الرباط - المغرب اليوم
في سبيل تنمية المنتج الثقافي حول المغرب في الموسوعات الرقمية التشاركية، مثل ويكيبيديا، أطلقت، اليوم الخميس بمقر أكاديمية المملكة المغربية بالرباط، جائزة مخصصة لهذه الإنتاجات باللغات العربية والأمازيغية والإنجليزية والفرنسية والإسبانية.يأتي إطلاق “جائزة المنتج الثقافي في الموسوعات الرقمية التشاركية” تنفيذا للاتفاقية الموقعة بين الأكاديمية ووزارة الثقافة والشباب والرياضة، بتاريخ 16 يونيو المنصرم، بعدما نصت على “دعم وإبراز ممارسات ثقافية ورقمية جديدة، وتشجيع دمقرطة الثقافة، وتعزيز الغنى الثقافي والرمزي الوطني بعدة لغات”.وبقيمة مالية تبلغ 20 ألف درهم للمراتب الأولى، من المرتقب أن تختار أفضل إسهامات عموم المشاركين حول التراث الثقافي بالمغرب المكتوبة والمصورة والمسموعة، المنشورة على الموسوعات الرقمية التشاركية.وتهدف هذه الجائزة، التي أحدثتها أكاديمية المملكة المغربية بتعاون مع وزارة الثقافة والشباب والرياضة، إلى “تشجيع ودعم الإسهامات الفكرية والإبداعية المتعلقة بالتراث الثقافي المغربي في الموسوعات التشاركية”، خاصة باللغتين الإنجليزية والإسبانية، بعد رصد ضعف حضور المضامين حول المكنونات الحضارية للبلاد بهاتين اللغتين.
وخصصت للدورة الأولى قيمة مالية قدرها 270 ألف درهم، ستوزع على 22 فائزا من المشاركين في إغناء الموسوعات التشاركية الرقمية بمواضيع حول التراث الثقافي المغربي، بشقيه المادي وغير المادي، باللغات الخمس المحددة، في الفترة المتراوحة بين 12 غشت الجاري و31 أكتوبر المقبل.وفي حفل إطلاق الجائزة، قال عبد الجليل لحجمري، أمين السر الدائم لأكاديمية المملكة المغربية، إنها من بين “المشاريع المهمة التي نعمل على إرسائها بتعاون مع وزارة الثقافة والشباب والرياضة”، استجابة لـ”ما حملته الثورة الرقمية من تحديات ومستجدات معرفية”، قصد “إتاحة فرص لكل الفاعلين والمهتمين بالتراث الثقافي المغربي الحافل والمتنوع، من مثقفين وفنانين، وعلى الأخص منهم فئة الشباب”.وتحدث لحجمري عن تسخير وزارة الثقافة والشباب والرياضة والأكاديمية “الإمكانيات البشرية والمادية من أجل إنجاح هذا المشروع باعتباره رافعة محفزة على تداول الأنماط التعبيرية الثقافية المغربية، سواء كانت كتابة تحريرية أو شريطا وثائقيا أو صورة أو تسجيلا صوتيا عبر الشبكة العنكبوتية”.
وبعد ذكر أمين السر الدائم للأكاديمية بأن “قوة الدول والشعوب، خصوصا إذا كانت من الحجم المتوسط ديمغرافيا وجغرافيا، لا تقاس فقط بمؤشرات الاقتصاد والمال، ولا بالقوة العسكرية فحسب، بقدر ما تفرض نفسها أيضا من خلال وزنها الثقافي والحضاري”، تابع قائلا: “من هذا المنطلق، ما زال لبلدنا أن يقطع أشواطا في سبيل الكشف عن تاريخه العريق”.وأبرز لحجمري ما سيتيحه هذا المشروع من “فرص التلاقح الحضاري الإنساني، والانخراط في مجتمع المعرفة”، خاصة مع انفتاح الجائزة على اللغات العربية والأمازيغية والإنجليزية والإسبانية والفرنسية، ثم عبر عن أمله في أن تلقى “مشاركة وحماسا من لدن شبابنا؛ بمن فيهم الطلبة الجامعيون، والطلبة الدكاترة الراغبون في التمرس على النشر الإلكتروني في الموسوعات المعرفية العالمية الكبرى”.من جهته، قال عثمان الفردوس، وزير الثقافة والشباب والرياضة، إن مبادرة خلق “جائزة المنتَج الثقافي في الموسوعات الرقمية التشاركية” تروم تعزيز حضور المغرب في هذه الموسوعات التي يخلق المستخدمون مضامينها، ووصفها بـ”الورش الكبير جدا” الذي يطلق في سبيل “التعريف بالموروث المغربي”.
وسجل الفردوس أن كل مادة تكتب باللغة الإنجليزية تقرأ، رقميا، ثلاث مرات أكثر من المواد المكتوبة باللغة الفرنسية، في وقت يوجد فيه نقص في المحتويات حول ثقافة المغرب بالإنجليزية والإسبانية خاصة، علما أنه “لا يمكن أن نكتفي في بلد له تاريخ مثل المغرب بعدد الصفحات المكتوبة حوله، رقميا، اليوم”.وواصل وزير الثقافة والشباب والرياضة قائلا: “الأساس أن يكون للمحتويات المشاركة طابع علمي، لإيصال الجودة العلمية”، والجائزة مفتوحة في وجه الجميع، سواء كانوا من المغاربة المقيمين بالداخل أو بالخارج، وموضوعها التراث الثقافي المادي واللامادي للمملكة، وستكون مواضيع أخرى مستقبلا؛ “لأننا نفتخر بتراثنا، وهو فخر يجب أن نراه في المنصات التشاركية”.
قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :
أيمن بنعمر يؤكد أن دعم وزارة الثقافة المغربية يشجع الإبداع الفني
دعوات إلى وزارة الثقافة المغربية لحفظ الذاكرة الجماعية للمغاربة في تثمين المواقع الأثرية
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر