تونس - حياة الغانمي
كشف رئيس المركز التونسي لدراسات الأمن الشامل، مختار بالنصر، بأن الكمين المفاجئ الذي تعرضت له دورية عسكرية في جبل السمامة إنما هو ردّ فعل يستهدف بالأساس الطريق الذي سيتم انجازه في الجبل والذي سيمثل فيما بعد طريقًا للدوريات والحملات العسكرية كما سيسهّل على الجيش التوغل في الجبل.
وأضاف مختار بالنصر ، أن الكمين يستهدف أيضًا شركة المقاولات المدنية عن طريق تخويفها لعدم الشروع في تجهيز الطريق، مبينًا أن الوحدات العسكرية نجحت في حماية وتأمين المدنيين التابعين للمقاولة لحظة الهجوم وكان ردّ فعلها سريعًا.
وكشف مختار بالنصر أن الأمر الذي ساهم في تمكّن هذه المجموعة الإرهابية من البقاء في الجبل طيلة أشهر واستعدادها جيدًا لتقوم بفعلتها هو المدّ اللّوجستي الذي تتلقاه من المهربين عن طريق إغرائهم بالمال، مؤكدًا أن الوجه الثاني للإرهاب هو التهريب.
وتابع بالنصر في السياق ذاته بالقول إنه كما تم ابطال مفعول عمليات كانت ستحدث في السابق عن طريق تتبع بؤر الانتداب والسيطرة على المساجد التي كانت تتبع مجموعات متطرفة وغلق الجمعيات "الخيرية" والتي كانت معدّة لأهداف أخرى، فمن الضّروري أيضًا القضاء على التهريب واجتثاثه على اعتبار أنه الداعم الأول للإرهاب.
كما بين أن الارهابيين ينزلون في بعض الأحيان من الجبل ويفتكون المؤونة بقوة السلاح والتهديد لكن غالبًا ما يقوم المهربون بدعمهم بمقابل مالي، معتبرًا أن الحل يكمن إما في مراقبة المسالك الجبلية أو احتلال الجبل من قبل الجيش الوطني بشكل كامل، مبينًا أن توقيت عملية استهداف الدورية العسكرية كان مدروسًا بدقّة من قبل المجموعة الإرهابية وذلك بعد تجميع المعلومات اللازمة بشأن الطريق الجديد وعملية رصد الدوريات العسكرية وذلك باستعمال وسائل الاتصال والانترنت واستقصاء الأخبار خصوصًا من المهربين.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر