كثّف هورست كوهلر، المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة، لقاءاته داخل الأقاليم الجنوبية شملت إلى جانب اللقاء بالسلطات المحلية والمصالح الخارجية شيوخ القبائل والمنتخبين وممثلي المجتمع المدني.
وأفادت مصادر مطلعة أن زيارة المبعوث الجديد تختلف عن تجربة كريستوفر روس، سواء من حيث المنهجية أو المدة الزمنية التي تعتبر الأطول، إذا حرص على بدء زيارته من الرباط، حيث تباحث مع سعد الدين العثماني، رئيس الحكومة، وناصر بوريطة، وزير الخارجية والتعاون، قبل أن يطير على متن طائرة خاصة بالأمم المتحدة إلى العيون، الخميس الماضي، والتي باشر خلالها سلسلة من اللقاءات، استمع خلالها بإمعان إلى العروض والتدخلات المختلفة.
ويسعى كوهلر قبل الإعلان عن مبادرته الخاصة بإحياء مسلسل التسوية السياسية لنزاع الصحراء، إلى الوقوف ميدانيًا على الوضع بالمنطقة، والاستماع إلى أكبر عدد من الأطراف سواء الحكومية أو المنتخبين وشيوخ القبائل، وممثلي المجتمع المدني، بمن فيهم المساندون للأطروحة الانفصالية.
وقالت المصادر ذاتها إن المبعوث الشخصي للأمين العام، استقبل في اليوم الأول من قبل والي العيون ورؤساء المصالح الخارجية، ورئيس جهة العيون.
و حرص على اللقاء بالمنتخبين في مقر بلدية العيون، والاستماع إلى آرائهم بشأن رؤيتهم للحل، وإنهاء النزاع، حيث جدد المنتخبون تشبثهم بمقترح الحكم الذاتي، باعتباره الإطار الأنسب والمقترح الجدي الذي يمكن السكان من المشاركة في تدبير شؤونهم في إطار السيادة المغربية.
وأكد حمدي ولد الرشيد، رئيس جهة العيون الساقية الحمراء، على تشبث المنتخبين بمبادرة الحكم الذاتي التي قدمها المغرب، ليغلق بشكل نهائي النزاع المفتعل حول الصحراء المغربية، مستعرضًا الدعم الذي حظي به مقترح الحكم الذاتي من قبل المجتمع الدولي.
و حرص المبعوث الألماني هذه المرة على توسيع دائرة استشاراته، وتعزيزها بجولة ميدانية للوقوف عند التجهيزات والبنيات التحتية ومشاريع النموذج التنموي، والتي تعود بالفائدة على سكان الأقاليم الجنوبية، إذ زار بعض المنشآت الاقتصادية مثل المرسى ومحطة تحلية مياه البحر، وعدد من المنشآت السوسيو اقتصادية بالعيون.
ولم يقف الأمر عند هذه الأنشطة، بل حرص على لقاء شيوخ القبائل في حفلة عشاء بمقر قصر البلدية الجمعة، سعيا منه للاستماع إلى كل الأطياف والمكونات القبلية والسياسية والمدنية.
وقال إبراهيم الضعيف، برلماني العدالة والتنمية إن كوهلر في كلمته إنه جاء لينصت للجميع، ولا ليقدم حلولا جاهزة، مؤكدًا أن الحل يجب أن يكون حلا واقعيا وعمليا.
وأفادت المصادر أن المبعوث الشخصي والفريق المرافق له كانوا حريصين على الاستماع أكثر إلى الآراء والمعطيات المعبر عنها.
وخاطب المسؤول الأممي المنتخبين قائلا “أنتم أصحاب الحل، في إشارة إلى جميع الصحراويين في الأقاليم الجنوبية أو في المخيمات داعيًا الجميع إلى العمل من أجل حل مشاكلهم بأنفسهم.
وسجل العديد من المتتبعين الحذر الشديد الذي يتعامل به المبعوث الشخصي، خلال لقاءاته وتصريحاته، مكتفيا بالقول إنه جاء ليستطلع ويرى ويستمع لآراء السكان والمنتخبين وممثلي المجتمع المدني بمختلف أطيافه.
وتوجه صباح الجمعة الماضي إلى السمارة، حيث عقد لقاء مع السلطات، والمنتخبين والشيوخ، قبل أن ينتقل إلى مقر البعثة للاجتماع مع مسؤوليها، ليعود في المساء إلى العيون للقاء فعاليات المجتمع المدني، بمختلف مكوناته الوحدوية والانفصالية.
واستغل كوهلر زيارته لعقد اجتماعات في المقر العام لمينورسو في العيون ومسؤولي البعثة بالسمارة، همت نشاطها في ضوء التطورات الأخيرة التي أعقبت أزمة الكركرات، ووضعية مراقبة وقف إطلاق النار، والاستماع إلى الحاجيات اللوجيستية للبعثة.
ويختتم كوهلر زيارته إلى الأقاليم الجنوبية بمحطة الداخلة، بلقاءات مماثلة مع السلطات والمنتخبين والأعيان، قبل العودة إلى العيون وإنهاء الزيارة.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر