عثرت القوات العراقية المشاركة في عملية استعادة الفلوجة من تنظيم الدولة الاسلامية الاحد، على مقبرة جماعية قد تضم مئات الجثث، وفق ما اعلن عقيد في الشرطة.
واطلقت السلطات قبل اسبوعين هجوما كبيرا لاستعادة السيطرة على الفلوجة التي تعتبر احد المعاقل الرئيسية لتنظيم الدولة الاسلامية وتقع على بعد 50 كلم غرب بغداد.
ويحاول عناصر النخبة التابعون لقوات مكافحة الارهاب منذ ايام عدة التقدم للوصول الى وسط الفلوجة، لكن تقدمهم تباطأ بسبب مقاومة يبديها الجهاديون ووجود نحو خمسين الف مدني محاصرين منعهم تنظيم الدولة الاسلامية من الفرار.
واعلنت القوات العراقية السبت السيطرة التامة على ناحية الصقلاوية واحكام الطوق على الفلوجة وبدء التوغل في احياء هذه المدينة التي تعد المعقل الرئيسي لتنظيم الدولة الاسلامية في محافظة الانبار.
وعثرت القوات العراقية على المقبرة الجماعية في الصقلاوية، بحسب ما اوضح عقيد في شرطة محافظة الانبار.
وقال طالبا عدم كشف هويته ان "المقبرة الجماعية تضم نحو 400 جثة تعود لعسكريين. وهناك ايضا جثث لمدنيين".
واشار الى ان غالبية الضحايا قد يكونون قتلوا برصاص في الرأس، موضحا ان "القوى الامنية فتحت المقبرة الجماعية وبدأت نقل الجثث للتعرف الى هويتها".
وتعود الجثث بشكل اساسي الى جنود عراقيين قتلهم جهاديو تنظيم الدولة الاسلامية خلال سلسلة هجمات دموية استهدفت قواعد للجيش في هذه المنطقة.
- اعدام مدنيين -
ولفت العقيد الى ان "تنظيم الدولة الاسلامية اعدم العديد من العسكريين وكذلك المدنيين في هذه المنطقة اواخر العام 2014 وبداية العام 2015".
واكد راجح بركات عضو مجلس محافظة الانبار العثور على المقبرة، قائلا انها "تضم ايضا (جثث) مدنيين اعدمهم تنظيم الدولة الاسلامية بتهمة التجسس او عدم احترام قواعد التنظيم".
والاحد اشتبكت قوات النخبة العراقية مع الجهاديين في حيي الشهداء وجبيل الواقعين في جنوب الفلوجة.
وقال العميد عبد الوهاب السعدي قائد عملية استعادة الفلوجة "هناك مقاومة، لكنها اقل قليلا مما كانت عليه في الايام السابقة"، مشيرا الى ان القوات الحكومية لم تنجح بعد في دخول المدينة من الجهة الشمالية.
من جهته اعلن المجلس النروجي للاجئين الاحد ان تنظيم الدولة الاسلامية يستهدف مدنيين بالرصاص ويقتلهم خلال محاولتهم الفرار من مدينة الفلوجة.
واضاف المجلس في بيان ان "التقارير التي وردت من عائلات كنا نتواصل معها تشير الى ان مجموعات معارضة مسلحة استهدفت مدنيين يحاولون عبور نهر الفرات هربا من القتال".
وقال المجلس انه تم "اطلاق النار على عدد غير محدد من المدنيين الذين قتلوا خلال محاولتهم عبور النهر".
وفي عمليتهم لاستعادة السيطرة على الفلوجة، يتلقى عناصر الجيش والشرطة دعم قوات الحشد الشعبي التي تهيمن عليها ميليشيات شيعية شاركت في تطويق المدينة قبل أسبوعين لكنها بقيت خارجها حتى الآن تاركة لعناصر النخبة في قوات مكافحة الارهاب مهمة اقتحام المدينة.
- التحقيق في انتهاكات -
وقال القائد العسكري لقوات الحشد الشعبي ابو مهدي المهندس الاحد للصحافيين "اتممنا المهمة الموكلة الينا وهي تطويق الفلوجة، فيما اوكلت مهمة تحريرها الى قوات اخرى".
اضاف "نحن موجودون حتى الان في المنطقة وسنواصل دعم تلك القوات اذا حصلت عملية التحرير بسرعة. واذا عجزت عن تحريرها سندخل معها".
وتم اتهام الميليشيات الشيعية، الخاضعة في معظمها لسلطة بغداد لكن بعضها مرتبط مباشرة بايران، مرارا بتغذية الطائفية.
من جهة اخرى، اعلن متحدث باسم الحكومة العراقية الأحد أنها ستحقق في شبهات بحصول انتهاكات ترتكبها القوات الأمنية في سياق عملية استعادة الفلوجة.
وقال المتحدث باسم مكتب رئيس الوزراء العراقي سعد الحديثي إن حيدر العبادي أمر بتشكيل لجنة معنية بحقوق الانسان لـ"تشخيص أي خرق يحصل لتعليمات حماية المدنيين".
وأضاف أن العبادي أصدر "أوامر مشددة" بإحالة من يثبت قيامهم بتجاوزات على المحاكمة.
وعبر مسؤولون كثيرون، بينهم رئيس البرلمان العراقي سليم الجبوري، عن قلقهم إزاء تقارير عن انتهاكات ارتكبتها القوات المشاركة في عملية الفلوجة.
وقال الجبوري الخميس إن "هناك معلومات تشير الى بعض التجاوزات التي ارتكبها افراد في جهاز الشرطة الاتحادية وبعض المتطوعين أدت الى انتهاكات بحق مدنيين".
ولم يورد الجبوري تفاصيل عن هذه الانتهاكات، إلا أنه حض العبادي على "تعقب هذه الممارسات ومعالجتها بحزم وسرعة".
من جهته، حض المبعوث الأممي إلى العراق يان كوبيس في بيان الحكومة العراقية على إجراء "تحقيق شامل" حيال التقارير الواردة عن انتهاكات بحق المدنيين.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر