الرباط - المغرب اليوم
لا يختلف اثنان على أن الحالة الوبائية ببلادنا عرفت انتكاسة كبيرة في الأسابيع بسبب تهور المواطنين وجشع "الباطرونا" بل إن العديد من النشطاء الفايسبوكيون كانوا قد طالبوا الحكومة بتشديد الإجراءات الاحترازية ولم لا إعادة فرض الحجر الصحي في المناطق الموبوءة، إذ لا يمكننا إلا أن نتفهم القرار الصادر يوم أمس عن وزارتي الصحة والداخلية والقاضي بمنع السفر من وإلى عدد من المدن المغربية.إلا أن ما أثار غضب المغاربة هو الطريقة الكارثية التي تم بها تنزيل قرار مصيري كهذا، فتزامنه مع وجود عشرات الآلاف من المواطنين يستمتعون بالعطلة الصيفية بعد حملات التشجيع على السياحة الداخلية جعل منه مجزرة حقيقية في حق كل هؤلاء، خاصة وأن واضعي القرار لم يمهلوهم سوى 5 ساعات فقط لمغادرة المناطق "المغضوب عليها"،
وهي مهلة كانت كافية لجعل طرقات المملكة تعيش على وقع نزوح جماعي كاد أن يتسبب في كوارث بشرية لا قدر الله، كما أنها منحت للشناقة فرصة ذهبية لجني الأموال من جيوب العالقين، بعدما وصلت أسعار تذاكر الحافلات وسيارات الأجرة إلى مستويات لا يصدقها عقل.كان بإمكان حكومة العثماني أن تعطي وقتا أطول للراغبين في إنهاء عطلهم للعودة إلى مدنهم الأصلية، خاصة ونحن مقبلون على الاحتفال بعيد الأضحى، لا أن تنصب فخا لكل من تجرأ وغادر مدينته وساهم في تحريك عجلة الاقتصاد الوطني.فيمكن القول أن قرار يوم أمس وطريقة تنزيله "الفضائحية" قضى على ما تبقى من الصورة الإيجابية التي بنتها حكومة العثماني خلال تدبير الأشهر الأولى من الحجر الصحي، وهو ما يجسد المقولة الشعبية المغربية :"لي حرثو الجمل دكو".
قد يهمك ايضا:
وزير الصحة المغربي يربط انتشار فيروس كورونا الكبير بتنقل الأشخاص
ارتباك وفوضى على الطرق لليوم الثاني بعد إغلاق ثماني مدن بسبب “كوفيد-19”
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر