القاهرة ـ وكالات
ألقت الأوضاع الأمنية المتردية في مصر بظلال من الشك على قدرة أجهزة الأمن المصرية على توفير الحماية اللازمة لقادة الدول المشاركين في الدورة الـ12 لمؤتمر القمة الإسلامية، المقرر انعقادها في القاهرة أواخر الأسبوع الجاري، الأمر الذي دفع بعض الدول لأن تتولى بنفسها حماية رؤسائها.وأفادت وسائل إعلام رسمية بأن تركيا أرسلت 5 سيارات مصفحة، لاستخدامها في تأمين تنقلات الرئيس التركي عبد الله غُل، أثناء تواجده في العاصمة المصرية، والتي وصلت بالفعل إلى مطار القاهرة الأحد، حيث تسلمها مندوب من السفارة التركية بعدما سمحت سلطات المطار بإنهاء إجراءات وصولها.وذكرت وكالة أنباء الشرق الأوسط، وفق ما أورد موقع "أخبار مصر"، التابع للتلفزيون المصري، أن السيارات الخاصة بتأمين الرئيس التركي خرجت من الباب الخارجي لاستراحة 27، تحت الإشراف الجمركي، بحضور رجال الجمارك، ومندوب من وزارة الخارجية المصرية.ورفض مسؤولو وزارة الداخلية التعليق على الأنباء الخاصة بمشاركة السيارات المصفحة التركية في تأمين تحركات الرئيس غُل، أو الحديث عن الخطة الأمنية الخاصة بالقمة الإسلامية، التي يأتي انعقادها وسط اضطرابات واسعة في مختلف أنحاء البلاد، أدت إلى سقوط عشرات القتلى ومئات الجرحى.وقال مساعد وزير الداخلية لشؤون الأمن العام، اللواء أحمد حلمي، في تصريحات لـCNN بالعربية، إن خطة تأمين القمة الإسلامية مازالت قيد الإعداد حالياً، مشدداً على أنها من "الأمور التي تخص الجهات الأمنية، وليس للإعلام الحديث عنها."كما أكد مسؤول أمني آخر بوزارة الداخلية، طلب من ذكر اسمه، أن الوزارة تتخذ الإجراءات الأمنية اللازمة لتأمين القمة الإسلامية، من خلال تأمين الضيوف والشخصيات الحاضرة بالمؤتمر والمرافقين لهم، ومن يترددون عليهم، ومقار إقامتهم.
وبسؤاله عن السبب الذي دفع الرئيس التركي إلى الاستعانة بسيارات مصفحة، قرر اصطحابها معه لتأمين تحركاته في القاهرة، أجاب المصدر بأن هذا الأمر "تُسأل عنه رئاسة الجمهورية"، لافتاً إلى أن "وزارة الداخلية خارج المعادلة السياسية، وتقوم بدورها الأمني حسب الخطط الموضوعة لها."من جانبه، أكد رئيس جهاز أمن الدولة الأسبق، اللواء فؤاد علام، على أحقية أي ضيف في أن يأتي بسيارات مصفحة لتأمينه، مشيراً إلى أن الرئيس السابق، حسني مبارك، كان يصطحب معه سيارات مصفحة لتأمين تحركاته، عندما تعرض لمحاولة اغتيال في إثيوبيا، وكانت تلك السيارات أحد أسباب نجاته.وشدد الخبير الأمني، في تصريحاته على "صعوبة توقع أو وضع خطط أمنية، في ظل ضبابية الوضع الاقتصادي والسياسي"، لافتاً إلى أن "أي خطة يجب أن تكون مبنية على معلومات صحيحة، وهو ما لا يتوافر في ظل وضع مضطرب، من جميع الأطراف والقوى السياسية."ومن المقرر أن تُعقد القمة الإسلامية يومي الأربعاء والخميس المقبلين، بمشاركة قادة ورؤساء حكومات وممثلين من 56 دولة عضو بمنظمة "التعاون الإسلامي"، بالإضافة إلى عدد من المنظمات والوكالات الدولية المختلفة.وأشارت تقارير إعلامية إلى أن اللجنة المنظمة قررت نقل مكان عقد القمة إلى أحد الفنادق القريبة من مطار القاهرة، بدلاً من المركز الدولي للمؤتمرات بمدينة نصر، الذي شهد محيطه احتجاجات وأحداث عنف سابقة، كما أنه يقع على مقربة من قصر "الاتحادية" الرئاسي.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر