الرباط -المغرب اليوم
سنة كاملة انقضت على وفاة إلياس الطاهري بالديار الإسبانية، والحقيقة بدأت تتضح شيئا فشيئا؛ فقد كشفت تقارير إسبانية عن تورط رجال أمن بالجار الشمالي للمملكة في الوفاة بعد ضبطه بقوة كبيرة، دون أدنى مقاومة منه، كما تظهر أشرطة الفيديو.
إلياس الطاهري، البالغ قيد حياته 18 سنة من عمره والمتحدر من مدينة تطوان، هاجر صوب إسبانيا ولقي حتفه داخل مركز أوريا للأحداث بألمريا، في يوليوز 2019، بطريقة تشبه إلى حد كبير وفاة الأمريكي جورج فلويد، الذي أشعل فتيل احتجاجات العنصرية ببلاد العم سام.
ووفق ما كشفته جريدة "إلبايس" الإسبانية، فقد دخل إلياس المركز في اليوم الثاني من ماي، ووصف بكونه يعاني من مشاكل جعلته معاديا للمجتمع؛ وهو ما لم يكن حاضرا في الفيديو الذي يوثق واقعة التكبيل والضغط، الذي تكفل به أكثر من رجل أمن واحد.
وحسب المصدر ذاته، فقد تذعرت الشرطة بمقاومة الشاب المغربي لأوامرها، وبسبب ذلك اضطرت لضبطه بالقوة على السرير، ورأسه إلى الأسفل بشكل يخالف القانون الإسباني، الذي يشدد على أنه أثناء الاعتقال رأس المتابع يكون إلى الأعلى تفاديا للإضرار به.
وقال المركز الرسمي للحرس المدني إن حراس الأمن حاولوا ضبط الشاب بقانونية؛ لكن شريط الفيديو يكشف دخول حراس صوب "غرفة الموت" ثم تبعهما حاملان للطاهري مكبل اليدين، رمياه على السرير، وانقض عليه آخر، على الرغم من أن إلياس لم يبد أية مقاومة.
ويدعي المركز ذاته أن العملية جرت في أربع دقائق؛ في حين أن شريط الفيديو يوثق 13 دقيقة من الاعتقال والضغط على جثة الشاب، ثم يزوره الطبيب بعدها؛ لكن الطاهري كان مفارقا الحياة حينها، تحت تأثير ظروف اعتقاله، التي لاقت استنكارا واسعا.
وتراهن فعاليات حقوقية مغربية وإسبانية على إمكانية إعادة فتح القضية من خلال الفيديو المسرب، واعتبار الطاهري مقتولا، عوض حكم القضاء بقانونية التدخل الأمني الذي جرى، خصوصا أنه يظهر حقائق جديدة بخصوص ملابسات الاعتقال.
وأطلقت العديد من الفعاليات عريضة إلكترونية من أجل إعادة إحياء الملف على ضوء المستجدات؛ فيما تحاول الجمعية المغربية لحقوق الإنسان - فرع تطوان - التواصل مع العائلة، وهو ما يصعب ـ وفق مصدر منهاـ بسبب ظروف الجائحة.
وقد يهمك ايضا:
سيناريو الولايات المتحدة لإصلاح جهاز الشرطة بعد مقتل جورج فلويد
ترامب يوجّه بمنع استخدام حركات الخنق أثناء تدخلات الشرطة الأميركية
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر