الرباط - المغرب اليوم
كانت زوجته تنتظر رجوعه إلى البيت بحي العوامة بطنجة مثلما دأب على ذلك في حدود الساعة الثامنة مساء، غير أنه لم يعد وهنا بدأت تساورها الشكوك حول سبب تأخره وهي تضع بين أعينها مجموعة من الإحتمالات.. “عسى ما شرّ” هي العبارة التي كانت تردّدها بعد أن اتصلت أزيد من 20 مرة بزوجها، غير أنّ هاتفه ظل يرن دون جدوى قبل أن تستنجد بصديق زوجها طمعا في معرفة ما يجري.
لم تكن تعلم أنّ زوجها الذي كان قيد حياته، يعمل بقالا بحي مالاباطا ستكون نهايته على يد مجرم لم يتردّد في تكبيله وإخماد أنفاسه بضربات قاتلة استقرت في عنقه وبطنه وقدمه، مستغلا فترة الطوارئ الصحية وخلّو المكان من المارة.
محاولة سرقة انتهت بقتل زوج ترك ثلاثة أبناء في عهدة زوجته وتركها في مواجهة أقساط مستحقة عن منزلهما، ما جعلها تطالب بتوقيع أقصى العقوبة في حق مقترف الفعل الجرمي والمتمثلة في الإعدام. الجريمة جعلت أسرة الضحية تتخبط في بحر من الأحزان بعدما عايشت سلسلة من الصدمات، في مقدمتهم والدته وشقيقه، خاصة وأنّه لم يمرّ على رحيل والده سوى شهر ونصف وأيام معدودة على وفاة جده، قبل أن تُصدم بوقوع الواقعة.
لم يكن الغرض من الجريمة تصفية حسابات وإنما كانت نية الفاعل هي سرقة المال الموجود بالمحل بعد أن جلس متسمّرا في حدود الواحدة زوالا وهو يتكئ على باب فيلا محاذية للمحل وفي يده علبة حليب وقارورة ماء قبل أن يعود ليلا
لتنفيذ مخططه ويترك الضحية ينزف متأثرا من شدة الطعنات الموجهة إليه بواسطة السلاح الأبيض.
حراس السيارات بالحي لم يشتبهوا به بعد أن رأوه في واضح النهار، ليتبين بعد ذاك أنه تسلل ليلا واختبأ في المحل بشكل مباغت ومن ثمة بلغ الخبر إلى السلطات الأمنية، خاصة وأنّ بوابة المحل الأوتوماتيكية لم تكن مفتوحة بشكل كلي وكان الضوء يتسلل منها.
وصل الخبر إلى الزوجة التي كانت متيقنة بحدوث مكروه ما بعدما احتارت في الحصول على جواب حول سبب تواري زوجها عن الأنظار وهل هو حي يرزق أو ميت؟، قبل أن تنتقل الشرطة التقنية والعلمية إلى عين المكان لرفع البصمات وحيازة أداة الجريمة في حق زوج كان معروفا بدماثة أخلاقه وكان يواظب على إطعام القطط بالقرب من محله، في حين كانت قطة واحدة تقصده بشكل متواتر وكان يطعمها، ما جعلها تنتظره ليخمد جوعها.
قد يهمك ايضا
أزمة مالية تلاحق لحوم الدواجن في المغرب خلال فترة الطوارئ الصحية
الفريق الاستقلالي يطالب بتعديلات لدعم الأسر المتضررة من أزمة "كورونا"
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر