الدوحة – المغرب اليوم
يقوم وفد من قطر الخيرية حاليا بزيارة ميدانية إلى معبر باب السلامة على الحدود السورية التركية لمتابعة توزيع المساعدات الإنسانية العاجلة التي بدأتها الجمعية قبل أسبوع ، ولتقييم حجم الاحتياجات للنازحين السوريين ، على ضوء زيادة تدفقهم بشكل كبير في الأيام الأخيرة بسبب مستجدات الأزمة، والقصف العنيف الذي يتعرض له المدنيون، خصوصا في ريفي حلب وإدلب، حيث زاد عددهم عند المعبر بحسب التقديرات على 120 ألف شخص.
وقال المدير التنفيذي لإدارة العمليات بقطر الخيرية فيصل راشد الفهيدة ورئيس الوفد، إن هذه الزيارة يقتضيها الواجب الإنساني؛ نظرا لحجم هذه الكارثة المتزايد وترجيح المراقبين بتواصل تدفق النازحين السوريين لمعبر باب السلامة بوتيرة متسارعة، بسبب الاستهداف العنيف للمدنيين.
ندرة المتدخلين
وأضاف: إن هذه الزيارة جاءت لمتابعة توزيع معوناتنا الإنسانية العاجلة التي بدأناها قبل أسبوع، حيث كانت قطر الخيرية أول مؤسسة خيرية خليجية ومن أولى المنظمات الدولية التي تواجدت في معبر السلامة، ولدراسة الاحتياجات الإضافية وتقييم الموقف عن قرب، على ضوء تواصل التدفق الكبير للنازحين من أبناء الشعب السوري إلى معبر باب السلامة، وقلّة عدد المتدخلين الإنسانيين رغم ذلك.
وأوضح أن قطر الخيرية بالتعاون مع جمعية الإغاثة الإنسانية التركية İHH تواصل توزيع 50.000 وجبة غذائية ساخنة يوميا، و120 ألف رغيف خبز، وتوزيع 12 ألف سلة غذائية عاجلة تتكون كل منها من: (جبنة معلبة، حلاوة طحينية، مربى، عسل، زبدة، ماء، معلبات سمك، معلبات دجاج، معلبات فاصوليا، دبس وطحينة )، وتغطي احتياجات 60 ألف شخص لمدة أسبوعين، وتوزيع 5.000 علبة بسكويت على الأطفال، وتوزيع 10.000 بطانية، و2500 فراش اسفنجي، وحقائب الأطفال التي تشتمل على الحفاضات لـ 3000 طفل.
ونوّه بأن ما ساعد قطر الخيرية على تقديم الوجبات الساخنة والخبز والمواد الأخرى على النازحين هو قيام قطر الخيرية بتأسيس مطبخ ومخبز خيري باسم (المتنافسون2) في مدينة كلس التركية في مارس من العام الماضي 2015، على بعد كيلو متر واحد فقط من معبر باب السلامة، فضلا عن المواد الاحتياطية التي تبقت من مخزون قطر الخيرية لمساعدات الشتاء التي خصصتها الجمعية للداخل السوري، وقامت بتوفيرها في مخازن بتركيا في وقت مبكر من العام الحالي، فيما تم توزيع كميات كبيرة مع بداية فصل الشتاء الحالي.
شكر للمحسنين
وأشار الفهيدة الى أنه تقرر خلال هذه الزيارة أن تزيد قطر الخيرية حجم مساعداتها للنازحين، وخصوصا في مجالات فتح مراكز إيواء جديدة عند معبر باب السلامة، وتوزيع الحقائب الشتوية والبطانيات التي تساعدهم على مواجهة البرد القارس، خصوصا ونحن في فصل الشتاء.
وأوضح أن المشاهد المأساوية التي رأيناها عن قرب، وموجات النازحين المتدفقة وحجم الاحتياجات اللازمة لهم تدفعنا لتذكير إخواننا من المحسنين القطريين والمقيمين لبذل المزيد من أجل إخوانهم "فليس راء كمن سمع" كما يقولون، من خلال حملة قطر الخيرية "شتاء لا ينتهي"، ووجه شكره للمحسنين على بذلهم وعطائهم داعيا المولى أن يجعله بركة في حياتهم وذخرا بعد مماتهم.
وإضافة للمساعدات السابقة، فإن قطر الخيرية ستقوم وبالتعاون مع الهلال الأحمر التركي بتوزيع 9500 بطانية مزدوجة و9500 حقيبة شتاء و9500 مدفأة، لتوفير متطلبات الدفء للنازحين العالقين قرب معبر باب السلامة.
قوافل الشتاء
يذكر أن قطر الخيرية أطلقت في ديسمبر الماضي قافلة مساعدات إنسانية لفائدة الشعب السوري مكونة من 230000 قطعة عينية من المواد غير الغذائية تشتمل على (50000 بطانية — 50000 مدفأة — 50000 حقيبة شتوية — 30000 سترة — 50000 حقيبة مدرسية — 2000 طرد غذائي). استفاد منها حوالي 50000 أسرة (250000 شخص).
وقد كانت قطر الخيرية سباقة للاستجابة للأزمة السورية ولاحتياجات الشعب السوري منذ بداية الأزمة عام 2011، وبلغ حجم ما تم إنفاقه لإغاثة الشعب السوري حتى نهاية عام 2015 حوالي 103 ملايين دولار أمريكي توزعت بين توفير الأمن الغذائي والمأوى وتوفير الخدمات الصحية والتعليمية والمياه الصالحة للشرب، إضافة إلى مشاريع التمكين الاقتصادي وسبل العيش. وأنشأت جمعية قطر الخيرية بتنفيذ هيئة الإغاثة الإنسانية التركية مدينة الريان للنازحين السوريين المكونة من 1000 مسكن لإيواء 1000 أسرة نازحة. وستسعى قطر الخيرية إلى حشد مزيد من الدعم للشعب السوري من الخيرين والمانحين في قطر وغيرها، كما تمد يدها إلى كل شراكة بناءة لفائدة الشعب السوري.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر