جوهر الأزمة هو مسألة دوافع خفية أسبانية معادية لقضية الصحراء
آخر تحديث GMT 14:11:23
المغرب اليوم -

جوهر الأزمة هو مسألة دوافع خفية أسبانية معادية لقضية الصحراء

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - جوهر الأزمة هو مسألة دوافع خفية أسبانية معادية لقضية الصحراء

إبراهيم غالي زعيم ميليشيا البوليساريو المغربية
الرباط - المغرب اليوم

قالت ورارة الشؤون الخارجية والتعاون الدولي، يومه الإثنين 31 ماي 2021، تعليقا على مثول إبراهيم غالي، زعيم ميليشيا البوليساريو، أمام القضاء الإسباني اليوم، إن المغرب وبالرغم من كونه قد أخذ علما بهذا التطور في علاقة إسبانيا بالأزمة الناتجة عن استقبالها غالي على أراضيها بهوية جزائرية مزورة، إلا أن هذا المثول لا يجسد عمق المشكل مع الجار الإسباني.

وأضاف بيان ورارة الشؤون الخارجية أن مثول إبراهيم غالي لا يؤكد سوى الأفعال التي كان المغرب سباقا لكشفها، والمتعلقة بكون إسبانيا استقبلت بطريقة غير قانونية على أراضيها شخصا متابعا من طرف القضاء الإسباني بهوية مزورة، وأن وقوفه اليوم بين يدي القضاء الإسباني لا يكشف سوى الوجه الحقيقي لعصابة البوليساريو، التي تتشكل من قادة لهم ماض حافل بالجرائم وخروقات حقوق الإنسان، كما تلقي بالمسؤولية على إسبانيا باعتبار أن جل ضحايا غالي هم مواطنون إسبان، وتصبح مدعاة لمساءلة الدولة الإسبانية حول الجرائم التي ارتكبت ولا زالت ترتكب في مخيمات البوليساريو ضد الأطفال والنساء والشباب، الذين لم يصل صوت شكواهم إلى المحاكم الإسبانية والدولية.

وعاد بوريطة للتذكير إلى أن كل ما سبق ليس هو عمق الأزمة مع الجارة الشمالية، حيث إن المشكل الأساسي يكمن في هدم الثقة بين بلدين شريكين، على خلفية رؤية إسبانيا لنزاع الصحراء، حيث إن الأزمة لا تنتهي بوصول أو مغادرة غالي لإسبانيا، ولكن لأن حكومة سانشيز بما أقدمت عليه من سلوكات حطمت تاريخا كاملا من الثقة والعمل المشترك. هنا تصبح مسألة إدانة غالي بما يواجهه من تهم من عدمها أمرا ثانويا، يضيف بوريطة، إذ إن انتظارات المغرب من جاره الشمالي أكبر من ذلك بكثير، ويرتبط أساسا بالحصول على تصريحات علنية وصريحة وغير ملتبسة من إسبانيا حول نواياها ومواقفها من قضية الصحراء.

ووضع بوريطة إسبانيا أمام مسؤولياتها عبر طرح تساؤلات بسيطة وواضحة ودقيقة، تختبر نوايا إسبانيا الحقيقية في مسألة مقدسة لكل المغاربة، قائلا: كيف للمغرب أن يثق مجددا في إسبانيا؟ كيف يمكن للمغرب أن يطمئن إلى أن إسبانيا لن تتآمر ضده مجددا؟ هل يسع المغرب أن يعتبر إسبانيا شريكا حقيقيا بعد أن خانت كل هذه الثقة؟ ما هي الضمانات التي لدى المغرب اليوم للسير قدما في هذه الشراكة؟ والحق أن مجموع الأسئلة المطروحة ينتهي إلى تساؤل كبير أخير: ماذا تريد إسبانيا؟

ولم يفوت بوريطة الفرصة لتذكير إسبانيا بجدية التزامات المغرب في شراكته معها، حين سرد مجموعة من الوقائع التاريخية، التي أدار فيها المغرب ظهره لكل صوت انفصالي في إسبانيا في محطات مختلفة خلال العشريتين الأخيرتين، وبمحطات تعاون أخرى في مجالات متعددة سمتها التضامن كأزمات الهجرة غير الشرعية الدورية، وفتح مجاله البحري أمام قطع الصيد الإسبانية بعد حادث انقلاب الباخرة النفطية في مياه غاليسيا حتى قبل المصادقة على اتفاق الصيد البحري، ثم سلاسة التعامل الاقتصادي لفتح المجال أمام الشركات ورجال الأعمال الإسبان للعمل في المغرب غداة الأزمة الاقتصادية لـ2008، بالإضافة إلى تعاون أمني كبير استفادت منه إسبانيا أكثر من المغرب وسمح بإجهاض 14 ألف محاولة هجرة سرية وتفكيك 5 آلاف شبكة للاتجار في المخدرات، ومئات الخلايا الجهادية وتجنيب حمامات دم بين الإسبان بالجملة.

وتساءل وزير الخارجية: كيف يمكننا، بعد كل هذا، أن نتحدث بشكل جدي عن تهديدات وعن ابتزاز إزاء تصريح سفيرة صاحب الجلالة في مدريد؟ الصراحة لم تكن أبدا تهديدا، والدفاع المشروع عن المواقف لا يمكن اعتباره بمثابة ابتزاز.

وأكد بيان وزارة الخارجية أن المغرب يفرق بين الشعب الإسباني وحكومته في هذه الأزمة نظرا لاعتبارات الصداقة والعيش المشترك التي تجمع المغاربة والإسبان، لكنه لا يقبل أن تستغل بعض الهيئات السياسية والإعلامية نزاع الصحراء للإضرار بمصالح المغرب، هؤلاء تحديدا، يضيف وزير الخارجية، يصرون على النظر للمغرب من أبراج الراحة التي يوجدون فيها، برؤى ماضوية تمتح مضمونها من عقد موغلة في التاريخ.

وأوضح أنه في خضم هذه الأزمة الخطيرة بين المغرب وإسبانيا، لطالما ميّز المغرب بكل وضوح، من جهة، بين الشعب الإسباني وبعض الزعماء السياسيين المتبصرين الذين يتشبثون بالصداقة مع المغرب وبحسن الجوار، ومن جهة أخرى، بين بعض الأوساط السياسية والحكومية والإعلامية ومن المجتمع المدني، التي تسعى إلى توظيف قضية الصحراء المغربية والإضرار بمصالح المغرب. هذه الأوساط نفسها هي التي تواصل النظر إلى المغرب، من منظور عفا عنه الزمان، وبرؤى متجاوزة، ودون تخلص من رواسب الماضي.

وأضاف أن المغرب، وبكل وضوح، ليست له أية مشكلة مع شعب إسبانيا، ومواطنيها، وفاعليها الاقتصاديين، والثقافيين وسياحها، الذين يتم استقبالهم بحرارة كأصدقاء وكجيران بالمملكة. وهناك بعض المواطنين الإسبان يعملون حتى في القصر الملكي المغربي، وذلك قبل ميلاد جلالة الملك، وأصحاب السمو الملكي، الأمراء والأميرات. وهذا يدل، في الواقع، على أن المغرب لم يفرط في الروابط الإنسانية المتينة والقوية بين المغرب وإسبانيا. وسيظل المغرب متمسكا بروابط الصداقة الطبيعية والأصيلة تجاه الشعب الاسباني.

قـــد يهمــــــــك ايضـــــــًا:

حصاد تنهي حياة فلاح وترسل مرافقه إلى المستعجلات بخريبكة
البام يسائل الحكومة المغربية بسبب تأخر إصدار مرسومي الإدارة التربوية

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

جوهر الأزمة هو مسألة دوافع خفية أسبانية معادية لقضية الصحراء جوهر الأزمة هو مسألة دوافع خفية أسبانية معادية لقضية الصحراء



أحلام تتألق بإطلالة لامعة فخمة في عيد ميلادها

القاهرة - المغرب اليوم
المغرب اليوم - 3 فوائد مدهشة لمزيج ماء الليمون مع بذور الحلبة

GMT 16:19 2025 السبت ,15 شباط / فبراير

حسين فهمي يشارك في مهرجان برلين وسط الثلوج
المغرب اليوم - حسين فهمي يشارك في مهرجان برلين وسط الثلوج

GMT 19:34 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

يتيح أمامك هذا اليوم فرصاً مهنية جديدة

GMT 16:32 2025 الثلاثاء ,21 كانون الثاني / يناير

الدولار يرتفع بعد فرض ترامب رسوم جمركية على كندا والمكسيك

GMT 20:49 2019 الجمعة ,06 أيلول / سبتمبر

تنتظرك أحداث مهمة وسعيدة

GMT 06:41 2018 الإثنين ,08 تشرين الأول / أكتوبر

"ديلي ميل" تسوق لك أطعمة تُقلل من آلام المفاصل

GMT 17:34 2018 الإثنين ,06 آب / أغسطس

ترجمة وتعريب 1000 درس في "تحدي الترجمة"

GMT 07:51 2018 الأربعاء ,01 آب / أغسطس

هايلي أتويل بإطلالة رائعة في "Christopher Robin"

GMT 22:06 2018 الجمعة ,16 شباط / فبراير

نصائح لتسريحات تدوم طويلا للشعر المجعد

GMT 15:49 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

نهضة بركان تحتل المركز الرابع في بطولة اتصالات المغرب

GMT 16:10 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

سقوط شاب ميتًا خلال ممارسة رياضة "الكريكيت" في الهند

GMT 05:42 2018 الخميس ,18 كانون الثاني / يناير

"DNA" يكشف حقيقة هوية مومياوات "الأخوين" في متحف مانشستر

GMT 08:55 2018 السبت ,13 كانون الثاني / يناير

الموعد الخاص باعتماد نظام صرف جديد للدرهم المغربي
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib