الرباط ــ المغرب اليوم
كشفت مصادر صحافية، تتبّعت الأحداث الأخيرة بالحسيمة، أنّ عملية إقحام الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 15 عامًا في مقدمة المظاهرات الاحتجاجية، واستغلال براءتهم في غير الموقع الصحيح، مشيرة إلى أنّ "رؤية الأطفال لمشاهد العنف وحوادث الاصطدام بين المتظاهرين وقوات الأمن واستنشاقهم لغازات القنابل المسيلة للدموع... ينعكس سلبا على تصرفات الأطفال وسلوكياتهم وصحتهم النفسية، الأمر الذي يعتبر جريمة في حق الطفولة، فالأطفال لا يفهمون شيئا فيما يحدث بحراك الريف، ولا في معاني الشعارات التي يهندسها الكبار ويرددها الصغار بشكل ببغائي.. لذا يجب على جمعيات المجتمع المدني المهتمة بحماية الطفولة أن تتدخل لإيقاف استغلال الأطفال في احتجاجات الحسيمة، وتمرير حسابات الكبار على ظهر الصغار، إن الصور والفيديوهات القادمة من قلب الحدث تبرز تلاعب البعض ببراءة الأطفال واستغلال يفاعتهم وعدم دراياتهم بما يحدث، وهو ما يشكل اغتصابا معنويا لهم ويؤكد ضرورة وأهمية تجنيب الأطفال هذه الأحداث والمشاهد، حرصا على سلامتهم وصحتهم ومستقبلهم".
وأشار المصدر الصحافي إلى أنّ "الاحتيال برز على العديد من أطفال الحسيمة من خلال فيديو لطفل تم منحه 10 دراهم بطريقة تثير السخرية والشفقة على المتلاعبين ببراءة الأطفال، إن الأمر يدعو إلى التدخل بحزم لترك أطفالنا بعيدا من أجل سلامتهم الجسدية والنفسية، أي مواثيق دينية وإنسانية وعرفية تقبل باستغلال أطفال صغار كحطب لاحتجاجات بمطالب سياسية مغلفة بمطالب اجتماعية ؟، أليس هذا ضد مواثيق حماية الطفولة، وضد حق الطفل في الحياة الكريمة وحقه في اللعب، وليس في التواجد في الخطوط الأمامية لمدفع الاصطدامات مع قوات الأمن، حيث يدفعه المحرضون في الصفوف الخلفية ليلقي الحجارة ويشعل النار في إطارات السيارات، بل يدفعونه تحت الإغراء المادي لتوجيه دعوات للاحتجاج التي لا تخلو من لغة "بغينا نقربلوها"... ألم يخاطب الطفل الذي لم يتعدى عمره 6 سنوات، والذي ظهر في مقاطع فيديو يحرض على الاحتجاج بمدينة الحسيمة، والذي أذاعته مواقع داعمة للفوضى الهدامة، ألم يحرك هذا الطفل ضمير ووجدان العالم، عندما كشف والده المؤامرة وأن أشخاصا دفعوا لابنه مبالغ لا تتعدى 5 و10 دراهم لتصوير مقاطع موجهة لا يمكن بتاتا أن يستوعب مغازيها طفل في السادسة من العمر".
وتابع المصدر متسائلًا "ألم تحرك صور مئات الأطفال المدفوعين في خضم احتجاجات بشوارع الحسيمة وشواطئها، ضمير الإنسانية، وهم يقادون تحت آلة الإغراءات المادية والوعود العسلية، وبإيدلوجية غسل أدمغة الطفولة البريئة، من قبل جانحين ومقنعين وفوضويين والكثير من مشعلي النيران الذين لا ضمير لهم ولا وازع يحركهم، سوى لمن يدفع المزيد من الدولارات أو المزيد من الكراهية، فهما سيان في قاموس الكبار الذين يقودون الصغار الأبرياء إلى معارك ليست من اختصاصهم، وبأدوات قاتلة لا تناسب سنهم، والأدهى والأنكي من ذلك استغلال طفولتهم ومنحهم بعض الدريهمات لشراء حلوى السكاكر أو الاستمتاع بلعبة "فليبير" مقابل تعريضهم لخطر داهم، أليس هؤلاء المحرضون الكبار مذنبون في عرف القانون الوطني والدولي وفي جل القوانين وضعية كانت أم سماوية، ألا يستحق هؤلاء أن يحاكموا بقانون الابتزاز والاستغلال وحتى بقانون تعريض حياة الغير للخطر؟ وأين غاب دور آباء هؤلاء القاصرين واليافعين؟ ولماذا لم يستيقظ أي ضمير حي لكشف هذه المخططات الخطيرة ضد طفولة بريئة؟ أسئلة تظل معلقة إلى أن يستيقظ الضمير المستتر الذي يقدر الأرباح قبل المخاطر".
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر