التهريب على الحدود الأفغانية الباكستانية يصل إلى نهاية الحقبة الذهبية
آخر تحديث GMT 13:29:03
المغرب اليوم -

التهريب على الحدود الأفغانية الباكستانية يصل إلى نهاية "الحقبة الذهبية"

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - التهريب على الحدود الأفغانية الباكستانية يصل إلى نهاية

حركة طالبان
الرباط - المغرب اليوم

كانت الأسواق المتخصصة عند الحدود الأفغانية الباكستانية تزخر في الماضي بالجزمات العسكرية والسترات الواقية من الرصاص وكل لوازم الجندي النموذجي، قبل بدء انسحاب القوات الأجنبية من أفغانستان الذي حرم المهربين من مصادر إمدادهم.وباتت القوات الأميركية والأطلسية على وشك استكمال انسحابها بحلول 31 غشت، بعد عشرين عاما من اجتياح أفغانستان بهدف الإطاحة بحركة طالبان من السلطة لرفضها تسليم زعيم تنظيم القاعدة في ذلك الحين أسامة بن لادن إثر اعتداءات 11 شتنبر.وعلى مدى هذين العقدين، زخرت الأسواق عند الحدود مع باكستان بأحدث اللوازم العسكرية والملابس، وحتى السلع الكمالية الموجهة إلى القواعد الأميركية التي كان بعضها مجهزا بكل الخدمات ووسائل الراحة.وبذلك، كانت هذه الأسواق مستمرة في تقليد طويل من التهريب في هذه المنطقة الحدودية على وقع الاجتياحات الأجنبية المتتالية.فأمنت الممرات الجبلية الفاصلة بين البلدين على مرّ العقود حماية للجيوش والمهربين والتجار الذين كانوا يتنقلون بين المنطقة وآسيا الوسطى.لكن في السنوات الأخيرة، واجه تجار الأسواق الحدودية صعوبات جراء الانسحاب التدريجي للقوات الأجنبية من أفغانستان وإقامة باكستان سياجا عند حدودها مع هذا البلد الممتدة على طول 2400 كيلومتر.وأوضح محبوب خان، تاجر في سوق سيتارا في مدينة بيشاور بشمال غرب باكستان، متحدثا لوكالة فرانس برس: “كانت السوق معروفة بهذه السلع الأميركية والأطلسية وكانت تغص بالزبائن”.

وأضاف: “أما الآن، فالحدود مغلقة بإحكام ولم تعد هذه السلع تصل، ما أضر بأعمالنا بشكل هائل”.وعوضا عن معدات الجيوش الغربية من نظارات الرؤية الليلية والسترات العسكرية، لم تعد هذه الأسواق تعرض سوى منتجات رخيصة الثمن من الصين أو جنوب شرق آسيا.يقول خان بأسف عن الحقبة التي تلت تدخل ائتلاف عسكري بقيادة الولايات المتحدة في أفغانستان عام 2001: “كانت تلك حقبة جيدة، حقبة ممتازة”.توقف تامكانت باكستان في ذلك الحين المركز اللوجستي للحرب في أفغانستان، فتصل آلاف الحاويات إلى مرفأ كراتشي (جنوب) الضخم محملة بالمعدات، قبل أن يتم نقل حمولتها في شاحنات إلى الحدود الأفغانية. وكانت حمولة تختفي أحيانا على الطريق أو تصل ناقصة إلى أفغانستان.كذلك، كان يتم السطو بكل بساطة على تجهيزات في مواقع المعارك ونقلها إلى مختلف نقاط العبور الحدودية. ويروي خان: “كانت هذه السوق من قبل مكتظة … أما الآن، فهي خالية، لا حشود ولا أي زبون”.

ولطالما كانت باكستان بفعل موقعها المجاور لأفغانستان وجهة لكل أنواع سلع التهريب، سواء السيارات الفخمة أو اللوازم المنزلية.وازدهرت السوق السوداء في هذا البلد حيث نسبة جباية الضرائب من الأدنى في العالم، واستفادت أسواق التهريب من عدم اكتراث قوات حفظ النظام.لكن في المناطق المحافظة المتشددة في شمال غرب باكستان حيث لا تزال النساء يرتدين البرقع ويحتفظ المتطرفون الإسلاميون بنفوذ كبير، كان ينظر باستياء أيضا إلى هذه الأسواق لأنها كانت تعرض أيضا أفلاما إباحية وأقراص فياغرا مزيّفة. لكن هذا لم يكن يثني الزبائن، فكان بعضهم يقصدها من مناطق نائية تتطلب رحلة تستمر ساعات.وقال محمد عفان في سوق سيتارا: “في آخر مرة، وجدنا سلعا للحلف الأطلسي هنا … كانت هناك حقائب للجيش الأميركي وأحذية. لكن كل هذا اختفى الآن، لم نعد نجد سوى أغراض محلية”، مشيرا إلى أن الأسعار أيضا ازدادت.وفي ظل الهجوم الذي تشنه حركة طالبان منذ مطلع ماي واحتلت خلاله العديد من المناطق الريفية وصولا أخيرا إلى عدد من عواصم الولايات، أغلقت الحدود بين البلدين.وقال التاجر ذبيح الله المولود في بيشاور غير أنه أفغاني الجنسية، إن الزبائن “لم يعودوا يقصدون” السوق، موضحا: “كانت إمدادات السلع من الحلف الأطلسي تتواصل من قبل، وكانت الحاويات تصل إلى هنا الواحدة تلو الأخرى. كل هذا توقف الآن”.

قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :

بعثات دبلوماسية في أفغانستان تدعو "طالبان" لوقف الهجمات العسكرية

مع إنسحاب القوات الاميركية من أفغانستان طالبان تسيطرعلى ثلثي البلاد وقاعدة بافران

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

التهريب على الحدود الأفغانية الباكستانية يصل إلى نهاية الحقبة الذهبية التهريب على الحدود الأفغانية الباكستانية يصل إلى نهاية الحقبة الذهبية



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ المغرب اليوم

GMT 15:24 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار لتوزيع قطع الأثاث حول المدفأة
المغرب اليوم - أفكار لتوزيع قطع الأثاث حول المدفأة

GMT 21:05 2019 الجمعة ,06 أيلول / سبتمبر

تنتظرك أجواء هادئة خلال هذا الشهر

GMT 04:31 2017 الجمعة ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

قلة تناول "أوميغا 3" يؤدي إلى ضعف السلوك الاجتماعي

GMT 23:34 2024 الثلاثاء ,22 تشرين الأول / أكتوبر

الذهب يلامس قمة جديدة والفضة عند أعلى مستوى في 12 عاما

GMT 06:11 2017 السبت ,17 حزيران / يونيو

تعرف على توقعات أحوال الطقس في طنجة السبت

GMT 15:38 2014 الإثنين ,08 كانون الأول / ديسمبر

فوائد الحلاوة الطحينية

GMT 06:15 2017 الأربعاء ,25 كانون الثاني / يناير

شركات الأقمشة تطرح تصميماتها الرائعة من حرير "الدمسق"

GMT 18:40 2016 الثلاثاء ,13 كانون الأول / ديسمبر

عمرو أديب يستضيف إسلام البحيري بعد العفو الرئاسي عنه

GMT 18:34 2016 الإثنين ,18 كانون الثاني / يناير

فلويد مايويذر يقوم بجولة يزور خلالها 8 مدن إنجليزية

GMT 19:41 2016 الخميس ,08 كانون الأول / ديسمبر

تسرّب الماء الصالح للشرب في مدينة بركان المغربية

GMT 03:47 2017 الخميس ,05 تشرين الأول / أكتوبر

جيهان السادات تنفي تورط مبارك في اغتيال الرئيس الراحل
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib