الرباط - المغرب اليوم
أكّد وزير الداخلية، عبد الوافي لفتيت، أن مرتكبي جريمة الحوز التي استهدفت سائحتين اسكندينافيتين "ذئاب منفردة" موضحًا أن الحادثة ليست لها علاقة بعمل متطرف منظم، كاشفًا عن اعتقال 17 متهمًا في القضية، والقضاء على المخطط برمته.
وأوضح لفتين، خلال جلسة عمومية مخصصة للأسئلة الشفوية الأسبوعية، الإثنين ، في مجلس النواب، أنه تبيّن من خلال الحادثة أن الأمر لا يتعلق بالتطرّف وإنما بأفراد تشبعوا بأفكار فردية متطرفة، كذئاب منفردة تتحرك في الظل وتتسلح بعنصر المفاجأة,قائلًا "مهما بلغت درجة فعالية المقاربة المعتمدة من طرف الدولة لمحاربة ظاهرة الإرهاب فإنها تظل دائمًا مُعرّضة للتشويش الناتج عن إصرار البعض على تبني مقاربة انتهازية يجسدها سلوك بعض التيارات داخل الوطن وخارجه والتي تحرص على تبني خطابات عدمية تزرع الإحباط وتنشر ثقافة التيئيس لغاية مشبوهة”. وطالب المسؤول الحكومي، جميع الأفراد والجماعات بالتحلي بخطاب واضح، قائلًا "إن أول خطوة للقضاء على التطرّف هي وقاية مجتمعنا من المخاطر الناجمة عن استغلال الدين لتحقيق أغراض دنيئة بعيدة عن قيمة السماحة وشدد على وجوب التحلي بخطاب واضح من طرف الأفراد والجماعات على حد سواء والالتزام بالثبات في المواقف بعيدًا عن المتاجرة في القيم الأخلاقية فلا وجود لمنزلة وسطى في حب الوطن.
وتابع"غموض الخطاب من طرف جهات معينة والتباس حسب المصالح والمواقف والسعي الدائم لتبخيس جهود الدولة يؤدي حتمًا إلى فقدان الثقة في ما يجمعنا كأمة وفي نموذجنا المغربي المتميز المتشبع بفضائل الوسطية والاعتدال ونبذ التطرف والظلامية مما قد يدفع البعض إلى البحث عن ولاءات بديلة تقوم على الانغلاق والتعصب كمنهاج والعنف كممارسة”.
وقال "جريمة مقتل السائحتين الأجنبيتين تؤكد أن التحديات المتطرفة هي خطر دائم ومستمر مادام هناك خطاب متطرف يلقى له صدى ويتقاطع مع ما يتبناه بعض المتطرفين المحليين ومادامت هناك جماعة إرهابية تعمل جاهدة بشتى الوسائل على المس بأمننا الداخلي”. ورأى الوزير أن واقعة الحوز برهنت على أن التطرّف لا وطن له قد يضرب في أي لحظة وحين حيث لا يستقيم الحديث بأي شكل من الأشكال عن كون درجة المخاطر منعدمة مهما بلغ مستوى وعي الدولة والمجتمع بطبيعة الأخطار المحدقة بهما. واعتبر لفتيت أن طريق الالتحاق بمحور الشر والكراهية أصبحت الآن معبدة أكثر من أي وقت مضى, موضحًا أن ما جرى في إقليم الحوز لا يمكن إرجاعه إلى التهميش الاجتماعي والفقر والهشاشة، مشيرًا إلى أن العمل المتطرّف لا يستثني أي موطن وهو ضد القيم الديمقراطية. وقال لفتيت إن الجريمة المتطرفة التي شهدتها منطقة الحوز أثبتت بما لا يدع مجالًا للشك جدية قناعتنا جميعًا بأن الوطن في مواجهة دائمة مع التهديدات المتطرفة فما يقلقنا قد وقع بالفعل وبوسائل بدائية بسيطة متاحة للعموم.
ورأى لفتيت أن التربية والتعليم هما الخطوط الأولى للتصدي للظاهرة الإرهابية، داعيا الجميع إلى إيلاء الأهمية لمحاربة التطرف، مطالبًا المغاربة بتكثيف الجهود لمحاربة التطرف والإرهاب مع انخراط المجتمع المدني، مشيدًا بدور المواطنين في الإفشاء بمخطط إرهابية قبل تنفيذها.
وأوضح الوزير أن ما حدث واقعة معزولة بعيدة عن روح الدين الإسلامي القائم على التسامح، مشددًا على أن المغرب سيظل متمسكًا بمكتسباته الديمقراطية وسيعمل على تجفيف منابع التطرف ، وسيحافظ على مساره التنموي. يذكر أن الجريمة وقعت يوم الإثنين الماضي، في منطقة إمليل نواحي مراكش، عندما عثر على جثتي سائحتين إحداهما من النرويج والثانية من الدنمارك، وقد تم قتلهما بالسلاح الأبيض وبطريقة بشعة. وأعلن المكتب المركزي للأبحاث القضائية، توقيف تسعة أشخاص بعد اعتقال خمسة أشخاص جدد، وكانت النيابة العامة في المغرب قد اعتقلت الموقوفين الأربعة السابقين للتحقيق معهم في جريمة القتل، والبحث في الخلفية المتطرّفة للجريمة.
قد يهمك ايضا : وزارة الداخلية المغربية توقف امتحانات التوظيف بالجماعات المحلية
انتخاب اتكارت رئيسا للمجلس الإقليم لمنطقة الحوز ضواحي مراكش
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر