يجتمع عشرات من قادة دول العالم الجمعة في القدس وسط اجراءات امنية قصوى لتشييع الرئيس الاسرائيلي السابق شيمون بيريز الذي توفي الاربعاء عن 93 عاما.
ووصل الرئيس الاميركي باراك اوباما صباح الجمعة الى تل ابيب. وحطت الطائرة الرئاسية التي تقل ايضا وزير الخارجية الاميركي جون كيري بعيد الساعة الثامنة في مطار بن غوريون الذي يبعد نحو عشرة كيلومترات الى الشرق من تل ابيب.
وسيحضر الجنازة ايضا الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند والالماني يواكيم غازك وملك اسبانيا فيليبي السادس وولي العهد البريطاني الامير تشارلز وكذلك الرئيس الفلسطيني محمود عباس القيادي العربي الوحيد بهذا المستوى الذي سيشارك في التشييع.
وقد أعلنت مصر اول دولة عربية وقعت اتفاق سلام مع اسرائيل أن وزير خارجيتها سامح شكري سيشارك في الجنازة.
وستشكل جنازة حائز جائزة نوبل للسلام بعد توقيع اتفاقات اوسلو مع الفلسطينيين، على ما يبدو تجمعا استثنائيا لرؤساء دول وحكومات ووزراء ودبلوماسيين وشخصيات رسمية اخرى.
ولضمان امن هذا الحشد الذي سيتجمع في المقبرة الوطنية في جبل هرتزل، ستفرض السلطات الاسرائيلية اجراءات امنية استثنائية في هذه المناسبة التي تأتي قبل ايام من عيد رأس السنة اليهودية الذي يليه بعد عشرة ايام عيد الغفران.
ولم تشهد اسرائيل اي جنازة على مستوى دولي مماثل منذ جنازة رئيس الوزراء السابق اسحق رابين عام 1995 الذي اغتيل على يد ناشط في اليمين المتطرف معارض بقوة لاتفاق اوسلو الموقع بين اسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينية.
وتتحدث الشرطة الاسرائيلية عن عملية غير مسبوقة حشد لها ثمانية آلاف شرطي، بين قال جهاز الامن الداخلي المكلف حماية الشخصيات انه نشر مئات العناصر.
وكان جثمان بيريز سجي الخميس لأكثر من 12 ساعة الخميس امام مقر الكنيست في القدس ليتاح للاسرائيليين القاء النظرة الاخيرة عليه.
وسيلقي كل من اولاد بيريز الثلاثة والكاتب الاسرائيلي المعروف عاموس عوز والمسؤولين الاسرائيليين الكبار والرئيس الاميركي اوباما والرئيس الاميركي السابق بيل كلينتون كلمات تأبين لبيريز في الجنازة التي ستبدأ في تمام الساعة 9,30 صباحا بالتوقيت المحلي.
وبيريز هو الشخصية الاخيرة من جيل مؤسسي دولة اسرائيل وأحد المهندسين الرئيسيين لاتفاق اوسلو للسلام مع الفلسطينيين في 1993 الذي منح جائزة نوبل للسلام من اجله مع رئيس الوزراء حينذاك اسحق رابين الذي اغتيل في 1995 والزعيم الفلسطيني ياسر عرفات الذي توفي في 2004.
ويحمل الفلسطينيون بيريز مسؤولية عدد من العمليات العسكرية التي تمت خلال فترة ترؤسه الحكومة، بينها قصف اسرائيلي لقرية قانا في جنوب لبنان حيث قتل 106 مدنيين في 1996، ودفع الاستيطان في الاراضي الفلسطينية قدما.
واعلنت النائب في الكنيست الاسرائيلي عايدة توما الخميس ان النواب العرب من القائمة العربية المشتركة لن يشاركوا في مراسم وداع وجنازة بيريز.
وقالت ان بيريز "في النهاية تحدث عن السلام وهو صاحب مشروع اوسلو ووقع عليه، لكنه ايضا راعي الاستيطان اليهودي في الاراضي المحتلة، وصاحب فكرة مفاعل ديمونا والتسلح النووي، ومن ارتكب مجزرة قانا عام 1996 في جنوب لبنان".
من جهتها، دعت حركة حماس التي تسيطر على قطاع غزة عباس الى العدول عن المشاركة في جنازة بيريز، معتبرة ان ذلك سيشكل "خطوة ستوفر غطاء للاطراف الاخرى للهرولة السياسية وتشجيعاً لها للتطبيع مع الاحتلال" الاسرائيلي.
وكان بيريز في وسط المعارك الكبرى في تاريخ اسرائيل، وفي صلب سجالات عنيفة واكبت الحياة السياسية في هذا البلد. ويعتبره الاسرائيليون شخصية توافقية واحد حكماء البلاد، لكن الشارع الفلسطيني والعربي إجمالا يرى انه لا يختلف عن قادة اسرائيل الآخرين ويصفه بـ"المجرم".
في 1994، نال بيريز مع رابين وعرفات جائزة نوبل للسلام عن "جهودهم لإحلال السلام في الشرق الأوسط".
ويرتبط اسم بيريز ببداية الاستيطان في الضفة الغربية المحتلة وبقصف مخيم تابع للامم المتحدة في بلدة قانا بجنوب لبنان عام 1996 في مجزرة راح ضحيتها اكثر من مئة مدني.
وكان بيريز يصنف بين "صقور" حزب العمل، ووافق حين كان وزيرا للدفاع في السبعينات على بناء اولى المستوطنات اليهودية في الضفة الغربية المحتلة.
غير انه انتقل في ما بعد الى صفوف "الحمائم" ولعب دورا حاسما في ابرام اتفاقات اوسلو، في وقت كان اسحق رابين يشكك بقوة في العملية السلمية.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر