردين من بعض المناطق وتسليم السلاح، وحل مجلس سياسي شكله الحوثيون والموالون لصالح لادارة اليمن.
ووافقت الحكومة على المقترح الذي لم يحظ بتأييد من المتمردين.
- اغلاق مطار صنعاء -
وانعكس استئناف القصف الجوي على الحركة المحدودة اصلا في مطار صنعاء، والذي اغلق 72 ساعة على الاقل بطلب من التحالف.
واكد عسيري ان ذلك يأتي "حفاظا على سلامة الطائرات"، وحتى "يعاد تنظيم" حركة الطائرات القادمة والمغادرة علما ان استخدام المطار يقتصر على الخطوط الجوية اليمنية وطائرات الامم المتحدة.
واوضح عسيري ان استئناف عمليات طيران التحالف يتطلب اصدار "تصاريح ومواقيت محددة" لاي طيران يعتزم استخدام مطار صنعاء.
واكد مدير المطار خالد الشايف اغلاق المطار بطلب من التحالف.
وحال اغلاق المطار دون عودة وفد المتمردين الى صنعاء.
وقال عبد السلام عبر "فيسبوك" انه "في تصرف غير مسؤول منعت السلطات السعودية طائرة الوفد الوطني التي كان من المقرر لها مغادرة مسقط الى العاصمة صنعاء كما تجري العادة منذ بدء المشاورات عبر التنسيق المباشر مع الأمم المتحدة".
اضاف "تم تأجيلها إلى ما بعد 72 الساعة القادمة".
وادى النزاع الى مقتل اكثر من 6400 شخص منذ آذار/مارس 2015، بحسب الامم المتحدة.
كما افادت جماعات جهادية كتنظيم القاعدة وتنظيم الدولة الاسلامية من النزاع بين الحكومة والمتمردين، لتعزيز نفوذها في جنوب البلاد.
والثلاثاء، افاد مسؤول امني عن انسحاب عناصر القاعدة من عزان، ثاني كبرى مدن محافظة شبوة الجنوبية، بعد غارات للتحالف.
وافاد سكان ان الجهاديين انسحبوا في اتجاه مناطق اخرى من شبوة.
وبدأ التحالف في الاشهر الماضية باستهداف الجهاديين في جنوب اليمن، ما دفعهم الى التراجع في بعض المناطق، خصوصا مدينة المكلا ومناطق في ساحل محافظة حضرموت (جنوب شرق).
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر