اهتمت الصحف المغاربية الصادرة اليوم الخميس، على الخصوص، بالنداء الذي وجهته شخصيات بارزة للرئيس الجزائري كي لا يترشح لولاية خامسة، وظاهرة الهجرة غير الشرعية في تونس وتداعياتها.
وهكذا تطرقت الصحف في الجزائر إلى النداء الذي وجهته شخصيات بارزة للرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة كي لا يترشح لولاية خامسة، واصفة احتمالا من هذا القبيل بأنه "فضيحة بالنسبة لبلد كالجزائر".
وفي حديث لصحيفة (كل شيء عن الجزائر) الالكترونية، تطرق الجنرال المتقاعد، رشيد بن يلس، إلى الأسباب التي تقف وراء هذا النداء الذي وقعه أيضا علي يحيى بنور وأحمد الطالب الإبراهيمي متهمين محيط الرئيس وبعض رجال الأعمال النافدين بأنهم مسؤولين عن الحالة التي توجد عليها البلاد.
وقال بن يلس "لقد جعلنا هذا التصريح علنيا إثر تعيين ثم إقالة وزير أول (عبد المجيد تبون) في ظرف أسابيع قليلة"، مسجلا أنه تم "من ناحية أخرى تعيين وزير أول متعود على المزايدة في خدمة الأقوياء منذ 20 سنة والذي جاء ليعلن بكل بساطة أن البلاد في حالة إفلاس وقرر التوجه نحو تمويل داخلي غير تقليدي".
وفي السياق ذاته، كتبت صحيفتا (الفجر) و(لوتان)، نقلا عن موقعي النداء، أن هناك مخاوف إزاء "المشاكل الاجتماعية التي يمكن أن تقود إلى العنف" مع اللجوء إلى طبع الأوراق النقدية الذي سيتسبب في التضخم"، مضيفتين أن "موقعي النداء يريدون إثارة انتباه الرأي العام لكي يتعبأ".
ومن جهتها، اعتبرت صحيفة (المجاهد) أنه من خلال التعبير عن شكوى لتنظيم انتخابات سابقة لأوانها أو "انتقال" ذي طبيعة إشكالية في هذه اللحظة بالضبط، فإن "الأمر يتعلق لا أقل ولا أكثر، بمحاولة للتموقع داخل مشهد سياسي لم يعد لهم فيه أي دليل يوجههم".
وسجلت أن الرهان على القوة أمر غير مرحب به أيا كان مصدره في بلد لم يتوقف عن بذل جهود للعصرنة في محيط مضطرب، ف"الاستقرار والأمن ليسا ولا يمكن أن يكونا ذرائع انتخابية، اللهم إذا كان الأمر يتعلق بتبخيس الرهانات الحالية"، مضيفة أن "نداءات من هذا القبيل تبقي على حالة الغموض حول قضية محسومة بشكل نهائي".
وفي تونس سجلت صحيفة "الشروق" أن السواحل التونسية تعيش خلال هذه الفترة على إيقاع موجة هجرة جديدة للشباب نحو السواحل الإيطالية باستخدام مراكب صيد في رحلات مجهولة المصير. وأشارت في هذا السياق إلى الأرقام الصادرة عن المنظمة الدولية للهجرة التي تفيد بأن ما لا يقل عن 2700 تونسي وصلوا إلى أوروبا خلال التسعة أشهر الأولى من سنة 2017، من بينهم 1400 وصلوا خلال شهر شتنبر وحده.
وأضافت الصحيفة أن الأرقام الصادرة عن وزارة الداخلية التونسية تشير إلى إحباط 110 محاولة للهجرة غير الشرعية خلال الربع الثالث من العام الجاري وإيقاف 1652 شخصا خلال شهر شتنبر حاولوا الهجرة عبر البحر من بينهم 1384 تونسيا.
وأشارت إلى أن المنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية فسر مجمل هذه الأرقام في تقريره الصادر مؤخرا بأن تونس تواجه موجة جديدة من رحلات الهجرة، مسجلا أن رحلات الهجرة السرية عرفت زيادة بنسبة 2,25 في المائة خلال الأشهر التسعة الأولى من ستة 2017 مقارنة بنفس الفترة من السنة الماضية.
ومن جهتها أبرزت صحيفة "المغرب" أن وتيرة الهجرة السرية تفاقمت خاصة في شهر شتنبر الماضي، مشيرة إلى أنه تم خلال الفترة ما بين شتنبر والأيام الأولى من الشهر الجاري تسجيل عدد يناهز ما تم تسجيله خلال السنة الفارطة.
وأضافت أن ذلك ناتج عن عدة عوامل من بينها ترويج دعاية مفادها أن اوروبا ستقوم بتسوية وضعية الآلاف من الأشخاص بين 40 ألف و50 ألف، مشيرة إلى أن الأمر يتعلق في الواقع باللاجئين وليس بالمهاجرين السريين.
ولاحظت صحيفتا "المغرب" و"الصباح" أن الهجرة تحولت في بعض الحالات إلى مشروع عائلي إذ أصبحت قوارب الهجرة السرية تحمل الأطفال والشيوخ والإناث مشيرة إلى أن النسبة الأكبر ضمن المهاجرين السريين هم الأشخاص المتراوحة أعمارهم ما بين 20 و30 سنة.
وتحت عنوان "معضلة وطنية بامتياز" كتبت صحيفة "الصحافة اليوم" في افتتاحيتها، أن الإشكال الحقيقي اليوم يتمثل في هذه المعضلة التي تحولت إلى مأساة ترفض أن تنتهي وجرح يرفض أن يندمل، مبرزة أن "كابوس الهجرة السرية إلى أوروبا يستنزف عشرات الآلاف من اليد العاملة ومن الشباب ومن القوى الحية النشيطة التي يحتاج إليها الوطن".
ورأت الصحيفة أن دراسة موطن الخلل أو السبب الرئيسي "لا بد من طرحه بكل جدية وتدارسه بكل شفافية من أجل تشخيص المعضلة بجدية وبصراحة، وإيجاد الحلول ومعالجة مواطن التقصير".
ولاحظت صحيفة "لوطون" أن وتيرة الهجرة غير الشرعية عادت إلى الارتفاع مجددا، بسبب تزايد عدد الراغبين في الالتحاق بالشواطئ الأوروبية، مشيرة إلى أن السلطات الإيطالية تدق ناقوس الخطر منذ بضعة أسابيع.
وحذرت الصحيفة من المخاطر التي تحدق بالمهاجرين السريين الذين يقبلون على الهجرة على متن قوارب قديمة لركوب البحر ليلا سعيا إلى مستقبل أفضل. وقالت إن المهاجرين السريين يدركون الخطر الذي يتهددهم ولكنهم يتعلقون بالوهم ويجازفون بأرواحهم.
وتحدثت صحيفة "لابريس" من جهتها عن اعتماد إستراتيجية جديدة من أجل تأمين الحدود البحرية وتشكيل لجان دائمة داخل مجلس الأمن القومي. وقالت إن المجلس الذي انعقد برئاسة الرئيس الباجي قائد السبسي تدارس الجهود المبذولة لإحباط محاولات الهجرة السرية وإنقاذ المئات من الأرواح.
وسجلت صحيفة "الصريح" من جانبها، أن جزيرة لامبيدوزا الإيطالية شهدت خلال أسبوع واحد تدفق ما يناهز 1500 شاب تونسي حسب ما ذكرته تقارير إعلامية إيطالية، مشيرة إلى أنه "على الرغم من حوادث الغرق المتكررة في عرض البحر الأبيض المتوسط وما تخلفه من ضحايا مازالت فئات واسعة من الشباب تضطر للمغامرة بحياتها عبر رحلات على متن قوارب صيد صغيرة إلى السواحل الإيطالية".
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر