ابن عالم اثار أعدمه الجهاديون يبحث عن جثة والده في تدمر لدفنه
آخر تحديث GMT 15:56:46
المغرب اليوم -

ابن عالم اثار أعدمه الجهاديون يبحث عن جثة والده في تدمر لدفنه

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - ابن عالم اثار أعدمه الجهاديون يبحث عن جثة والده في تدمر لدفنه

المدير العام للاثار والمتاحف في سوريا مأمون عبد الكريم (يمين) يجلس مع خالد الاسعد عالم الاثار المعروف
دمشق ـ المغرب اليوم

وضع طارق الاسعد، نجل عالم الاثار السوري المعروف خالد الاسعد، نصب عينيه العثور على جثة والده الذي قتله تنظيم الدولة الاسلامية بقطع راسه في تدمر في وسط سوريا، بغية دفنه بشكل لائق في المدينة الاثرية التي احبها كثيرا.

واعدم تنظيم الدولة الاسلامية خالد الاسعد في آب/اغسطس العام 2015 بعد ثلاثة اشهر من سيطرته على تدمر. وقد نجح الجيش السوري بدعم جوي روسي قبل ايام من استعادة المدينة وطرد الجهاديين.

ويروي طارق (35 عاما) لوكالة فرانس برس في مقهى متحف دمشق "قامت داعش باعدام والدي بقطع رأسه، وضعوا رأسه على الارض تحت جثته التي علقوها على عامود كهربائي في ساحة تدمر الرئيسية".

ويضيف "اخذ شخص ما رأسه ودفنه فيما دفن شخصان آخران الجسد، وغايتنا ان نعود الى تدمر ونجمع الرأس بالجسد وندفنه في مكان يليق به".

وينوي طارق التوجه قريبا الى مدينة تدمر في ريف حمص الشرقي التي استعادها الجيش السوري الاحد بعد عملية استمرت 20 يوما.

ويقول طارق "نشعر وكأن روح والدنا تحوم فوق تدمر وتحيي تحريرها". ويضيف "ابنة اختي مريم البالغة من العمر عشر سنوات  حلمت بان جدها يجلس في حديقة ويقول لها: انا سعيد انا سعيد".

 

- 40 عاما في تدمر-

وشغل خالد الاسعد منصب مدير آثار تدمر لمدة اربعين عاما بين 1963 و2003، ويعد من الرياديين في علم الاثار في سوريا. وقد اكتشف بنفسه مقابر اثرية عدة واشرف على اعمال حفريات عدة وترميم آثار في المدينة.

والمواقع الاثرية في مدينة تدمر المعروفة باسم "لؤلؤة الصحراء"، واحدة من ستة مواقع سورية ادرجتها منظمة الامم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (يونيسكو) على لائحة التراث العالمي للانسانية. وقد شكلت تدمر وجهة سياحية بارزة قبل الحرب، ففيها اكثر من الف عامود وتماثيل ومعابد ومقابر برجية مزخرفة.

ويعد خالد الاسعد مهندس انضمام تدمر "لؤلؤة الصحراء" الى لائحة التراث العالمي.

حين اقترب مقاتلو تنظيم الدولة الاسلامية من تدمر في ايار/مايو 2015، نجح اولاد خالد الاسعد وبعض الحراس في انقاذ 400 تمثال وقطعة اثرية.

وفي 20 ايار/مايو، وقبل عشر دقائق من دخول تنظيم الدولة الاسلامية الى المدينة، خرجت آخر شاحنة نقلت قطعا اثرية من متحف تدمر.

وتعرض وليد الاسعد الذي خلف والده كمدير لآثار تدمر للتعذيب والاعتداء على يد عناصر في التنظيم الجهادي. وهو حاليا يسير مستندا الى عكاز.

ويروي طارق "كان الجهاديون يبحثون عن طنين من الذهب، وكان شقيقي يقول لهم ان لا وجود لهما. وللضغط عليه من اجل الاعتراف، قاموا بتدمير تماثيل بينها تمثال اللات الموجود داخل المتحف".

ويضيف "لم يتوقف شقيقي عن القول: هذا هو الذهب الذي تبحثون عنه".

 

- مثل أعمدة تدمر-

بعد سقوط تدمر، انتقل خالد الاسعد الى مكان يبعد مئات الكيلومترات عن تدمر، ولجأ الى قصر الحير الشرقي. الا ان رجالا ملثمين لحقوا به الى ذاك المكان في 20 تموز/يوليو "بهدف تدريسه الشريعة".

ثم حكم التنظيم على خالد الاسعد بالاعدام. وقبل تنفيذ الحكم، طلب الاسعد ان يزور متحفه للمرة الاخيرة. بعدها، أخذه الجهاديون حافي القدمين الى وسط المدينة وقطعوا رأسه.

ويقول طارق "طلبوا منه ان يجثو على ركبتيه لتنفيذ الحكم، ولكنه قال لهم لا اموت الا واقفا مثل أعمدة تدمر ونخيل تدمر".

وعلق الجهاديون جثة الاسعد على عامود كهربائي ووضعوا عليها لافتة صغيرة تتهمه بانه موال للنظام السوري وبانه مثّل سوريا في "مؤتمرات تكفيرية" وبانه "مدير اصنام تدمر".

ويروي طارق ان القتلة تركوا جثة والده ثلاثة ايام مع حراس، ثم اخذوا الجسد وقاموا برميه في مكب للنفايات خارج المدينة. ويضيف ان اثنين من اصدقاء والده راقبا الشاحنة وانتظرا مغادرة الجهاديين ليأخذا الجسد ويدفناه بطريقة لائقة.

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ابن عالم اثار أعدمه الجهاديون يبحث عن جثة والده في تدمر لدفنه ابن عالم اثار أعدمه الجهاديون يبحث عن جثة والده في تدمر لدفنه



GMT 00:03 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

أحمد الشرع تُؤكد أن سوريا لن تكون منصة قلق لأي دولة عربية

GMT 02:21 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

سي إن إن تقر بتعرضها للتضليل بشأن تقرير السجين السوري

GMT 23:33 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

رجب طيب إردوغان يُؤكد اتفاقة علي العمل مع لبنان في سوريا

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

عمان - المغرب اليوم

GMT 15:56 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

الوجهات السياحية المفضلة للشباب خلال عام 2024
المغرب اليوم - الوجهات السياحية المفضلة للشباب خلال عام 2024

GMT 03:18 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

أحمد السقا يكشف موقفه من تمثيل ابنته ومفاجأة عن ولاد رزق
المغرب اليوم - أحمد السقا يكشف موقفه من تمثيل ابنته ومفاجأة عن ولاد رزق

GMT 07:41 2024 الإثنين ,28 تشرين الأول / أكتوبر

إكس" توقف حساب المرشد الإيراني خامنئي بعد منشور بالعبرية

GMT 09:57 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح لتنسيق اللون البني خلال فصل الشتاء بطرق عصرية

GMT 08:19 2022 الثلاثاء ,29 آذار/ مارس

أبرز تصاميم الأبواب الخارجية المودرن لعام 2022

GMT 10:54 2015 الإثنين ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

الأميرة سلمى تدشن غداً الثلاثاء مركزًا للسرطان في بني ملال

GMT 12:48 2019 الجمعة ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

الجواهري يُحذر من ضعف ادخار الأسر وارتفاع اكتناز المال

GMT 23:34 2018 الجمعة ,14 كانون الأول / ديسمبر

أليغري يؤكّد أن ديربي "تورينو" يتطلب مهارة فنية

GMT 10:21 2018 السبت ,20 تشرين الأول / أكتوبر

أجمل تصاميم الأرجوحة المناسبة لحديقة منزلك هذا الصيف
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib