ارقام بدل الأسماء في مقبرة للمهاجرين قرب العاصمة الليبية
آخر تحديث GMT 08:24:01
المغرب اليوم -

ارقام بدل الأسماء في مقبرة للمهاجرين قرب العاصمة الليبية

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - ارقام بدل الأسماء في مقبرة للمهاجرين قرب العاصمة الليبية

قبر في مقبرة بئر الاسطى ميلاد عند الاطراف الشرقية للعاصمة الليبية
طرابلس - المغرب اليوم

في مقبرة عند الاطراف الشرقية للعاصمة الليبية، يمسح التونسي عماد التراب عن قطعة رخام وضعت فوق مكان دفن شقيقه الذي قضى غرقا اثناء ابحاره نحو اوروبا. لا اسم عليها ولا جنسية، بل رقم وتاريخ وكلمتين فقط: مجهول الهوية.

تاكد عماد بن سالم (29 عاما) بمساعدة الهلال الاحمر الليبي ان شقيقه قابيل (25 عاما) دفن تحت قطعة الرخام هذه. لكن خطأ في تقرير الطب الشرعي وبطء الية عمل السلطات يعيقان مسعاه المتواصل منذ اكثر من شهر لاستعادة جثة شقيقه ونقلها الى تونس.

وقابيل واحد من مئات ضحايا مراكب الهجرة غير الشرعية الذين قضوا على مدى الاعوام الماضية في البحر امام السواحل الليبية، قبل ان تعاد جثثهم الى البر لتدفن في مقبرة بئر الاسطى ميلاد بانتظار ان تستعيد هويتها من جديد بعد التعرف عليها لتعود وتدفن في بلدها.

ويقول عماد وهو يقف قرب مكان دفن قابيل لوكالة فرانس برس "في ثالث ايام عيد الاضحى (ايلول/سبتمبر) قضى شقيقي غرقا بعدما كان على متن مركب مع 127 شخصا اخر".

ويضيف الشاب التونسي الذي ترك عمله كسائق اجرة رغم انه يعيل عائلته المؤلفة من ثمانية افراد منذ وفاة شقيقه "جئت الى هنا على اساس ان ابقى لثلاثة ايام او لاسبوع. لكنني عندما حضرت لم اجد اي ملف. قمت باربع محاولات، وفي كل مرة اواجه عراقيل جديدة".

ويتابع بغضب "اوجه نداء استغاثة الى السلطات الليبية والتونسية والهلال الاحمر والصليب الاحمر. كل ما اريده هو ان اعيد جثمان شقيقي الى تونس".

-"فترة لا تنسى"-

وفي مقبرة بئر الاسطى ميلاد، تفترش مئات القبور الارض الترابية وتتوزع بين الاشجار الصغيرة والعشب العشوائي. ويحمل عدد قليل من هذه القبور اسماء ضحايا الغرق الذين عثرت السلطات الليبية على اوراق ثبوتية كانت بحوزتهم، بينما تعود غالبيتها تعود الى اشخاص لا يزالون مجهولي الهوية.

ونقش على قطع الرخام التي توضع عند بداية كل قبر رقم لملف الضحية، وجنسيته واسمه متى عرفا، وتاريخ العثور على الجثة، وهي تواريخ تمتد من العام الحالي 2015 لتعود بالزمن الى اعوام ماضية، تصل حتى 2012.

ولم يكن بالامكان الحصول على عدد دقيق لضحايا حوادث الغرق الذين دفنوا في "مقبرة المفقودين" كما يسميها سكان طرابلس، غير ان مسؤولي الهلال الاحمر الليبي يقدرون هذه الاعداد بمئات الاشخاص، من نساء واطفال ورجال اتوا من دول يمزقها الفقر والحروب ليصعدوا على متن مراكب متهالكة سعيا لبلوغ اوروبا.

ويقول عبد الحميد السويعي رئيس مجموعة ادارة الجثث في الهلال الاحمر الليبي لفرانس برس "لا يمكن ان تمحى هذه الفترة من ذاكرتنا"، في اشارة الى الاشهر الماضية التي شهدت ارتفاعا كبيرا في اعداد المهاجرين.

ويضيف السويعي الذي يمتلك فريقه سيارة نقل واحدة تعمل احيانا على نقل عشرات الجثث في يوم واحد ذهابا وايابا "ننتشل جثامين اطفال ونساء وشبان، وفي بعض الاحيان نخشى ان ننتشل جثة شخص كنا نعرفه. نتمنى ان تقل الاعداد او ان تتوقف حتى".

وفي الزاوية اليمنى للمقبرة قرب سياج يفصلها عن محطة للكهرباء، حفر في الارض نحو 300 قبر مفتوح ضمن مجموعتين متشابهتين: مستطيلات اسمنتية غرزت في التراب استعدادا لدفن مزيد من جثث المهاجرين في هذه المقبرة التي يتم الدفن فيها بحسب الطريقة الاسلامية.

ويروي عبد الرزاق عبد الكريم الذي يعمل ضمن فريق تجهيز القبور انه قبل اكثر من شهر "غرق قارب كان على متنه 120 شخصا وعلى مدى يومين، قمنا بدفن كل هؤلاء هنا".

-"لا اريد ان اتركه هنا"-

ويتبع الهلال الاحمر الليبي الية محددة في عمله: فريق يتلقى بلاغات عن حوادث غرق، وفريق اخر يتاكد منها وفريق ثالث يقصد الموقع ويقوم بانتشال الجثث، قبل ان تحول الى الطب الشرعي حيث تحصل على رقم تسلسلي وملف، ثم تنقل الى هذه المقبرة لدفنها.

ويقول حسام نصر الذي يعمل ضمن فريق انتشال الجثامين وهو متطوع في الهلال الاحمر الليبي منذ 12 عاما "قبل فترة قصيرة عملنا بلا توقف ولاسبوع كامل".

ويوضح "في احد ايام هذا الاسبوع وضعنا خمسة جثث في مركب وكنا ثلاثة افراد، فتوقف المحرك بسبب ثقل الوزن. بقينا نجدف بايدينا لمسافة نحو مئتي متر حتى وصلنا الى البر، ثم رفعنا الجثث بالحبال فوق مجموعة من الصخور لنحو عشرين مترا".

وقام الهلال الاحمر الليبي في مناسبات عدة باعادة نقل الجثث بعد دفنها وتسليمها الى عائلاتها عقب التعرف عليها.

لكن عماد، ورغم ان الهلال الاحمر اكد التعرف على جثة شقيقه موقع دفنه، لا يزال ينتظر قرار السلطات.

ويقول الشاب التونسي "هناك اخطاء في تقرير الطب الشرعي اذ انه لم يشر الى الوشم، كما ان السلطات ترفض اخضاعي لفحص الحمض النووي. لكن رغم ذلك، لدي الادلة الكافية بانه شقيقي، واعلم انه هنا".

ويتابع "كان صغير العائلة. لا اريد ان اتركه هنا. لا اريد ان اغادر بدون شقيقي".

 نقلًا عن "أ.ف.ب"

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ارقام بدل الأسماء في مقبرة للمهاجرين قرب العاصمة الليبية ارقام بدل الأسماء في مقبرة للمهاجرين قرب العاصمة الليبية



GMT 19:35 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

الحكومة اللبنانية تستعد لإقرار وقف النار بـ«الإجماع»

GMT 10:06 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

جنوب إفريقيا تتسلم رئاسة مجموعة العشرين للعام 2025 من البرازيل

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمّان - المغرب اليوم

GMT 00:54 2024 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

روحي فتوح لتولّي رئاسة السلطة الفسطينية حال شغور المنصب
المغرب اليوم - روحي فتوح لتولّي رئاسة السلطة الفسطينية حال شغور المنصب

GMT 22:21 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب يناقش إبعاد بعض وسائل الإعلام من البيت الأبيض مع نجله
المغرب اليوم - ترامب يناقش إبعاد بعض وسائل الإعلام من البيت الأبيض مع نجله

GMT 04:55 2018 الثلاثاء ,07 آب / أغسطس

" Chablé" يمثل أجمل المنتجعات لجذب السياح

GMT 07:57 2018 الثلاثاء ,06 آذار/ مارس

أسوأ من انتخابات سابقة لأوانها!

GMT 20:53 2015 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

شجار بالأسلحة البيضاء ينتهي بجريمة قتل بشعة في مدينة فاس

GMT 22:28 2020 الجمعة ,25 أيلول / سبتمبر

ولي عهد بريطانيا يقدم خطة لإنقاذ كوكب الأرض

GMT 05:06 2018 السبت ,15 أيلول / سبتمبر

"Hublot" الخزفية تتصدر عالم الساعات بلونها المثير

GMT 09:11 2018 الإثنين ,03 أيلول / سبتمبر

فتاة منتقبة بطلة فيلم "ما تعلاش عن الحاجب"

GMT 07:11 2018 السبت ,25 آب / أغسطس

فولكس" بولو جي تي آي" تتفوق على "Mk1 Golf GTI"
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib