شدد السفير الممثل الدائم للمغرب لدى الأمم المتحدة، عمر هلال، على أن حلا سياسيا لنزاع الصحراء، تحت الرعاية الحصرية للأمم المتحدة، لا يمكن تصوره إلا في إطار سيادة المغرب، ووحدته الترابية والوطنية على أساس المبادرة المغربية للحكم الذاتي.
وقال هلال، أمام لجنة ال24 في الأمم المتحدة في نيويورك، إن قضية الصحراء هي قضية استكمال للوحدة الترابية للمغرب وليست أبدا قضية تصفية استعمار، ولا أدل على ذلك من أن مجلس الأمن يتناولها كنزاع إقليمي، يعد من مخلفات الحرب الباردة.
وأوضح هلال إلى أنه عقب فشل جميع الخطط السابقة وإقبارها بشكل نهائي من قبل الأمين العام للأمم المتحدة ومجلس الأمن، واستجابة لنداءات هذا الأخير، قدم المغرب في 11 أبريل 2007، مبادرة الحكم الذاتي لمنطقة الصحراء، والتي وصفها
مجلس الأمن في قراراته الـ 15 الأخيرة منذ سنة 2007، بما فيها القرار رقم 2468، الذي تم اعتماده في 30 أبريل 2019، بأنها جدية وذات مصداقية.
وشدد السفير المغربي على أن هذه المبادرة، وبالنظر إلى مضمونها المطابق للمعايير الدولية الأكثر تقدما في مجال نقل السلطة وكذا انسجامها مع القانون الدولي ومبدأ تقرير المصير، تمثل تجسيدا للحل السياسي والواقعي والعملي والدائم القائم على
التوافق، مجددا التأكيد على أن مبادرة الحكم الذاتي تظل السبيل الوحيد والأوحد لتسوية هذا النزاع بشكل نهائي.
وأبرز هلال أن هذه المبادرة تمثل أساس العملية السياسية، الجارية تحت الرعاية الحصرية للأمم المتحدة، والتي تتميز حاليا بزخم جديد وظرفية إيجابية بفضل عقد مائدتين مستديرتين بجنيف في ديسمبر ومارس الماضيين، بمشاركة المغرب والجزائر
وموريتانيا والبوليساريو.
وأضاف أن هاتين المائدتين المستديرتين، وكذا المائدة المستديرة الثالثة التي ستعقد لاحقا، بنفس الشكل ووفقا لنفس المعايير، كما وافق على ذلك المشاركون الأربعة، أصبحت، بموجب القرار رقم 2468، مسلسلا حقيقيا هدفه الوحيد هو التوصل إلى
حل سياسي واقعي وعملي ودائم يقوم على التوافق، داعيا المشاركين الآخرين إلى المساهمة بشكل جوهري طوال هذا المسلسل.
وشدد السفير هلال على أن القرار 2468 يكرس دور الجزائر كطرف أساسي في هذا النزاع ويطلب منها بإلحاح المساهمة في البحث عن الحل، بنفس الصفة وعلى قدم المساواة مع المغرب، وذلك إلى غاية نهاية العملية السياسية، مضيفا: "أود أن
أشير هنا إلى أن الجزائر ورد ذكرها في 5 فقرات من القرار، أي نفس عدد المرات التي تم فيها ذكر المغرب".
وأكد هلال أن اجتماعي المائدة المستديرة في جنيف تميزا بمشاركة منتخبين اثنين من جهتين من الصحراء، والذين أبرزا التقدم والإنجازات السياسية والاجتماعية والاقتصادية التي تحققت في الصحراء المغربية.
وأكد أن المنتخبين تحدثا أمامنا بعد ظهر هذا اليوم، كما حدث العام الماضي وكذا خلال آخر ندوتين للجنة الـ24 في غرينادا بصفتهما ممثلين منتخبين بكيفية شرعية وديمقراطية من قبل سكان الصحراء المغربية”، مضيفا أن الانتخابات الجهوية
والتشريعية، التي جرت على التوالي في سنتي 2015 و2016، كرست الانخراط الثابت لسكان الصحراء في العملية الديمقراطية، وفي تعزيز دولة الحق والقانون واحترام حقوق الإنسان.
قد يهمك أيضا :
هلال: "رياح التغيير" تهب على مخيمات تندوف
عمر هلال يفتتح الدورة السنوية للصندوق الأممي للطفولة "يونيسيف"
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر