وجدة ـ إبن عيسى إدريس
أكّد أستاذ القانون والخبير السياسيّ مصطفى السحيمي، أن مذكرة التفاهم حول مشروع تثمين قناة بانغالانيس والحفاظ عليها، التي وقّعت الإثنين، بين المغرب ومدغشقر، برئاسة الملك محمد السادس ورئيس جمهورية مدغشقر هيري راجاوناريمامبيانينا، تعدّ ثمرة للخبرة المغربيّة، والتي ظهرت خصوصًا في المشروع الاقتصادي البارز لمارشيكا، على الساحل المتوسطيّ للمملكة.
وقال السحيمي في تصريح لوكالة المغرب العربيّ للأنباء، إنّ هذا المشروع يندرج في إطار التعاون جنوب-جنوب، وتمّ التوقيع عليه خلال زيارة تاريخيّة للملك إلى مدغشقر، اعتبرتها وزيرة خارجيّة هذا البلد "مصدر فخر"، مشيرًا إلى أنها تعدّ أيضًا فرصة للغوص مجددًا في التاريخ، واستذكار نفي السلطان محمد الخامس، إلى أنتسيرابي، من كانون الثاني/ يناير 1954 إلى تشرين الثاني/ نوفمبر 1955.
وأضاف الخبير السياسيّ أن هذه الزيارة، شكّلت مناسبة لتوقيع 22 اتفاقيّة للتعاون الثنائيّ، ومناسبة للتقريب أكثر بين الشعبين المغربي والملغاشي، سواء على المستوى السياسيّ أو الاقتصادي، مؤكدًا أن زيارة الملك إلى شرق أفريقيا تكرّس "دبلوماسية نشيطة"، من أجل تنفيذ سياسة قاريّة، وليس "مبادرات محددة في الزمن" أو لاستقطاب الأضواء.
وأوضح أن الأمر يتعلق بمقاربة تشاركيّة تُذكّي أهمية الوعي بمكانة المملكة، والدور الذي تلعبه في الفضاء الأفريقيّ، وقرار قويّ للمغرب، باستعادة مكانته داخل الاتحاد الأفريقيّ .وحرص على أن يؤكد أن البعد الاقتصاديّ يفرض نفسه بقوّة في هذه الزيارة، مذكرًا بأن الملك المغربّ كان قد أكد في الخطاب التاريخيّ الموجه إلى منتدى أبيدجان، في شباط/ فبراير 2014، أن "أفريقيا مطالبة اليوم بأن تضع ثقتها في إفريقيا".وسجّل في هذا الصدد، أن المغرب "يُعرب عن استعداده لجعل رصيد الثقة والمصداقيّة الذي يحظى به لدى شركائه، في خدمة أشقائه الأفارقة".
يذكر أن قناة بانغالانيس أطول أربع مرات من قناة السويس و8 مرات من قناة بنما، حيث تمتد لمسافة 700 كلم من البحيرات الطبيعيّة والأنهار والمصبات، بالمحاذاة مع سواحل المحيط الهندي، الذي لا يفصله عنها سوى شريط ضيّق من الأراضي، التي توجد بها بعض القرى.
ويشمل هذا المشروع المندمج، الذي سيتمّ إعداده وتهيئته في إطار شراكة بين وكالة مارشيكا ميد والحكومة الملغاشية، العناصر الإيكولوجيّة والبيئيّة، والمميزات الهيدروليكية والترسبيّة، وتهيئة المشهد العام والحركية والنقل، كما ينطلق من رؤية للتنمية الاقتصاديّة المستدامة للقناة، وضفافها والفضاء الذي تمتدّ فيه.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر