القاهرة - المغرب اليوم
قال الباحث والكاتب الصحفي المصري، مصطفى السعيد، إن هناك مؤشرات على الأرض تؤكد أن العالم يسير نحو حرب عالمية ثالثة لا تبقي ولا تذر، وأن كرة اللهب تتدحرج الآن نحو الهاوية.وأضاف متسائلا: "هل تبدأ أولى فصول الحرب العالمية الثالثة على أرض أوكرانيا، أم أن الحرب العالمية اندلعت بالفعل، وتتأهب للفصل الثاني؟".وتابع: "حلف الناتو يقول على لسان أمينه العام إن الحلف يسعى لتجنب الحرب المباشرة بين روسيا ودول الحلف، وكذلك المستشار الألماني شولتس، لكن ساحة القتال تشهد بأن الحرب العالمية قد بدأت بالفعل، فأسلحة حلف الناتو تتدفق من كل مكان إلى أوكرانيا، منظومات دفاع جوي وراجمات صواريخ ومدفعية ثقيلة وأنواع أخرى من الأسلحة، ومعها دعم لوجيستي بلغ حد إرسال حلف الناتو طائرات "أواكس" الأمريكية القادرة على الاستطلاع عن بعد وتوجيه الأسلحة إلى أهدافها بدقة"، فيما الطائرات تربض في مطارات رومانيا المجاورة لأوكرانيا.
وذكر أنه وخلال الأيام الماضية أعلنت الولايات المتحدة عن مقتل جندي أمريكي على جبهة دونباس، وأعلنت بريطانيا عن مقتل جنديين، وتقول روسيا إن آلاف البولنديين والبريطانيين يقاتلون في أوكرانيا.وأردف بالقول: "الحرب العالمية بدأت بالفعل، وكرة اللهب تتدحرج على الأراضي الأوكرانية، وجاءت الإعلانات المتوالية عن إرسال دبابات أمريكية من طراز "أبرامز"، وألمانية من طراز "ليوبارد"، وبريطانية من طراز "تشالينجر"، ومدرعات فرنسية من طراز "آماكس"، لتشكل مرحلة جديدة في الحرب، ردت عليها روسيا بإطلاق الفرقاطة الروسية الأميرال غورشكوف مناورة في المحيط الأطلسي، قبالة الشواطئ الأمريكية، لتطلق صواريخ "تسيركون" فرط الصوتية، الأسرع من الصوت بنحو 10 مرات، لتبعث برسالة سريعة وحادة إلى واشنطن بأن روسيا جاهزة لأبعد مدى يمكن أن تصل إليه الحرب، وأن الأراضي الأمريكية لن تكون بعيدة عن مرمى الصواريخ الروسية.
وتابع: "هكذا أصبحت المرحلة الثانية من الحرب العالمية المتدحرجة أمرا واقعا، لكن هل ستغير المدرعات الأمريكية والألمانية والبريطانية والفرنسية مسار الحرب في أوكرانيا.. العدد المعلن للدبابات لا يمكنه أن يحدث تأثيرا ملموسا، لكن إذا تلتها دفعات جديدة أكبر، فإن روسيا ستكون في حاجة للدفع بأعداد أضخم من دبابات "تي 90" المتطورة، وإن كانت روسيا تقلل من تأثير الخطوة الأطلسية، وتشير إلى أنها دمرت نحو أربعة 4 دبابة في أوكرانيا من طراز "تي 72" التي لا تقل كفاءة عن الدبابات التي قررت دول حلف الناتو إرسالها، وأن الدبابات الجديدة ستلقى نفس المصير".
وأفاد بأن هناك احتمالين يحملان مخاطر أكبر لتوسيع الحرب وتسعير نيرانها، الأول أن يكون ضيق الوقت أمام القوات الأوكرانية، وإلحاح رئيسها زيلينيسكي على سرعة إرسال الدبابات وبأعداد أكبر علما أن استيعاب الجنود الأوكران لكيفية عمل دبابات غربية ليست شبيهة بالدبابات السوفييتية التي اعتادوا عليها سوف يستغرق نحو شهرين أو أكثر، بينما الحرب تزداد ضراوة في الشرق الأوكراني، والقوات الأوكرانية تواجه ضغوطا قوية من القوات الروسية المتقدمة، ووضعها حرج للغاية بعد اختراق خطوط دفاعها وسيطرة القوات الروسية على مدن وبلدات ومساحات كبيرة".
وقال إن دول في حلف الناتو قد ترضخ وتلبي دعوات زيلينيسكي، وتنخرط في قتال مكشوف مع القوات الروسية، وهنا تدخل الحرب العالمية مرحلة أكثر خطورة.
وأوضح أن الاحتمال الثاني ألا تكون الدبابات المرسلة إلى أوكرانيا كافية لوقف زحف القوات الروسية، ويضطر حلف الناتو إلى إرسال طائرات مقاتلة وأسلحة أخرى، وهنا يكون الطريق معبدا أمام انتقال الحرب إلى مرحلة اللاعودة، وتبدأ حربا طاحنة يصعب تجنب تحولها إلى حرب نووية.
وبين أنه لا يمكن استبعاد أن تدخل دول جديدة لتحارب إلى جانب روسيا، مثلما تتحول أوكرانيا إلى محرقة لآلاف الجنود ومختلف الأسلحة من جنسيات مختلفة، والمرجح أن تنضم دول مثل كوريا الشمالية وإيران، وربما الصين في وقت لاحق إذا أفلتت زمام المواجهة، فالحروب يمكن التحكم في توقيت اندلاعها، لكن لا يمكن التنبؤ متى وكيف تنتهي، فالعالم منقسم بالفعل، وكل طرف مستعد إلى الانخراط في المجابهة، فالمناورات والتجهيزات ظلت تزداد طوال السنوات الأخيرة، والمناطق المرشحة للارتطام كثيرة.
وأجرت الولايات المتحدة وإسرائيل أكبر مناورة شاركت فيها الطائرات والبحرية تحاكي استهداف مواقع نووية إيرانية، ولأن التهديدات هذه المرة أكثر جدية من أي تهديدات سابقة، فإن روسيا أعلنت أنها ستمد إيران بمنظومات صواريخ "إس 400" وطائرات متطورة وأسلحة أخرى، لنصبح أمام جبهة لا تقل خطورة عن الساحة الأوكرانية، لأنها مليئة بالقواعد العسكرية، وآبار النفط والغاز، والقوات المتحفزة إلى الحرب، والأزمات السياسية المزمنة والمستحدثة، وكذلك الأوضاع متوترة للغاية في شرق آسيا، خاصة مع إعلان اليابان مضاعفة قدراتها العسكرية، وبلوغ المناوشات بين الكوريتين درجة الخطر بتبادل انتهاكات المجال الجوي، والمناورات الخطرة، بالإضافة إلى أزمة تايوان التي تحك أنف التنين الصيني المتحفز، وكل هذه المناطق المشتعلة أو الجاهزة للتفجير لا تجد من يسعى لطرح مبادرات تخفف من حدتها، وتوقف تدحرجها الذي يقترب من حافة الهاوية.
قد يهمك ايضاً
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر